TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان : اتفاقات اللحظة الاخيرة...

كتابة على الحيطان : اتفاقات اللحظة الاخيرة...

نشر في: 29 يونيو, 2010: 07:54 م

عامر القيسي رغم هموم الكهرباء وافرازاتها وما تمخضت عنه من تداخلات سياسية ، الا ان افكار  المواطنين ما زالت متجهة الى النخب السياسية القيادية ، والتي سيتحدد بيدها مستقبل العراق على الأقل في سنواته الاربع القادمة . الناس الذين نلتقي بهم عادة مايصفون المشهد السياسي العراقي بالغامض ، وانهم غير قادرين على معرفة ما سيحدث ، ان على مستوى التحالفات الحالية وآفاق استمرارها أو تفككها
، او بالتحالفات المحتملة القادمة في سياق الحراك السياسي ، الذي يتوقف احياناً عن الحركة فيسميه بعض ساستنا ب"الجامد" أو يطلق عليه البعض الآخر في احيان اخر ب" الطريق المسدود " . وفي كل الأحوال فان بعض مشاغل المواطن هي ، عما يمكن ان يفعله السياسيون قبل الذهاب الى الجولة الثانية من اجتماع الجلسة الأولى التي سميت بالمفتوحة.  باختلاف التفسيرات والمواقف والاختلافات ، الفكرية منها والسياسية ، وباختلاف فهم الدستور وتطبيقاته ، و الموقف من قرارات الهيئات القضائية العراقية ،فأن الأنتظار حتى اللحظة هو سيد الموقف بالنسبة للمواطنين ، الذين يريدون حلحلة الأمور وانطلاق العملية السياسية باتجاهات صحيحة . التجاذبات بين أطراف العملية السياسية ظاهرة صحية ، وهي جزء من المناخ العام للبناء الديمقراطي الفتي في العراق ، وهي جزء من منظومة معقدة ومتشابكة يشوبها الكثير من اللبس في المفهوم والتفسير والاختلاف . لكن هذه التجاذبات أخذت تنساق الى مناخات غير مطلوبة ، تداخلت فيها المصالح الضيقة مع المصلحة العليا للوطن ولقضية الشعب العراقي ، وانتج هذا النوع من التجاذب ردود فعل سلبية لدى الناس من مختلف اتجاهاتهم وطبقاتهم ومشارب تفكيرهم بما في ذلك النخب الثقافية ، المهمشة اصلا في العملية السياسية ،وولدت قناعات سلبية ، حتى لدى اشد المتحمسين للعملية السياسية ومجرياتها وافرازاتها ، والسبب واضح وبسيط ومفهوم ، هو ان هذه التجاذبات وما تخلقه من فراغات ، حسب تعبير السياسيين انفسهم ، مثل الفراغ الدستوري والأمني والخدمي ..الخ ، قد القت بظلالها السلبية على حياة المواطن اليومية وتفصيلاتها المعقدة رغم كل التطمينات التي تنطلق من هنا وهناك ، وهي عمليا غير مقنعة بالنسبة للمواطن ، لان الواقع اكثر قدرة على اقناعه ، فهو الذي يشهد التراجع في الموقف الأمني ، وهو الذي يشهد غياب السلطة التشريعية عن اداء دورها وتشريع القوانين التي تسهل حياته ، وهو الذي يشهد الركود الاقتصادي بانتظار النتائج ، وهو الذي يشهد مستويات الاختلافات من على شاشات  الفضائيات ، وهو الذي يشهد بعد المظاهر التي اعتقد الى فترة قريبة انها اصبحت في حكم الماضي ! الواقع يقول شيئا والخطابات السياسية تقول شيئا آخر ، ومن جراء هذا التباين تظهر للسطح افكار اللامبالاة والسلبية وعدم الثقة بالمستقبل ، ويصبح من الصعب اشراك المواطن في تفصيلات العملية السياسية مثل الاعمار والأمن .  أصحاب الدم الخفيف يقولون ان اداء  السياسيين عندنا يشبه اداء المنتخب العراقي لكرة القدم ، فهو يتلكأ في البداية ثم يخسراحدى المباريات ليصل الى مايسمونه " عنق الزجاجة " ثم ينتفض في بعض الأحيان ،بعد حبس انفاس الجمهور والتلاعب بأعصابهم . اذا كانت المقارنة معقولة الى حد ما فاننا جميعا بانتظار الخروج من عنق الزجاجة رغم حرق الأعصاب والشامتين!   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram