الكتاب: سيرة حياة تروتسكيكتابة: روبرت سيرفسترجمة: المدى يقول الناقد ليف ديفيدوفيج: إن مسار تروتسكي عبر التاريخ تحدد عبر سمتين في شخصيته، مقدرته الفائقة على الإقناع وميله الكبير إلى الخطأ.ولولا مهارته في الجدل التي ظهرت عبر المجلات والصحف لما طالب الدولة الروسية
بثورة ماركسية عالمية ولكن إن كان محقاً في مدى استعداد العالم لتلك الثورة عام 1917، فإننا كنا سنعيش في جمهورية اشتراكية عالمية، . إن الكتاب الذي صدر أخيراً، عن سيرة حياة تروتسكي، (624 صفحة عن دار بان) إضافة إلى جودته يقدم للقارئ شخصية أخرى مغايرة لتروتسكي الذي نعرفه. وذلك الشخص ينبثق كقوة استثنائية هائلة في أي وسط يدخله، ولكنه غير محبوب بشكل خاص.اكتسب تروتسكي توقداً ثورياً في أواخر العقد الثاني من عمره وشحذه نحو برنامج عمل ثوري، مقارعاً لفظياً كل من يلتقيه. كان بالتأكيد معارضاً، رغم مقدرته على تغيير تفكيره. إنه لم ينحن إلاّ للقوى التاريخية الراسخة الصامدة. وعلى سبيل المثال، تم إقناعه على توقيع اتفاقية سلام مع الإمبراطورية الألمانية، بسبب اطلاعه على الوضع المرعب للدفاعات العسكرية الروسية. إن الحقائق، على الأرض، كانت تقنعه وتغيّر مواقفه، أما مناقشات وحجج الآخرين فكانت تسبب له التهيج والغضب فقط.ومن الأمور التي خدمت تروتسكي بشكل جيد، فهو القتال الذي سبق عام 1917، عندما كان قائداً في الحرب الأهلية، أما عمله وسلوكه مع حكومة زمن السلم بعدئذ، فلم يكن في صالحه.كان تروتسكي بجميع المقاييس، بليغاً ساحراً ومقاتلاً شجاعاً، يمتلك جاذبية شخصية بلا شك، ولكن كفاءته احتاجت إلى قوة للسيطرة على اللجان ودعم سياسة الحزب. ولهذا السبب تفوق ستالين عليه في المناورات السياسية. وبالتأكيد لم يكن تروتسكي أقل ميلاً للقتل عن خصمه الرئيسي، مع قسوته بدون شك. فالإعدام العاجل كانت وسيلته المفضلة للنظام العسكري.ومن الواضح من الحقائق التاريخية ان تروتسكي كان ظاهرة تاريخية متميزة، ومع ذلك لم يكن رجلاً طيباً جداً.rn عن/ الغارديان
تروتسكي وثورته الدائمة
نشر في: 29 يونيو, 2010: 04:34 م