خليل جليل الحديث عن الأخطاء الفادحة التي اخذ بعض الحكام في مونديال جنوب أفريقيا يرتكبونها امام أنظار العالم بدا يتسع هذه الأيام وخصوصا في مباريات الدور الثاني من البطولة حيث شهدت بعض المباريات انعطافات كانت سارة للبعض ومخيبة للبعض الآخر
بسبب ما ارتكبه الحكام من أخطاء اعتبرت فاضحة برغم الصمت الذي لزمه الاتحاد الدولي لكرة القدم إزاء تلك الفضائح التحكيمية وان شهت نهائيات كأس العالم مثيلا لها لكن تلك البطولات لم تشهد صمتا مطبقا تعمد إليه فيفا بعد ان اخفق في بعض خياراته لأسماء تحكيمية اعتبرها لامعة ولافتة وقادرة على إدارة المباريات التي أوكلت قيادتها لهؤلاء الحكام .وطالما كثر الحديث عن الهفوات التحكيمية التي سقط فيها عدد من الحكام ومساعديهم وإخفاقهم في مهامهم اغفل الآخرون الحديث عن أسماء عربية تحكيمية أسندت لها مهاما كانوا في مستوى التكليف والنجاح مثلما هو الحال مع الحكم السعودي خليل الغامدي وغيره من الحكام العرب الآخرين الذين شاركوا في نهائيات سابقة لكأس العالم إذ اثبت الحكام العرب قدراتهم في قيادة المباريات وعكسوا نجاحهم اللافت في تأدية مهامهم بعيدا عن هالات الضوء التي يضع فيفا حكام أوروبا وغيرهم في دائرة تلك الهالات من دون ان يلتفت لقدرات حكام كرة القدم العرب .وفي العودة الى الجدل الذي أثاره البعض من الحكام في مونديال جنوب أفريقيا وخصوصا في مباريات الدور الثاني نعتقد بان مثل هذا الجدل كان غائبا في مباريات الدور الأول من البطولة وقد تحدث عدد كبير من المهتمين بالصفارة عن طبيعة التحكيم وقدموا تحليلا واقعيا ومنطقيا لسير مهام التحكيم وخصوصا الذين تتصل مهامهم على نحو مباشر بذلك التقديم التحليلي مثلما أشار الى ذلك حكمنا الكروي السابق القدير غني الجبوري صاحب التاريخ العريض وغيره من الحكام عندما قدموا تحليلا تفصيليا عن واقع الحكام ومهامهم في مونديال جنوب أفريقيا قبل ان يصطدم هؤلاء بما يثار الآن في أروقة مونديال جنوب أفريقيا من ثغرات وهفوات وأخطاء تحكيمية طالبت أوساط البطولة من فيفا أن يبدي رأيه فيها وان ينحى باتجاه ليضع حدا لهذه المظاهر التحكيمية .فما اقترفه الحكم الايطالي روبرتو روسيتي في مباراة الارجنتين والمكسيك واحتسابه هدفا غير مستحق للأرجنتين مع سبق الإصرار ثم يظهر بعد ساعات عدة الحكم الاورغوياني خورخي لاريوندا ليقترف خطأ فادحا اكثر إيلاما بحق المنتخب الانكليزي وإلغائه هدفا صحيحاً لا غبار عليه ولا يحيطه أي شك . كانت تلك الأخطاء الفادحة والفاضحة دليلا على الإخفاق الذي أظهره البعض من الحكام لتدفع ثمن هذه الهفوات منتخبات كانت تعلق الآمال على مشوارها في المونديال قبل ان تضع هذه الأخطاء نهاية لتلك التطلعات والآمال وهي تصطدم بمنعطفات أودت بكل الطموحات التي قدمت بها بعض المنتخبات الى المونديال ومنها منتخبا انكلترا والمكسيك الذي وضع الأرجنتين في زاوية خانقة قبل ان يسمح الحكم روسيتي للأخير ان يلتقط انفاسه بهدف غير صحيح وغير سليم واللافت في أمر الصفارة المونديالية نجد ان حكم مباراة هولندا وسلوفاكيا ابى ان يخرج عن سكة زميليه روسيتي وخورخي عندما انبرى في اللحظات الأخيرة لإحتساب ركلة جزاء غير صحيحة كان هو قريب جدا من حادثتها لكنه أراد ان يوقع نفسه في فخ مكر وذكاء اللاعب السلوفاكي الذي اسقط نفسه أمام مرأى الحكم ومساعده.عموما ان المنتخبات المتأهلة الى الأدوار اللاحقة من النهائيات بدا الخوف يدب فيها خشية التعرض لأخطاء تحكيمية قاتلة تخشى ان تدفع ثمنها ما دفعها للتسارع في مطالبة الاتحاد الدولي لإيجاد حلول لمعالجة هذه المظاهر والعمل على عدم السماح للحكام ان يقعوا فيها مستقبلا خوفاً على مشوار هذه المنتخبات في المونديال .وما يزيد من غرابة هذا الأمر إصرار فيفا على السكوت عن هذه الأخطاء وعدم رغبة مسؤولي الاتحاد الدولي للحديث عنها بعدما وجدوا أنفسهم محرجين إزاءها وهي دليل واضح على إخفاق الاختيار أيضا على الرغم من اعتبار أمثال هؤلاء الحكام أنهم حكام فوق العادة وفوق الشبهات. rn
وجهة نظر ..حكام فوق الشبهات!
نشر في: 29 يونيو, 2010: 05:44 م