تحقيق / ليث محمد رضاكهرباء الازمات هي التسمية الاجدر للإشارة إلى الواقع المتردي لهذا القطاع سيما بعد تداعيات الاحداث التي أدت الى استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد ، فهي ليست حاجة كمالية، بل أساس و ركيزة مهمة للنهضة الصناعية
و ينبغي ان يكون توفرها تحصيل حاصل لكن في العراق واقع هذا الاختراع العجيب أبى إلا أن يكون عائقاً امام التنمية الاقتصادية و سبباً في تعطيل المشاريع الصناعية و بضمنها الصغيرة و المتوسطة منها التي تحرك عجلة الصناعة المحلية بما يجعلها فاعلة في الاقتصاد الوطني . أصحاب المعاناتالصناعي (طلال محمد) صاحب مشروع حدادة يقول : نحن بحاجة ماسة للطاقة الكهربائية لكي نعمل في اوقات العمل (بالنهار) لكن الذي يحصل ان الكهرباء تكاد تكون مفقودة في النهار و اذا وجدت فيكون ذلك بالليل بعد ان ينتهي وقت العمل.و يرى محمد ان القائمين على توفير الكهرباء غير مهتمين بالصناعيين بينما يقول الصناعي طارق صالح : نطالب بتوفير الكاز و الزيوت للصناعيين بأسعار مدعومة من الدولة لان مشكلة الكهرباء ليس لها حل يلوح في الافق ، فرئيس الوزراء نوري المالكي خرج لنا و طمأن المواطنين بأن ازمة الكهرباء لم تحل قبل سنتين، فيما اتفق الصناعي النجارمحمد هادي مع زملائه قائلاً: لوكانت الكهرباء جيدة لازداد الانتاج و لما كان الاستيراد بهذا الحجم فسابقاً كنا باليوم الواحد ننتج عشرين قطعة و كلها تباع لكن عندما جاء الاستيراد الصيني اصبحت 60 قطعة لا يتم تصريفها الا بأسبوع . و يقول الخياط محسن شنشول : الكهرباء شريك معي بالارباح باكثر من النصف و كثير من الامورمتوقفة على الكهرباء فالمكائن الصناعية دائماً تعتمد على الكهرباء لذلك فعدم توفرها دفع بي الى اللجوء للمولدات الكهربائية التي تستزف أموالاً طائلة للوقود و الصيانة. و يقول الصناعي محمد ناصر صاحب مشروع المنيوم: أن عمله متلكئ بسبب واقع الكهرباء و بأنه لديه أفكاراً لتطوير عمله إلا أن الكهرباء تقف عائقاً امام تلك الافكار و يضيف: عندما أفكر في تطوير عملي و انشاء معمل المنيوم ارجع و اقول اذا كنت اعاني في توفير الكهرباء لمحل صغير فكيف سيكون الحال مع معمل؟ بينما يقول المواطن محسن عبد العالي صاحب براد لتخزين المواد الغذائية : ان صناعة تخزين المواد الغذائية تعرضت لكثير من الخسائر بسبب خذلان الكهرباء( الملعونة) على حد قوله واضاف انه يفكر جدياً الغاء المشروع و تصفيته لان ظروف العمل لم تعد كما في السابق .rnتشخيص أكاديميجولة أجريناها بحوارات اكاديمية قمنا خلالها بعرض الموضوع على نخبة من الخبراء و الاكاديميين ، حيث كان أول المتحدثين استاذ الادارة والاقتصاد في جامعة واسط د. احمد الوائلي الذي قال لنا : ان الخلل في اداء المشاريع الصغيرة والمتوسطة يؤثر سلباً على اداء مجمل الاقتصاد العراقي و تعتمد تلك المشاريع في تشغليها على الطاقة الكهربائية التي ادى سوء واقعها الى توقف التطور الصناعي و الانتاجي فالانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية يؤدي الى توقف عمليات الانتاج و انخفاض ساعات العمل الحقيقية مما يؤدي الى انخفاض الانتاج بشكل كبير . وأضاف: أن التأثير يظهر جلياً بأتجاهين الاول بأنخفاض عدد الوحدات المنتجة الذي سيؤدي الى انخفاض الانتاجية و تزايد كلفة الوحدة الواحدة من السلعة و بالتالي يرتفع سعر تلك الوحدة لتغطية ارتفاع التكاليف و بذلك تعجز السلعة المحلية عن منافسة السلع المستوردة ذات الكلف الاقل اما الجانب الثاني فيتعلق بأستخدام بدائل عن الطاقة الكهربائية الوطنية بأستخدام مولدات الكهرباء لتشغيل تلك المشاريع و تعويض النقص و هذا سيؤدي من جديد الى ارتفاع اسعار السلع و عدم قدرتها على المنافسة . و اكد الوائلي : ان كل ذلك سيؤدي الى خسائر لتلك المشاريع مما يدفع للعزوف عن العمل الصناعي و الاتجاه الى ممارسة النشاط التجاري غير المنتج مما يفقد البلد القاعدة الصناعية المتوسطة و الصغيرة المطلوبة للتهيئة لقيام صناعات كبيرة و ثقيلة، كما سيفقد البلد الخبرات اللازمة في المجال الصناعي و يجعل السوق المحلية مفتوحة للسلع التجارية الرديئة و السيئة، كما ان عدم قدرة المشاريع و الصناعات المحلية على سد حاجة الطلب المحلي ادى الى تزايد الاستيراد و حصول اختلال في الميزان التجاري بزيادة الاستيرادات على الصادرات إضافة إلى تزايد حجم البطالة بشكل مخيف يعظم من مشكلات الاقتصاد العراقي المتفاقمة ، فالطاقة الكهربائية هي الشريان الرئيس لتحريك المكائن و المعدات . بعد ذلك انتقلنا الى الخبير الصناعي الدكتور علي الفكيكي حيث قال : ان الانعكاس السلبي لواقع الطاقة على الصناعات الصغيرة و المتوسطة يبدأ من الجانب الانساني فمدير المشروع او المهندس و العامل الذي لم يأخذ كفايته من النوم بسبب انقطاع الكهرباء سينخفض أداؤه الكمي و النوعي اما من حيث المكائن و المعدات فهي تتوقف بسبب انقطاعات
أزمة الكهرباء تعدت حاجة المستهلك الى تعطيل الصناعات الصغيرة والمتوسطة
نشر في: 5 يوليو, 2010: 04:32 م