الكتاب: عن ويتمانتأليف: س. ك. ويليامزترجمة: ابتسام عبد الله هل بإمكان الناس في هذه الأيام الكتابة مثل والت ويتمان؟ تلك الأحاسيس المتدفقة تجاه العالم. وكما قال احدهم قبل أيام،" إنني أقرأ شعر ويتمان وكأنني لا أقرأ شاعراً كتب في القرن العشرين."
قصائده تمنح نفسها لنا كليةً، وهو حتى إن كتب عن الموت، فإنه يفعل ذلك وكأنه يحتضن محباً. يالتكامل أحاسيسه، وبالذخ روحه نسبة إلى شعراء اليوم. ومن يكتب بتلك المشاعر، لا يقدر إلاّ محاولة تقليد ويتمان. بإمكان ألن غينسبرغ أن يكون واضحاً ومسرفاً في التعبير عن عواطفه، ولكنه كان متأكداً من معرفتنا إن ويتمان كان القوة الخفية، ولذلك اختار بعدئذ أسلوبه الخاص. فرانك أوهارا قد يكون حميماً مع القارئ، ولكن عمله جذاب وذكي.إن هذا الكتاب الصغير، الذي جاء في السلسلة التي يكتب فيها كاتب عن آخر، يقترب جداً من الشاعر الرمادي بفرح وحرية تناسبه، عبر عدة مقالات وأفكار خاطفة.ويستولي ويليامز على تلك المشاعر الاستثنائية التي لدى القارئ المتابع لأعمال ويتمان، والتي أصبحت جزءاً من الإنسانية وما بعدها. وفي إحدى تلك المقالات يتحدث المؤلف عن حرف (I) بطريقة لم يفعل بها غيره مطلقاً بالنسبة للقصائد الغنائية.ويتناول ويليامز بعض اللمحات من حياة ويتمان. هل كان شاذاً، أم مزدوج الميول؟ من يدري! خاصة ان الناس بدأوا يتعاملون مع هذا الموضوع بشكل مختلف في الوقت الحاضر. هل أصيب يوماً بخيبة أمل من قرائه؟ أجل، وخاصة عندما أحبوا،" أوه، كابتن،كابتن!". ولكن هذا الكتاب يُقرأ ويفسر مثل شخص، وقع في حب الموسيقى، وهو مقبل الآن على غرف ألحانة المفضلة وحينما يفعل ذلك، يتحدث ويهز ذراعيه ويرقص. وحتى إن كان القارئ لا يحب ويتمان وتقف ضده (ولا يعرف ما الذي يفتقده)، فإنه سيحب طريقة وأسلوب حب ويليامز له، وكأنه يكتشفه للمرة الأولى، وبنفس فيضان الدهشة المتواصلة لشخص غير مصدق".rnعن/ الديلي تليغراف
والت ويتمان، شاعر يبقى معنا
نشر في: 29 يونيو, 2010: 04:33 م