بغداد / يوسف فعل لقن المنتخب الألماني نظيره الأرجنتيني درسا كرويا لاينسى بعد ان تغلب عليه باربعة اهداف من دون مقابل في دور الربع النهائي للمونديال الأفريقي المقامة منافساته لغاية الحادي عشر من الشهر الجاري .وسجل أهداف الفوز للمانشافت مولر(3) وكلوزه (69 ) و(88) وفردييج (74) ،
 واستطاع لاعبو المانشافت فرض هيمنتهم الميدانية على مجريات اللقاء منذ الوهلة الاولى لانطلاق المواجهة بين المنتخبين لمباغتة المدرب لوف لاعبي التانغو بالهجوم المبكر وانتهاج الأسلوب التكتيكي الممزوج بالسهل الممتنع المعتمد على نقل الكرة السريع من اللمسة الاولى والانضباط التكتيكي وتطبيق تعليمات المدرب بإجادة تامة بعيداً عن المبالغة والخروج عن النص ، فيما ظهر مارادونا مدرب التانغو شارد الذهن مشتت الافكار لم يستطع ايجاد الحل المناسب لفك شفرة الدفاع الحديدي للمانشافت بعد ان فشل المهاجمان هيغواين وتيفيز في  اختراق اسوارها ، وواصل ميسي امل الجماهير الارجنتينية صيامه التهديفي بعدم هز الشباك وبالتالي نجح تلامذة لوف في قهر نجوم مارادونا وإبعادهم عن المونديال الأفريقي بطريقة مذلّة أفقدت اللاعبين توازنهم الفني  وهيبتهم الكروية. قراءة صحيحة لعب منتخب الماكينات بطريقة 4-2-3-1 تتغير الطريقة حسب حيازة الكرة وموقعها في الملعب، وتم تكليف لاعب الوسط شيفا شتنايغر بمراقبة الداهية ميسي كظله لمنعه امداد زملائه بالكرات السهلة وتشكيل الخطورة على مرمى الحارس نوير. ونجح شيفا بقوته البدنية وذكائه الميداني في  التغلب على مهارات ميسي العالية وسرعة حركته ،وايقاف خطورة ميسي كانت ابرز تباشير فوز المانشافت ولم تمض سوى 3 دقائق من بداية المباراة حتى لعب شيفا كرة من ركلة ثابته قوسية الى منطقة الجزاء تصدى لها الماكر الصغير مولر برأسه واودعها الشباك محرزا الهدف الاول. دفاع حديدي وإحراز الهدف كان له تأثيرات سلبية على اداء لاعبي التانغو الذين وجدوا انفسهم امام سيل الهجمات الشرسة  للألمان ولا يستطعيون من بناء السدود الدفاعية لإيقافها لاسيما من جهة المدافع هاينيز التي كانت مسرحا لبناء الهجمة للمانشافت ، وبعد احراز الهدف الاول حاول ميسي ودي ماريا التحلي بالشجاعة الهجومية لتسجيل هدف التعادل بالتحرك الى الامام لعمل الزيادة العددية واللعب بالقرب من تيفيز وهيغواين، لكن تلك المحاولات وقف لها بالمرصاد المدافعون ميرتساكرو فيردييج ولام وبوتنيك الذين اعطوا دورساً رائعة في عملية التنظيم الدفاعي وقطع الكرات بسلاسة من المهاجمين والقيام بمناولتها الى لاعبي الثلث الوسطي من اللمسة الاولى للقيام ببناء هجمة سريعة منظمة من الاطراف او في العمق الدفاعي. ونجح رباعي الدفاعي وامامهم لاعبو الارتكاز سامي خضيره وشيفا في  كبح جماح الهجمات الارجنيتية واسهم في بث حالة من القلق بين اللاعبين افقدهم التركيز الذهني في اغلب أوقات الشوط الأول. الهجوم المرتد وفي الشوط الثاني توقع الجميع ان يقوم مارادونا مدرب التانغو بإحداث تغييرات تكتيكية وتصحيح الأخطاء الفردية في الثلث الدفاعي والعمل على القيام بالهجوم المنظم على مرمى الحارس نوير وضرورة إشراك صانع ألعاب في منتصف الميدان لتخفيف الضغط الدفاعي على اللاعب ميسي وامداد زملائه بالكرات السهلة، لكن اتضح ان مارادونا كانت المباراة اكبر من قدراته التدريبية لإصراره بشكل غريب على اللعب  بذات الطريقة والاسلوب التكتيكي المبني على  تواجد لاعب الارتكاز الدفاعي ماسكيرانو امام المدافعين وعلى ما يقدمه ميسي من القدرات الهجومية والاعتماد على الحس التهديفي للمهاجمين هيغواين وتيفيز في هز الشباك. وعدم إحداث التغييرات شجع المدرب لوف على تكرار درس مباراة انكلترا من خلال اللعب بطريقة التكتكل الدفاعي والقيام بالهجوم السريع بأقل عدد من اللمسات ،ولغياب القراءة الصحيحة عن مارادونا بلع لاعبو التانغو الطعم ،حيث تم رجوع اغلب لاعبي المانشافت الى مناطقهم الدفاعية واغلاق المنافذ بالضغط القوي على اللاعب الحائز للكرة بأكثر من لاعب مع التركيز على الابتعاد عن ارتكاب الاخطاء القريبة من منطقة الجزاء وجاءت الرياح بما تشتهية سفن لوف. مارادونا متفرجاً ومن كرة جميلة في الدقيقة 69 من المدافع بونتيك الى المهاجم بودولسكي تلاعب بالمدافعين داخل منطقة الجزاء ومرر الكرة بمنتهى المهارة والدقة دلت على روح التعاون التي تجمع اللاعبين الى كلوزه الذي وضعها برهاوة داخل الشباك محرزا الهدف الثاني. ولم يحرك الهدف مشاعر لاعبي التانغو الذين ظهروا وكـأن المباراة خرجت من بين ايديهم ، وقام ميسي ببعض الهجمات الخجولة التي تكسرت على قلاع الدفاع الألماني ، ولم يبادر ماردوانا الى شحن لاعبيه بالروح المعنوية  بتشجعيهم كما فعلها في المباريات السابقة وكانت السلاح السري للفريق، لكنه امام المانشافت تسمر في مكانه ووقف متفرجاً على سوء اداء لاعبيه وعدم تطبيقهم الواجبات الدفاعية والهجومية. هدف ملعوب وتألق لاعبو الثلث الوسطي للمانشافت بمنتهى الجمالية لتوزيع الادوارعلى اللاعبين بمهارة عالية وذكاء ميداني كبير للمدرب لوف وذلك بتكليف سامي خضيره بأداء دور لاعب الارتكاز