عبدالله السكوتيوهذه كناية تطلق على من عومل معاملة سيئة وكان ينتظر العكس ، والزيان هو الحلاقة عند البغداديين ، والحلاق عندهم (المزين ) من الزينة ، وابلاش كلمة عربية اصلها ، بلاشيء وتعني بلااجر .ويحكى ان متصوفا جاء الى حلاق ، وطلب منه ان يحلق له شعر رأسه بلااجر ، تبرعا في سبيل الله ،
فاجلسه الحلاق ، واحضر له موسا اعمى ، وباشر بحلاقة رأسه دون اهتمام ، فاوجعه كثيرا وجرحه في اكثر من موضع ، وفي خلال ذلك سمعا صوت بعير يجأر في الم ، فقال الحلاق متعجبا : ترى لماذا يجأر هذا البعير ؟ فقال له الصوفي : (لازم ديزينوه ابلاش ) .والاصوات الان مرتفعة الى عنان السماء ، من يدعو الى تحسين الخدمات ومن يدعو الى ضبط الامن ، وآخرون يدعون الى تحسين الحالة المعيشية ، ومن ثم هناك نقص في الخدمات الصحية حيث الادوية الفاسدة وغياب الرقابة على المذاخر التي قاربت في تكوينها وهيئتها والعاملين فيها تجار الادوات الاحتياطية للسيارات ، وبعد وبعد وبعد ، اذ ان المتفحص بعين الحقيقة لايرى شيئا قد تعافى الاماندر ، الكهرباء سوف تدمج بالنفط لتصبح وزارة الطاقة وهذا امر جيد ، ومع ان حظ وزير النفط كبير اذ انه تسلم الوزارة بالوكالة من هنا حتى تحسن الجو وكأن الشهر السادس عاد الى الخلف ، فقد انخفضت درجات الحرارة الى حد كانت فيه في الشهر الرابع مرتفعة اكثر ، وهذه قضية الحظ لها ادبياتها فمنهم من يشكو حظه حيث يقول المعري :ان حظي كدقيق بين شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوهفي حين هناك من يتمتعون بحظوظ من ذهب ، وهؤلاء ايضا تخدمهم الصدفة ، لان الموازين حاليا مختلة نوعما ، ومع هذا فلاتجد احدا يثني على حظه وانما الجميع يتذمر ويلعن الحظ ، ويتمتم انه لم يأخذ مايستحق حتى جاري (ابو نعال اللاستيك ) الذي تكلمت عنه قبل ايام ، فهذا الرجل يرى ان عمارة واحدة غير كافية ويقول : (يمعود شوف الناس وين وصلت غير احنه ماعدنا حظ ) ، والناس في العراق ليس لديهم حظ مثل باقي الدول وحاليا (يزينون ابلاش ) ولذا تسمع العويل وتسمع الشكاوى والهمهمات والصراخ ، كان احدهم يسألني ويقول نحن العراقيين (ماعدنا حظ ) ، شوف الامارات ، فقلت له : نحن مشاكسون ولو تقارن ماحدث في العراق مع ماحدث في الامارات ، كم ثورة وكم انقلاب وكم سجين سياسي وكم مشرد خارج البلاد في الازمان الماضية ، وحكيت له حكاية الحجاج حين بعث واليا للكوفة ، دخل عليهم وهم يجهلون من يكون فحصبوه اي ضربوه بالحصى ، حينها قرر اقفال ابواب المسجد ، وعاتبهم في بادىء الامر بروية ماذا تعرفون عني اظالما كنت ام عادلا ، وبعدها خطب خطبته وتمثل ببيت من الشعر حملهم فيه على التهديد والوعيد ، حيث قال :انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى اضع العمامة تعرفونيوبدأ رحلته مع العراقيين بالقتل والخوف والتنكيل ، فقد سام الناس سوء العذاب ، وشردهم في اصقاع الارض ، ومن المؤكد ان من شرد وترك الاهل والبلاد كان يقول انه حظي ، او انه (زين ابلاش ) ، ولذا عليه ان يتحمل الالم والصراخ وعسى ان تتعدل الامور ويلعب الحظ لعبته مع العراقيين ليلحقوا بركب العالم المتطور ، وربما نغلب الامارات في هذا المضمار ، ونخرج من ربقة الشكوى من الحظ والتذمر الذي لازمنا زمانا طويلا ، ونعود نصنع اقدارنا بانفسنا دون الحاجة الى احد الابقدر الاستفادة من الخبرات الخارجية في مجال العلوم ولانردد بألم قول الشاعر :(لهل الحظوظ التمر واحنه سهمنه النوا ) .
هواء فـي شبك ..(زيان ابلاش )
نشر في: 28 يونيو, 2010: 09:41 م