باسم عبد الحميد حموديالفتوحات المكّية لمحيي الدين بن عربيالمؤلف هو  ابو بكر محمد بن علي  ولقبه محيي الدين بن عربي الحاتمي المتصوف ,ولد في مرسيه جنوب شرق الاندلس في 17 رمضان سنة 560 في اسرة تقوى وعلم , درس علومه الدنيوية والدينية في لشبونة  ثم في مدينة اشبيلية , احد اهم مراكز التصوف الاندلسية يومذاك وعاش فيها ثلاثين عاما دارسا ومهتديا وهاديا.
زار ابن عربي  مصر وعمره يقارب الاربعين عاما فرارا من مشكلات النظرة القاصرة الى التصوف, ولكنه لم يستطع البقاء فيهاطويلا  فارتحل الى مكة وبغداد وبيت المقدس , لكنه فضّل الاقامة في دمشق حيث احتفى به أهلها وطلبة العلم فيها والفقهاء , حتى توفاه الله تعالى فيها في28 ربيع الاخر سنة638هـ. اشتهر ابن عربي بعلو كعبه في الدرس , وكان ظاهري  المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات على حد وصف المقري, ومن اجل لغته التي تحتمل المعنيين, الظاهر والباطن المؤل اشتبه الكثير من الناس في امره, وصارت حواراته وكتبه مثارا للجدل والخلاف.كتب ابن عربي الكثيرة التي تقارب الخمسمائة هي ورسائله  يصنفها دارسوه الى مجاميع سبعة  , في التصوف (نظرية وعملية وتعليمية ) وكتب الحديث وكتب التفسير وكتب في السيرة النبوية وفي الادب وفي العلوم الطبيعية وفي علوم الاسرار. من كتبه الشهيرة التي اقر الدارسون انها اكثر أهمية من سواها(فصوص الحكم) الذي وضعه سنة 627هـ.  يقول ابو العلا عفيفي, وهو احد اشهر دارسي  أبن عربي عن هذا الكتاب أنه مهّد فيه للافكار الرئيسية التي ظهرت في اكثر من كتاب  لكن اعظم تمهيد له ظهر في كتاب الفتوحات المكية,اظهر ما يكون ذلك في الجزء الثاني من الفتوحات في معراج التابع والفيلسوف.يعد كتاب الفتوحات ابرز كتب أبن عربي بعد  الفصوص وهو كتاب في خمسمائة وستين بابا يحوي أسرارا عظيمة في مراتب العلوم والمنازلات والاقطاب , وقد دون بلغة عرفانية شديدة الاثر عالية  الجودة في البناء والقدرة على صياغة العبارة   والجملة, ويحتمي ابن عربي من سوء التفسير والتأويل  بالقول أنه مؤلف ملهم  وأن ما خطه في فصوص الحكم  والفتوحات وغيرها قد جاء الهاما الهيا فهو ناقل ليس غير ألف ابن عربي الفتوحات خلال ثمانية وثلاثين عامابدأه في مكة سنة 598 وانتهى منه سنة656هـ في سبعة وثلاثين مجلدا, وقد طبع عدة طبعات منها في بولاق مع الاشارة الى حذوفات الشعراني المحترسة بنسخته الكثيرة التدقيق . الفتوحات المكيّة موسوعة ضخمة في صور الكشف  والعلوم الدينية ولغة التأويل , والموضوعات المتعددة التي يعالجها  المؤلف لا بد ان يعود بها الى لغة التصوّف وأفكاره. rnنص شعري من الفتوحاتيا منزل الآيات والانباءأنزل عليّ معالم الاسماء حتى أكون لحمد ذاتك جامعابمحامد السّراء والضرّاءويكون ذلك السيد العلم الذيجردته من ذروة الخلفاء وجعلته الاصل الكريم وآدم مابين طينة خلقه والماء