علي حسينكثر عدد اللاعبين على الحبال في الاونة الاخيرة، ورغم انهم يدركون ان هذه الطريقة تفقد صاحبها ثقة الجميع.. مع ذلك يصرون علي اللعب على كل الحبال.. ربما لانهم يتصورون انفسهم اذكى من الجميع.. أو ربما لانهم لا يقرأون التاريخ وبالتالي لايستفيدون من تجارب الشعوب وربما أيضا ان الانتهازية والطمع تغشي العيون وتعمي الأبصار.
الا ان الثابت تاريخياً أن اللعب على الحبال يزيد في فترة الفوضى السياسية فتجد البعض يسعى لأن يضع قدما هنا واخرى هناك.. يمد يده لفئة، و يده الاخرى تصافح جهة ثانية، يؤيد هذا ويؤيد ذاك ايضا في الوقت نفسه. انهم اصحاب الاقنعة المتغيرة الذين تجدهم في كل وقت وزمان افنوا اعمارهم في ارتداء البدلة الزيتوني والتلصص على الناس وكتابة التقارير وتدبيج قصائد المديح في حياة (القائد الملهم)، وما ان سقط التمثال في ساحة الفردوس حتى سارعوا الى ارتداء حلة جديدة تتماشى مع العصر الجديد، بل ذهب البعض منهم الى استخراج شهادات تثبت انهم كانوا من ضحايا النظام السابق، وتمادوا أكثر حين قرروا تغيير أسماء أبنائهم لأنها لا تتماشى مع المرحلة الحالية. البعض يصاب بالدهشة حين يرى اصرار لاعبي الحبال على تغيير حتى اسمائهم وكنيتهم، ليزيحوا من ذاكرة الناس بعضا من ركام الماضي الذي مازالوا يحملون أعباءه، فبادروا للانضمام الى احزاب جديدة تضمن لهم حياة مرفهة، ومهمتهم اليوم العودة بالبلاد الى زمن الفوضى. أحزابهم الجديدة منحتهم العديد من الامتيازات، لكنهم يطمحون بالمزيد. لاعبوا الحبال لايهمهم مصير البلد بقدر مايهتمون لمصالحهم الشخصية،تجدهم في كل محفل، بل يلاحقونك حتى في البيت حين يطلون من خلال الفضائيات بوجوه ماكرة،صاخبة، تشيع أجواء من الإحباط واليأس وعدم الثقة.. اللعب على الحبال لم يعد مجرد نزوة لبعض الطامعين او الطامحين في المكاسب والأرباح التي تفوق قدراتهم وامكاناتهم، انما صار ايضا لعبة يهواها اصحاب هذه الحبال المختلفة والمتعددة حتى أصبحنا نعيش في سيرك كبير.
العمود الثامن: اللاعبــــون على الحبــــــال
نشر في: 29 يونيو, 2010: 05:37 م