بغداد/ يوسف فعلمازال مسلسل سقوط المنتخبات الكبيرة في المونديال الأفريقي مستمرا حيث وقع المنتخب البرازيلي في وحل الهزيمة امام نظيره الهولندي في دور النصف النهائي عندما خسر امامه بهدفين مقابل هدف واحد في اللقاء الذي جمعهما مؤخراً في دور الثمانية.وخروج منتخب السليساو من المونديال بهذه الطريقة جاء نتيجة فشل المدرب دونغا من قراءة اوراق منتخب الطواحين بصورة صحيحة
ومبالغته في الاعتماد على تطبيق الواجبات الدفاعية للاعبين في الشوط الثاني للمحافظة على تقدم فريقه بهدف فابيانو والإصرار على اللعب بمهاجم واحد، فيما نجح مارفييك مدرب الطواحين بدرجة الامتياز من تشخيص نقاط القوة والضعف في خطوط السليساو ، وإيجاد المعالجات التكتيكية المناسبة التي قضت على طموحات جيل من راقصي السامبا وتوجيه الضربة القاضية مستثمرين هبوط الأداء الفني لهم في الشوط الثاني.لعب منتخب السليساو بالأسلوب 4-2-3-1 في محاوله من المدرب دونغا السيطرة على محور العمليات تنظيم الهجمات وأخطار مرمى المنافس من مختلف الجهات والفائدة من سرعة صعود المدافع ما يكون من الجهة اليمنى وباستوس من اليسار لعمل الزيادة العددية في الثلث الوسطي للمنتخب الهولندي الذي ظهر في الشوط الاول بمستوى فني بائس، وغابت عن ادائه السرعة والدقة في المناولات والبطء في الانتقال من الدفاع الى الهجوم .تحركات مثمرة وكلل روبينيو السيطرة الميدانية على مربعات الملعب لمنتخب السليساو عندما أحرز الهدف الأول لاستثماره الرائع لمناولة لاعب الوسط ميللو مستفيداً ضعف التمركز الدفاعي وغياب التغطية بالشكل الصحيح من قلب الدفاع هينتك ، بعدها عاد منتخب السليساو الى الاستعراض والمبالغة في نقل الكرات وعمل المثلثات في وسط الميدان وعدم القيام بالبناء الهجوم السريع لاستثمار فقدان التوزان للاعبي الطواحين الذين كانوا تائهين لا يقدرون على مجاراة منافسهم من حيث السرعة والقوة والمهارات الفردية، وهذا ما جعل دونغا يخرج عن طوره الهادئ من خلال عصبيته الزائدة في اغلب اوقات الشوط الاول وكأنه يشعر بما سيحدث في الشوط الثاني.وقدم لاعبو السليساو واحدا من اجمل عروضه الكروية في الشوط الاول من اللقاء بفضل تحركات روبينيو وكاكا وفابيانو ومن خلفهم سيلفا وميللو مع الصعود المستمر من المدافعين مايكون وباستوس وتوقع الجميع ان الفوز مضمون للفارق الفني بين المنتخبين وما قدمه في الشوط الاول منها.أخطاء دفاعيةوعالج المدرب مارفييك الأخطاء الفردية والجماعية للاعبيه وعلى أثرها غير الأسلوب التكتيكي لمنتخب الطواحين ومنها التحرر من الواجبات الدفاعية في الثلث الوسطي ومنح اللاعبين حرية التحرك الى الامام مع الإبقاء على فان بوميل كلاعب ارتكاز دفاعي وتكليف فان بيرسي وهوس في اللعب بالقرب من روبين، وهذه المعالجات التكتيكية اتت بثمار للعقلية الكروية الرائعة للاعبين واستطاعتهم من التكيف بسرعة مع توجيهات المدرب والفائدة من اخطاء المنافسين.وما اسهم في إقصاء السليساو رغبة دونغا في المحافظة على الهدف بالاعتماد على حيازة الكرة في الثلث الوسطي عن طريق كاكا وروبينيو وسليفا ،وذلك أعطى الشارة الخضراء لمرور هجمات الطواحين من دون معوقات حيث توالت الهجمات.. ومن خطأ دفاعي لا يغتفر للاعب ميللو عندما زاحم الحارس سيزار لإبعاد الكرة لكنه خدع سيزار وارتطمت الكرة برأسه وأخذت طريقها إلى الشباك!القطار السريعوتسجيل الهدف كان نقطة التحول في المباراة حيث تسيد لاعبو الطواحين مقاليد الامور وتناقلوا الكرات بمهارة عالية للقيام بالضغط القوي باكثر من لاعب على زملاء كاكا وبات منتخب السليساو بوضع فني لا يحسد عليه ويشفق عليه من خلال تسيدهم المباراة بالقيام الضغط القوي على الحائز للكرة، ونقل الكرة السريع عن طريق شنايدر وبويل الى القطار السريع روبين الذي لم يستطع مدافعو السليساو ايقافه واضطروا لانتهاج اللعب القوي المصحوب بالخشونة للحد من خطورته المستمرة .وقام دونغا بتغير باستوس خوفا من طرده لحصوله على انذار سابق واشرك محله جلبرتو، واثر ذلك كثيرا على المقدرة الدفاعية والهجومية لمنتخب السليساو التي رافقها الفشل الكبير للمدرب دونغا في معالجة الأخطاء التكتيكية في فريقه وسد الثغرات وإعادة اللاعبين إلى وضعهم الطبيعي بعد غياب التركيز الذهني وعدم الالتزام بتطبيق الواجبات الدفاعية، وهنا تظهر لمسات المدربين الكبار وقدرتهم على احدث التغييرات في الوقت المناسب من المباراة التي غابت عن دونغا التي أكدت أحداث اللقاء بأنه بحاجة الى الكثير لقيادة افضل المنتخبات العالمية.الشجاعة الهجوميةوأوعز مارفييك للمدافع دول من الجهة اليمنى المشاركة في الطلعات الهجومية والتحلي بالشجاعة الهجومية وعدم الركون الى الدفاع بعد طرد اللاعب ميللو الذي لن تمحو أحداث اللقاء من ذاكرته بسهولة لإحرازه هدفاً في مرماه وطرده من المباراة بسبب التدخل العنيف غير المبرر، ونحج لاعبو الطواحين ترجمة أفكار مدربهم على ارض الواقع لبراعة شنايدر وفان بوميل وبيرسي وروبين ومن خلفهم هيسك ودول وتحكمهم الرائع في الكرة، ودانت السيطرة الميدانية الى منتخب الطواحين وأحرز هدف الفوز من ركلة ركنية لعبها روبين الى شناي
تخبط تكتيكي وغياب لمسات المدرب أسهمت بإقصاء (السيلساو)

نشر في: 3 يوليو, 2010: 06:35 م









