صفاء العبدالآن ، وبعد انقضاء ( 56 ) مباراة من أصل ( 64 ) ، هل يدلني احد منكم على لاعب محدد كان قد استقطب الأنظار في المونديال الحالي ؟! لا أتحدث عن اسم برز في مباراة ما او آخر في غيرها ، وانما اتحدث عن لاعب يمكن ان يكون عنوانا لهذا المونديال مثلما كان الحال مع الألماني بيكنباور
في مونديال 66 والهولندي كرويف في مونديال 74 والايطالي روسي في مونديال 82 والارجنتيني مارداونا في مونديال 86 والبرازيلي روماريو في مونديال 94 ومواطنه رونالدو في مونديال 2002 او غيرهم من اولئك الذين باتت اسماؤهم تقترن دائما بتلك النسخ التي شاركوا فيها بكأس العالم.ستقولون انها جماعية كرة القدم الحديثة ، وانا اقول ان ذلك لا يمنع من ان يظهر وسط هذه الجماعية اسم كبير ومتميز مثلما تعودنا دائما .. ولكن اين هو هذا الاسم ؟! قبل المونديال هذا كنا نؤشر نحو لاعبين معينين على انهم يمكن ان يستقطبوا انظار العالم في النسخة الأفريقية هذه من كأس العالم .. فكان هناك الأرجنتيني ميسي ، حامل لقب افضل لاعب في العالم ، والبرتغالي كريستيانو رونالدو ، اللاعب الأغلى في العالم ، والاسباني تشابي ومواطنه دافيد فيا والانكليزي واين روني والبرازيلي كاكا وزميله روبينيو وآخرين ظللنا طوال الرحلة التي مضت من عمر هذا المونديال نبحث عنهم وعن ابداعاتهم ومواهبهم وفنونهم التي يمكن ان تميزهم فلم نعثر سوى على القليل ما لا يكفي طبعا لانتزاع لقب كبير من ذاك الذي خرجت به أسماء لامعة في تاريخ كأس العالم كمارادونا وكرويف وتورام وكمبس ورونالدو وغيرهم .ولان الأمر هكذا فإننا لم نتفاجأ بتلك الإحصائية الأولية التي خرج بها موقع ( castrol football ) التي صنفت اللاعبين وفقا لما قدموه عقب انتهاء اكثر من خمسين مباراة من البطولة ، فوجدنا ان الاسماء الكبيرة التي ذكرناها قد جاءت في مواقع متأخرة جداً فكان ميسي على سبيل المثال في التسلسل ( 56 ) وتشابي ( 76 ) وكريستيانو رونالدو ( 86 ) .. أما روني فجاء في التسلسل ( 170 ) بينما حلّ كاكا في التسلسل ( 200 )!وربما تسألون هنا عن الاسماء التي احتلت صدارة هذا التصنيف الذي اعتمد جملة مقومات وفق معايير علمية وفنية في تقييمه للاعبين فنقول ان اللاعبين الذين شغلوا الصدارة ، التي قد تتغير من جولة الى أخرى ، لم يخطروا في أذهانكم أبداً .. فالأول في هذا التصنيف كان مدافع يسار منتخب تشيلي غاري ميديل ، وهو لاعب مغمور يلعب في نادي كاتوليكا الأرجنتيني وليس في ريال مدريد او برشلونة او مانشستر يونايتد او غيرها من الأندية المعروفة الكبيرة .. ثم يليه في الترتيب مواطنه قلب الدفاع والدو بونسي ، ويأتي بعده المدافع الألماني فيليب لام الذي يعد اللاعب الأكثر شهرة بين أفضل عشرة لاعبين متقدمين حتى الآن في هذا التصنيف. اما السؤال الاهم هنا فهو .. لماذا يحدث ذلك .. بمعنى آخر لماذا تتراجع الأسماء الكبيرة بمثل هذه الصورة التي تجعلها تظهر بمثل هذا التواضع الغريب الذي كان عليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، لاعب بمستوى الانكليزي روني الذي جعل عشاق ومحبي الكرة الانكليزية يضربون كفاً بكف وهم يتابعون تحركاته البطيئة وتمريراته الخاطئة وبالتالي دوره السلبي جداً مع منتخبه؟! والقول نفسه يمكن ان ينسحب أيضا بدرجة او بأخرى نحو كريستيانو رونالدو ، الذي وضع عشاق الكرة البرتغالية في حيرة حقيقية لأنهم لم يجدوا فيه هذه المرة سوى شبح للفتى المدلل الذي يعرفونه؟! نقول ، لماذا تتألق هذه الاسماء مع انديتها وتتواضع الى مثل هذا الحد مع منتخباتها ؟! هل هو ضعف الانسجام .. ام الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون عادة بعد انتهاء موسم الكرة قبل بدء المونديال ام هي (الملايين) التي تجعلهم يتألقون في انديتهم ويبخلون على منتخبات بلدانهم؟! اسئلة وأخرى غيرها تبقى بحاجة الى إجابات منطقية عسى ان توضح او تكشف عن خفايا هذا الذي يحصل في المونديال الغامض والغريب هذا!rn* إعلامي رياضي في الدوحة
موندياليات ..الأرقام تفضح (نجوم) المونديال!
نشر في: 29 يونيو, 2010: 05:43 م