علي حسينبصراحة شديدة، ومهما حاول اصحاب المقولات البراقة، ومهما حاول المتفائلون ان يخففوا من وطأة ما يحدث على الساحة السياسية، ومهما حاول اصحاب النظريات المتوازنة ان يؤكدوا بان الامور تسير بالاتجاه الصحيح.. بصراحة شديدة: الوطن في خطر.
فاهم من ان يفوز فلان في الانتخابات واهم من يحدد الجميع من هو الاحق بتشكيل الحكومة،هو ان نطمئن على العراق وعلى مستقبله وعلى مصيره، فهو أهم من الاحزاب والكتل السياسية، وهو باق وجميع الاحزاب زائلة، واهم من ان يطمئن البعض على استمراره في الحكم، اواحقيته في المنصب، هو ان نطمئن جميعا على امن البلد واستقراره ومستقبله..لقد اختار العراقيون اسلوب التحول الديمقراطي بطريقة سلمية تحفظ الامن والهدوء والاستقرار، وتحفظ الناس من المخاطر والاهوال.. لكن الامور جاءت عكس ماتمنوا المرء، ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ ان اطل السياسيون وهم يهتفون الواحد ضد الاخر. العراقيون انحازوا للديمقراطية، والساسة انحازوا لمصالحهم الشخصية، فخلطوا شعارات مصلحة الوطن باطماعهم السياسية، الناس تدرك جيدا ان مستقبل ابنائها في الديمقراطية الحقيقية ولاشيء غيرها، وهي المظلة التي تحمي الجميع حكاما ومحكومين.. اما اصحاب المصالح الخاصة ورافعو شعارات الطائفية المقيتة فلا مستقبل لهم الا القفز الى المجهول والغوص في الوطن الى الهاوية. الوطن في خطر، ومواجهة الخطر لاتكون بالتزييف وخداع الذات والبعد عن الحقيقة مهما كانت مرارتها.الوطن فوق الجميع، فوق الحكومة والاحزاب والقضاء، هو الباقي والجميع زائلون. الوطن في خطر..والعراق هو الحل بانهاره وحضارته وسمائه ومسلميه و مسيحييه وصابئته ويهوده.. بعربه واكراده، بثقافته وتسامحه ووحدته الوطنية وسلامه الاجتماعي.العراق هو الحل بكراهيته للعنف والتطرف والتشدد واللعب بالشعارات البراقة.العراق هو الحل، بانستاس الكرملي وسليمة مراد وعلي الوردي والرصافي وجواد علي والجواهري والسياب وكامل الجادرجي، فهم مشاعل التنوير الخالدة التي نباهي بها العالم. العراق ليس احزابا طارئة، ولاسياسيين همهم المناصب ولاشعارات وخطباً تشعرنا كل يوم بأننا في خطر.
العمود الثامن: اننــا في خطـــر
نشر في: 28 يونيو, 2010: 05:52 م