جلال حسندول كثيرة في العالم تتباهى بجمال عواصمها ، ومتاحفها ، ونظافة مرافقها السياحية ،وشوارعها ،وانهارها ،وقيمتها الانسانية والحضارية والعمرانية . دول كثيرة تتميز في مدن صغيرة خارج عواصمها ، لانها تختص باشياء نادرة وفريدة ،وتجلب الراحة والامان والسرور، فصارت قبلة للزوار والسياحة.
مدن صغيرة تميزت باحياء وحارات شعبية خاصة ، تكاد لا تذكر لكنها اكتسبت خصوصيتها من محليتها البسيطة .مدن واماكن كثيرة في العالم تكتسب سحرها من تاريخها واثارها الباذخة ، حتى يتخيل زائرها انه يعيش في حقب تاريخية ساحقة بالقدم ، ومدن تفننت برونق التقدم التكنولوجي والحياة المعاصرة ، فبنت ارقى الانفاق واعلى الناطحات والمطارات واوسع الشوارع والساحات والملاعب وفي حدائقها جنة الله على الارض .ان ما يخدع النظرالاثر البارز للعيان الذي يحفظ الخيال في تقاويم الذاكرة في صور لا تنسى ، صور تعيد نفسها طارئة كانت ام باقية .ولكن ما يحز بالنفس مرارة وحسرة استمرار هذه الصور الطارئة في قلب بيتنا الاعز بغداد ،وما يزيدها ألما ان المعالم باقية على حالها . لم يتغير فيها أي شيء ، ويعلوها الاهمال والنسيان.لم تكن مفاجأة لجميع اهالي بغداد ، تصنيف عاصمتنا كأسوأ مدينة على مستوى العالم في نوعية الحياة. حسب تقارير دولية كثيرة منها تقرير منظمة 'ميرسر' العالمي لجودة مستويات المعيشة، قوله : أن بغداد لا تزال أسوأ مدن العالم من حيث جودة مستويات المعيشة واحتلت الرقم 221 من بين مدن العالم على الرغم من التحسن الطفيف في نقاطها. كذلك مسح اعدته مؤسسة ميركر للموارد البشرية يقول ان العاصمة بغداد الاسوأ للعام الثالث على التوالي .وعلى الرغم من حجم الازعاج الذي تسببه هذه التقارير لكنها مفيدة جدا لمعرفة هذه التصنيفات للحصول على صورة واضحة من منظمات انسانية هدفها مساعدة الحكومات في تقدير مستوى المعيشة ، والذي يبدأ من رواتب الموظفين ، وضمان حصول المهجرين على مساعدات كافية ، وتعتمد هذه المنظمات في تقاريرها السنوية على معايير خاصة لمستوى المعيشة من الاستقرار السياسي الى المدارس والمطاعم والبيئة ، كذلك تتخذ مدن متطورة معيارا للقياس .نتمنى ان تكون عاصمتنا الاحلى والاجمل من بين دول العالم ، وتلك امنية مشروعة ، ولكن لا نريد ان تكبر الاماني حد الخيال ، الامريحتاج بكل وضوح الى عمل وجهود مشتركة وفاعلة ومخلصة بين الدولة والمواطن ،ان البلدان الحديثة والمتطورة لا تبنى الا بجهود ابنائها ، فمتى تعلن ساعة الشروع ، وقد تأخرنا كثيرا ؟.rn jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : أمان لبغداد
نشر في: 30 يونيو, 2010: 07:38 م