يوسف فعل تسبب مارادونا بقلة خبرته التدريبية بتلقي منتخب بلاده الأرجنتين أقسى هزيمة أمام الماكينات الألمانية عندما استقبلت شباكه أربعة أهداف هزت أوساط المونديال وأحدثت ضجة كروية في أرجاء المعمورة، فيما وصفتها الصحافة الأرجنتينية بالفضيحة وإسقاط سمعتها الكروية في الوحل.
وظهر مارادونا شارد الذهن لا يدري كيف يرتب أوراقه الفنية برغم توفر الأدوات اللازمة لتحقيق الانجازات الكبيرة، لكن الأسطورة مارادونا اثبت بالدليل ان اللعب يختلف جذريا عن القيام بمهمة التدريب للفوارق الفنية بين المهمتين، ومارادونا اتجه الى التدريب لأسباب عاطفية ولتحقيق أمنيات تدور في مخيلته طمعا بالبقاء في الشهرة والأضواء، حتى ان شهادته التدريبية نالها بالوساطة والمجاملات لانه لم يدخل أية دورة تدريبية، وحصل على شهادة رمزية.مارادونا اعتمد على العلاقة الحميمة التي تربطه باللاعبين لإخفاء عيوب قدراته التدريبية، وسعى بقوة الى شحن ميسي بالمعنويات العالية لإحداث الفارق الفني في المباريات مع الاعتماد على القدرات الهجومية للاعبيه، فضلا عن انه لعب دور المشجع بإجادة تامة في الكثير من المواقف، وحفز لاعبيه لتقديم الأفضل في المباريات، وجميع هذه المحاولات اصطدمت بعقبة الحلول التكتيكية أثناء اللقاءات ومنها مواجهة المانشافت، وتلك الحلول كانت غائبة عن ذهن مارادونا بعد ان نجح لوف في التلاعب بمقدرات التانغو والإطاحة بتاريخهم الكروي الحافل بالانجازات الجميلة المحفوظة في أذهان الجمهور.ومجاملة اتحاد الأرجنتيني مارادونا كانت لها عواقب وخيمة على الأداء الفني للاعبين لانه كان يعول على شهرة مارادونا في تجاوز كبوات المنتخب وأدائه المخيب للآمال في تصفيات القارة الجنوبية وصعوده الى النهائيات بشق الأنفس، لكن ما زاد من مآسي مارادونا هبوط الأداء الفني للاعب ميسي الذي كان خارج الفورمة ولم يقدم مع التانغو ما قدمه مع برشلونة في الدوري الاسباني، وتلك كانت من الأمور التي سببت الصداع المزمن لمارادونا وأرهقته كثيراً، رافقها غياب الستراتجية التكتيكية الواضحة عن أفكاره التدريبية فكانت أيام المونديال كابوساً مزعجاً له.والخسارة بهذه القسوة أمام المانشافت بعد أداء مخيب للآمال والتطلعات دق إسفيناً في جسد العلاقة بين مارادونا واللاعبين من جهة واتحاد الكرة من جهة أخرى، وتوالت الانتقادات ووجهت سهام النقد القاسية على طريقته في إدارة أمور المنتخب ومنها تجاهله عدداً من المواهب الكروية وعدم إشراكهم في المباريات ومنهم ميللتو هداف الانتر الايطالي واوغويرد وغيرهم وعدم استدعاء ريكيليمي.واستشاطت الجماهير الأرجنتينية غضبا على مارادونا وطالبت بإقصائه من تدريب المنتخب لإخفاقه في إسعادها والفوز بكأس العالم، كما وعد أكثر من مرة بذلك، وإذابة ثورة الغضب تاريخ رائع من المودة والاحترام بين الطرفين ،حيث ان الجماهير تبحث دائما عن النتائج ترفع من يحققها الى الأعالي وتسقط من يفشل الى القاع ، ومارادونا أسطورة الملاعب الكروية من الصعب ان تنجب الملاعب بروعة أدائه، لكنه مدربا كان مبتدئاً مازال يحث الخطى في عالم التدريب المليء بالأشواك، و لم تنفع شهرته وحبه اللاعبين في إصلاح شؤون المنتخب الفنية.وحديثه بعد نهاية المباراة يلخص حالة اليأس التي يعانيها عندما قال: ان (منتخبه تلقى لكمة قوية من محمد علي كلاي أفقدت الجميع توازنهم) واللكمة جاءت لانه لعب بأسلوب مكشوف ليس فيه حماية او رغبة بمبادلة الهجوم. ويمر مارادونا في وضع نفسي لا يحسد عليه يتطلب منه استخلاص الدروس والعبر من تلك التجربة كي يحفظ بريق شهرته وتبقى صورته الرائعة في أذهان الجمهور محفوظة وأكدت الأحداث ان التدريب الأكثر صعوبة هو الذي يأتي عن طريق الوساطات والمجاملات مصيره الفشل مهما كانت نجوميته.yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة ..لكمة كلاي وفشل مارادونا
نشر في: 4 يوليو, 2010: 05:59 م