كراكوفيا / اف برأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان حرية المجتمع المدني ومنظماته في تراجع، محذرة من ان ذلك يهدد الحكم الديموقراطي في العالم.وقالت كلينتون في مؤتمر في كراكوفيا حضره ممثلو 75 بلدا حول التحديات التي تواجهها الديموقراطية "يجب ان نحذر من القوة التي تقمع بها الحكومات في العالم ببطء المجتمع المدني والروح البشرية".
ويعد المؤتمر الذي تنظمه بولندا في الفترة من 2-4 تموز جزءا من مراسم الاحتفال بالذكرى العاشرة لتاسيس منظمة "مجتمع الديموقراطيات" وهي منظمة للحكومات في العالم تضم اكثر من 100 دولة وتدعو الى نشر الديموقراطية في العالم.وركزت المناقشات التي جرت السبت واستضافها وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيركورسكي على سبل الدفاع عن الديموقراطية والتحديات التي تواجهها في دول مثل بيلاروسيا وايران وهايتي وزيمبابوي وكوريا الشمالية وبورما.وقال الوزير ان "الديموقراطية تمثل الرغبة البشرية في المشاركة في صنع القوانين التي تحكم حياتنا -- وهي حاجة اساسية مثل الحاجة الى التنفس".واعلنت كلينتون ان الولايات المتحدة ستساهم بمليوني دولار (1,6 مليون يورو) لصندوق جديد تم تاسيسه لدعم عمل المنظمات غير الحكومية المهددة.وقالت كلينتون "نامل في ان يتم استخدام هذا الصندوق لتقديم التمثيل القانوني وتعزيز تكنولوجيا الاتصالات مثل الهواتف النقالة والانترنت وغيرها من اشكال الدعم السريع للمنظمات غير الحكومية" التي تتعرض لظروف صعبة.واضافت "عندما ندافع عن الشجعان، فنحن ندافع عن فكرة كانت وستظل مهمة لنجاح كل مجتمعاتنا. المخاطر كبيرة بالنسبة الينا وليس فقط بالنسبة اليهم".وطبقا لتقرير نشرته مؤسسة "فريدون هاوس" التي مقرها واشنطن في كانون الثاني فقد تراجعت الحقوق الاساسية والحريات في العالم في العام 2009 للعام الرابع على التوالي. وقالت المؤسسة ان الحريات المدنية والحقوق الاساسية تراجعت في نحو 40 بلدا في افريقيا واميركا اللاتينية واسيا والشرق الأوسط والجمهوريات السوفياتية السابقة.ودعت كلينتون مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الى بذل مزيد من الجهود لحماية المجتمع المدني.وقالت ان "حرية المجتمع المدني هي الحرية الوحيدة المعروفة في الاعلان الاعلان لحقوق الانسان والتي لا تحظى باهتمام خاص من ماكينة حقوق الانسان في الامم المتحدة. ويجب ان يتغير ذلك". وحضر المؤتمر وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ونظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ورئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك.وصرح بوزيك للصحافيين ان "نحو 116 بلدا في العالم تعتبر انها تجري انتخابات ديموقراطية، ولكن هذا لا يشمل سوى نصف عدد سكان العالم".