اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ابراهيم كبة مازال حياً

ابراهيم كبة مازال حياً

نشر في: 30 يونيو, 2010: 04:41 م

د. عبد العزيز وطبان *عندما أقول ان الاستاذ ابراهيم كبة مازال حيا فهذا حقيقة واقعة وليس حلما او مجرد خيال، فحياة الانسان  تبقى مستمرة  عندما يترك  اثرا او معلما او ثروة في حياته.  والمقصود بالثروة هنا  ليست ثروة مادية فحسب بل ان الثروة العلمية والثروة الفكرية تلك اكثر استمرارية وديمومة في الحياة، وخاصة لمن كانوا ملتفين حولة والمستفيدين من مناهل تلك الثروة.
 ومن الكنوز الفكرية ما هو اكثر عددا وديمومة من الثروة  المادية. فالاستاذ ابراهيم كبة ترك لنا ثروة فكرية كبيرة ستتناقلها الاجيال ويشكرون من تركها لهم. لقد كان الاستاذ كبة كنزا علميا وثقافيا، وعليه لا اعتقد ان اسمه يمكن ان ينسى مادامت المكتبات قائمة، ومادام طالبو العلم يتكاثرون باستمرار، و مادامت الحياة مستمرة.    كان الاستاذ ابراهيم كبة وطنيا مخلصا اضافة الى كونه شخصية اجتماعية بارزة، وفي الوقت نفسه كان موسوعة متنقلة بوفرة  معلوماته التي  يكتنزها و تعدد اللغات التي يجيدها.    ولأن الاستاذ كبة لا يحتاج الى تعريف، فانني لا اريد ان اكرر وازيد على ماهو  معروف عنه عند الكثيرين عدا  بعض المعلومات التي تخصني والتي ما زالت باقية في ذاكرتي، وسأعرض هنا بعض الذكريات المتواضعة عن  هذا الرجل/الانسان الذ ي كان رحيله خسارة علمية وفكرية  وثقافية وخسارة وطنية.     لقد زاملته من  حيث  المهنة مدة تقارب الثماني سنوات في جامعة بغداد/كلية الادارة و الا قتصاد و في الجامعة المستنصرية  في تدريس نفس المادة التي يدرّسها هو.  و لاشك ان الاحداث تنوعت ولم تأخذ طابعا واحدا وذلك بتغيّر احداث الوطن. و للاسف  ان الذاكرة  لا يمكن  ان تحتفظ بتفاصيل الاحداث بعد مرور مدة تجاوزت الـ 32 سنة، اي منذ ان احيل الاستاذ كبة على التقاعد  وحتى الان. ومع ذلك لابد من الاشارة الى  الكيفية التي تعرفت بها عليه، وكيف حدثت المصادفة ان ادرس نفس المادة التي هو يدرسها و بنفس الكلية.    عندما انهيت دراستي  في جامعة موسكو و حصلت على شهادة الدكتوراه في  عام 1970، عدت  الى الوطن وقدمت طلبا الى جامعة بغداد/كلية الادارة والا قتصاد. كان عدد الاساتذة العاملين في هذا القسم  بحدود 17 استاذا على ما اتذكر، ومنهم الاساتذة الدكاترة: خزعل البيرماني و منصور الراوي وعلي البيرماني و خضير المهر ورئيس القسم  الدكتور محمد سلمان حسن  والاستاذ ابراهيم كبه و حميد القيسي وصلاح العمر وآخرون. وقد اتخذ رئيس القسم من موضوع تعييني موقفا حياديا تماما اذ حتى اثناء التصويت على طلبي امتنع عن التصويت واشرك  طلب البعثي المعروف الدكتور حميد الجميلي وطلب ان يكون التصويت على الطلبين دفعة واحدة، وبعد مناقشات حادة تمت الموافقة علينا نحن الاثنين. وهنا لابد من الاشارة الى انه لولا موقف الاستاذ كبة القوي والجاد وكذلك موقف الدكتور حميد القيسي وحماسته لمعرفتي القديمة به وتاثيرهما على  الاخرين لرفض طلبي  ولكان من الصعب ان تتم الموافقة اذ كنت معروفا اثناء المناقشة  كوني شيوعيا. ولم يقف الاستاذ كبة عند هذا الحد، بل استمرت علاقتي به في تبادل الاراء كما زودني  بالبرنامج  التدريسي الذي كان هو يتبعه واستمرت علاقتنا الى ان احيل على التقاعد عام 1977 ونقلي انا من جامعة بغداد  الى المؤسسة العامة لتجارة السلع الانتاجية.    من المعروف ان للاستاذ ابراهيم كبة العديد من المؤلفات و البحوث والترجمات اذ لا تخلو المجلات العراقية وحتى العربية منها. وعليه من غير المستغرب ان تدور المناقشات  بين الاساتذة  حول ما ينشر على صفحات هذه المجلات، وخاصة في مجلتي (الاقتصادي) التي كانت تصدرها جمعية الاقتصاديين العراقيين و مجلة الجامعة المستنصرية.  ومعظم هذه المناقشات، وفي كثير من الاحيان، كانت تدور حول ما يكتبه الاستاذ كبة بشكل خاص. ومما يلفت النظر ان اساتذة القسم كانوا متباينين في ارائهم. اقول ان اراء الاساتذة  كانت متباينة، وهذا امر بديهي لانهم خريجو جامعات مختلفة، لذلك  كانت المناقشات حادة في كثير من الاحيان و غالبا ما تكون  اكثر حدة  عندما يكون الاستاذ ابراهيم حاضرا. وكما اتذكر، دارت، في احدى المرات، مناقشة اكثر حيوية لان عدد الحاضرين كان كبيرا، وكانت في الواقع تدور حول كتاب مترجم صدر حديثا (1972) للاستاذ كبة وكان  بعنوان: الرأسمالية نظاما. وليس خافيا  ان عددا من الاساتذة كانوا يختلفون فكريا مع الاستاذ ابراهيم، ولا انسى النقاش الذي ربط  بين الموضوعات التي  تخص النظام الرأسمالي ومؤلفات كبه السابقة- ماهي الامبريالية؟ وكتابه الموسوم: دراسات في تأريخ الاقتصاد و الفكر الاقتصادي. وبديهي ان المتعارضين مع الاستاذ ابراهيم لاتروقهم مثل هذه الكتابات.  وكان رد الاستاذ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram