ستوكهولم / علي النعيميمن مفارقات المونديال الحالي ، أنه أعاد رسم الخريطة العالمية للمنتخبات وبمفهوم علم التدريب تعتبر كل النتائج مقبولة متى ما كان هناك أداء طيب يوازي قوة الخصوم . وقد وصف البعض خروج منتخبات (أمريكا و تشيلي وكوريا الجنوبية والمكسيك)
من دور الـ16 بالمشرف ، لكن المفاجأة التي أدهشت الجميع هو خروج بطل ووصيف النسخة 2006 منتخبا ايطاليا وفرنسا ، ثم لحقت بهما انكلترا . وسنتوقف اليوم عند الأفكار التدريبية لمدريين بارزين هما : مارتشيلو ليبي صاحب 14 لقباً أوروبياً ومحلياً اضافة لإحرازه كأس العالم 2006 الذي استلم الآزوري من جديد من روبيرتو دونا دوني بعد إخفاقاته في يورو2008 .أما المدرب الآخر فهو مواطنه الايطالي (فابيو كابيللو ) صاحب 8 ألقاب محلية وأهمها لقب دوري أبطال أوروبا 94 الذي استلم المنتخب الانكليزي من ستيف ماكلارين منذ 2008.وما يجمع هذين المدربين هو استخدامها تشكيل 4-4-2 والاعتماد عليه بشكل مباشر، ومن خلال متابعتنا لاسلوب لعبهما في المونديال الحالي لمسنا هاجس الخوف من التجريب وإضافة الدماء الجديدة للمنتخبين ، وبالتالي اعتمدا على ذات الأسماء التي حققت مع الطليان الكأس العالمية او على تلك الوجوه التي تألقت في الدوري الانكليزي او التي ساهمت بتحقيق البطولات الأوروبية بالنسبة الى كابيللو ناهيكم عن حالة سوء توظيف اللاعبين في شغل هذا المركز.فكما يعلم المدربون ان تشكيل (4-4-2) يلعب بثلاثة تنويعات وهي (أربعة مدافعين ، صانعي العاب ، جناحين ومهاجمين) أو( قلبي دفاع ، ظهيرين مهاجمين ضاربين، أربع وسط ومهاجمين) او(أربعة مدافعين، وسط مدافع ،جناحين ،صانع العاب متحرر و مهاجمين) يتم تركيب التشكيلة هذه على ضوء خصائص اللاعبين المهارية والبدنية.مارتشيلو ليبي وعقدة 6 مهاجمين دخل ليبي المونديال وهو يراهن على خبرة لاعبيه الدوليين (بوفون ، كانافارو ، زامبروتا ، بيرلو وغاتوزو اضافة إلى اللاعبين ياكوينتا ، جيلاردينو ، دي روسي ومونتوليفو) وبرغم انه قد جرب تشكيلات عدة في اللقاءات الودية مثل (4-2-3-1)أو(4-3-3) لكن واقعا وعلى ارض الملعب كانت التشكيلة تتمحور نحو( 4-4-2) وإن من سوء حظه أصيب بيرلو صانع ألعابه الخطر .أما خط دفاعه فلم يكن هناك انسجام مابين كيلليني وكنافارو في توفير العمق الدفاعي للمنتخب ولاحظا أنه لم يستقرعلى كريشيتو او ماجيو في ظهير اليسار وما أدوارهما ، هل يقومان بدور الظهير المهاجم او فقط إسناد وسط لدي ناتالي ؟ في حين كان مطمئنا لجهة زامبروتا أما في خط الوسط تداخل دور دي روسي ما بين وسط مدافع (ارتكاز) عن صانع العاب مع مونتوليفو لأننا كنا نشاهد مونتوليفو يصنع كرات ويتقدم كثيرا كصانع العاب بجانب ياكوينتا الذي كان يميل كثيراً إلى جهة اليمين ولاسيما عند دخول فابيو كوالياريلا أو بازاني ولعب كاموراتيزي كمهاجم ثالث خلفهما في مباراة نيوزيلندا وكأنه تحول إلى 4-3-3 لكن هذا التشكيل مكّن الطليان من الحيازة في مباراتي باراغواي .أما اللاعب بيبي فأن مستواه لم يرتق ليكون أساسيا مع المنتخب حيث غابت قوته الهجومية وهذا ما لم نألفه في عام 2006 عندما كان يلعب أحيانا بأربعة مهاجمين معروفة أدوارهم أمثال (توتي ، ديل بيرو، لوكا توني وانزاكي) في حين إن ليبي اخفق حتى في إيجاد مهاجم كالذي كان يشغله المهاجم توتي وحتى طريقة لعب جيلاردينو لا تشبه طريقة توتي الذي كان يميل للاختراق بالعمق واللعب مع اقرب مهاجم او مع وسط او جناح مهاجم ساند له حسب 4-4-2 التقليدية.كابيللو وعقدة باري إما فابيو كابيلو فيبدو إن الهزيمة الكبيرة التي لحقت بمنتخبه من الألمان ستجعله أن يعيد حساباته مستقبلاً حيث تكررت مشكلته في إيجاد المدافع الثقة الذي يعطي قوة إضافية فجرّب (كنج) في المباراة الأولى ثم زج (كاركر) في مباراة الجزائر ليستقر أخيراً على مدافع ابسون الذي لم ينسجم مع تيري أبدا ومعهما (جونسون وكول) كظهيرين مدافعين .وبدورنا نتساءل : هل كان دور باري وسط مدافع ولامباراد كصانع العاب وجيرارد ولينون أو ميلنر أجنحة تلعب في الإطراف وروني وهيسكي (ديفو) مهاجمين صريحين أم انه لعب بالطريقة المعهودة 4 مدافعين 4 وسط ومهاجمين؟ لقد شكل (غارث باري) مركز الضعف في المنتخب ولم يقدم الإسناد الدفاعي المطلوب وعندما كان يتراجع للدفاع ترك منطقته للخصوم كما رأينا مع حسن يبدا ، واوزيل في مباراتي الجزائر والمانيا وبالرغم من إسناد لامبارد لهذا المركز في مباراة أمريكا الا انه كان على حساب النزعة الهجومية إذ لعب بجواره جيرارد فقط لذا كان باري مع لامبارد الحلقة الأضعف في التشكيلة 4-4-2 من الناحية الدفاعية خصوصاً في ناحية الزيادة العددية وتغطية النقص في منطقة الوسط .أما المشكلة الاخرى مع واين روني وهيسكي ، فإذا سلمنا جدلا بالنهج التقليدي لهذه الخطة بان يتمركزا بشكل متقارب في خط الهجوم على افتراض انه يلعب بجناحين مهاجمين جيرارد وميلنر او جو كول لكن الذي شاهدناه أن (روني وهيسكي وحتى ديفو) لعبوا على الأطراف من دون إن نرى أي تبادل او تقدم لامبارد او جيرارد من الوسط ؟ في المباراة الأخيرة شاهدنا واين روني ينسحب إلى ال
رؤية فنية ..الايطاليان (ليبي - كابيللو) أضاعا الهوية الحقيقية لتشكيلة (4-4-2)

نشر في: 29 يونيو, 2010: 06:14 م