مما لاشك فيه ان رحيل العلامة والمفكر والقائد التنويري الفذ والمثقف آية الله السيد فضل الله، يمثل انعطافة مؤلمة وخسارة ستراتيجية في رصيد الامة الاسلامية والعالم العربي والاوساط الثقافية والدينية التي طالما كانت محافل ومناسبات مفتوحة لمناقشة آرائه الجديدة وفتاواه الجرئية وراؤاه الحية الاستشراقية لما ينبغي ان يكون عليه خطاب المسلمين والبشر بعامة،
النهوض والسمو بالوجود الاسلامي والانساني فأسس لمدرسة عميقة الجدور والابعاد منذ انطلاقه من حوزة النجف حتى اكتمال خصائصها التي تمثلت بالمعالجة الواقعية لاشكالات السياسة والمال والمجتمعات مائز بأفق يزخر بالحداثة والعالمية فقد ملأ العالم بمؤلفاته وكتبه وارائه وشعره وطالما كان حلقة الوصل بين المتقاطعين ومحطة التقريب بين الجماعات والمذاهب والتيارات لتكريس الوحدة التي كان معتقدا بها ومرافقاً عنها لينتج وعيا استثنائيا يتسع لان يمتد عقودا من الحياة، وهكذا يغاردنا في ظروف احوج ما تكون لوجوده الراسخ المتجدد حضوره الصادح لكن اسمه وصوته محفوران في ذاكرة الاجيال معلما ومرجعا وقائدا وابا حميما وانا لله وانا اليه راجعون.نوفل ابو رغيفكاتب واكاديمي واعلامي
(حين يبارحنا كوكب آخر)
نشر في: 4 يوليو, 2010: 10:16 م