جلال حسن ما ينغص الحال ، ويحرق الراحة ، حين تدخل البيت وتسمع من يبشرك ان الثلاجة عاطلة ، واحتراق ماطور المبردة ، وعطب منظم غاز التنور. ليس من حقك ان تتأمل وتحدق في ثمن الازعاجات الطويلة ، عليك بكل عجالة ان تحل المشكلة ، وعليك ان لا تخرج عن طورك ومنطقة هدوءك ،
انه قضاء وقدر ، ولكن كيف حدث هذا الامر مرة واحدة؟ ذلك ما لا تلقى جوابا عنه، غير التمدد على كرسي العجز، وتبدأ التفكير في الميزان العقلي والضميري لجشع التجار وضمير بعضهم الميت لانهم استوردوا سلعا معمرة من أردأ المناشىء لا بل اتفقوا مع شركات مستوردة وأكثرها من دول آسيوية تنتج حسب الطلب من درجة اولى الى عاشرة ، ثم تفكر جديا هذه المرة بجهاز التقييس والسيطرة النوعية وعن آلية عمله وحجم رواتب موظفيه ، وتتأمل بسؤال يقفز امامك : الى متى نستورد؟ والى متى نبقى نستهلك ؟ أليس نحن من الشعوب الذكية حسب مقاييس الذكاء الدولية ؟ الا يوجد عندنا وزارات ومعامل ومصانع ومؤسسات انتاجية تغطي البلاد ، وتفيض على مساحة ارض السواد الى الدول المجاورة ، واكيد تحتاج الى صوت اعلامي صاخب للغاية تستطيع بواسطته أن تجهر برأيك علانية ودون خوف . أشياء كثيرة لا تصدقها هذه الأيام ، مثلا ان يكون سعر تصليح ثلاجة بسعر اخرى جديدة والفارق البسيط ثمن أجرة النقل ، مصلحون متخمون بأعلى الأجور بل ويشعروك بـ( المنية ) . ولم لا وانت المحروق بثلاجة ، وحسرة عليك قدح ماء بارد ، أو المحروم من نسمة هواء باردة تلفعك في صيف لاهب ، كل الاشياء تهون ، ولكن يبقى حق ربة الاسرة ماثلا امامك بتصليح تنورها ، والتقاعس عن ذلك يعني أن تشتري صمونا طيلة فترة تصليح التنور بمعنى اثقل ان تفتح حسابا جاريا لصاحب الفرن .لا اعرف لحد الان كيف ارتاح ضمير تاجر عراقي استورد "صوندات " ضغط عال من دول مجاورة ومن التي تستخدم في تمرير الغاز الى التنانير ، أستوردها من أردأ الانواع وليس بالمواصفات المطلوبة ، حتى ان تاجر الدولة المجاورة " جزاه الله خيرا " اعترض على الطلب بشدة وقال له : نحن في بلدنا نستخدم هذه الصوندات للمياه وليس للغاز لانها لا تتحمل ، ولكن تاجرنا الباسل قال له : نحن نختلف عنكم غازنا خفيف "واليموت ايطبه مرض" أشياء كثيرة تقض المضاجع ، واهونها على شيب الرأس ان تستدين راتبا كاملا أول الشهر . jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : أعطال تأتي مرة واحدة
نشر في: 4 يوليو, 2010: 06:31 م