طه كــمر لا يختلف اثنان على ان مونديال جنوب أفريقيا الذي سيسدل الستار عنه عشية الأحد المقبل هو الأضعف بين بطولات كأس العالم الماضية التي برز خلالها لاعبون كبار وصار لهم شأن في عالم الكرة الساحرة،
وأصبح لهم معجبون يتابعونهم أينما كانوا ، في حين كان مونديال جنوب أفريقيا بمثابة المقبرة التي انطمر فيها كبار النجوم والمنتخبات التي كان لديها اليد الطولى سابقا وأولهم بطل العالم ووصيفه اللذان لم يفوقا حتى الآن من هول الصدمة التي تعرضا لها عندما وقع الازوري والديوك صيدا سهلا في شباك فرق مجموعتيهما التي توقع الجميع انهما سيسحقونها برهاوة مقارنة بالفارق الفني فيما بينهما ، لكن جاءت توقعات الجميع أدراج الرياح بعدما خرج الديوك نهاية المطاف وفي جعبته نقطة واحدة حصل عليها من تعادله مع منتخب الاوروغواي، فيما تعرض لخسارتين أمام منتخبي المكسيك وجنوب أفريقيا ليتعرض محبوه والعالم الرياضي بأسره لصدمة لم يفق منها حتى الآن أما الأزوري فقد حصل على نقطتين فقط من تعادلين أمام نيوزيلندا والبارغواي في حين جاءت رصاصة الرحمة من منتخب سلوفاكيا عندما هزمه ليؤكد ان بطل العالم أصبح شبحا لا يقوى على مجابهة أضعف الفرق التي كانت تمني نفسها بالحصول ولو على ثلاث نقاط دون التفكير بالتأهل، فيما ظهر منتخب ألمانيا في أول مباراة أمام منتخب استراليا بصورة زاهية وحقق فوزه الاول برباعية نظيفة من الاهداف تناوب على تسجيلها بودولسكي وكلوزة ومولر وكاكاو ليدق ناقوس الخطر للكبار، ويعلن تحديه لهم، فيما فاجأ المانشافت الجميع بعد ان اهتزت صورته التي رسمها بريشة فنان مقتدر في مباراته الثانية أمام صربيا عندما هزم بهدف نظيف وسط ذهول الجميع الذين أعربوا عن أسفهم لما ستؤول اليه تلك البطولة التي على ما يبدو انها لن ترتقي الى مصاف البطولات السابقة وحينها اصبح الموقف تحيطه ضبابية تامة واصبحت لغة التكهنات صعبة للغاية كون ان الفرق الكبيرة بدأت تتساقط الواحد تلو الآخر لكن الألمان لم يهدأ لهم بال وقلبوا جميع الموازين وأثبتوا انهم قادرين على تحقيق الانتصار والعودة الى أجواء المنافسة مجددا بعد ان حققوا فوزا مهما على منتخب غانا الذي ظهر بمستوى أبهر الجميع وخرج من البطولة مرفوع الرأس على يد الاورغواي خلال ركلات الجزاء الترجيحية التي لم يبتسم له الحظ فيها .وفي الدور الثاني الجميع على علم ان الامور ستختلف فيه تماما لتقارب مستويات الفرق فيه كون ان نظامه يقضي بخروج المغلوب فاصبح المانشافت أمام اختبار حقيقي في ان يكون أو لا يكون، وكان الاختبار هذه المرة أمام الاسود الثلاثة الذين يعرفهم العالم أجمع ان حظوظهم قوية جدا في هذه الأدوار ومن السهل جدا لهم ان يتأهلوا على حساب أقوى الفرق، لكن رغبة الألمان في التواجد في دور الثمانية كانت أقوى من تحدي الانكليز ليقسوا عليهم برباعية جديدة مقابل هدف يتيم لإنكلترا. ومن هنا أصبح فريق ألمانيا مرشحا ساخنا للتأهل الى انه اصطدم مجددا بمنتخب التانغو الكبير والمعروف عن عناد مدربه مارادونا انه يستخف بمنافسيه أياً كانوا ليصطدم هذه المرة بحقيقة مرة للغاية غص بها ولم يستطع بلعها بعد ان مني بهزيمة ثقيلة على يد الأمان الذين اكتسحوا خصمهم الأرجنتين اكتساحا لا مثيل له أداء ونتيجة ليقف مولر الذي شكك بقدرته مارادونا ويهز شباكه في الدقيقة الثالثة من المباراة داقا جرس الانذار المبكر الا ان مارادونا لم ينتبه الى ذلك الخطر الذي دهمه ليعصف به زلزال الرباعيات الالمانية بعد ان سجل زملاء مولر كلوزة هدفين وفريدرتش هدفاً آخر ليحسموا اللقاء بفوز كبير على من كان مرشحا لنيل اللقب بعد أن حصد لاعبوه تسع نقاط من مباريات الدور الأول .ويمكن ان نتكهن الان وبثقة عالية بعد ان أصبح لدينا تصور تام عن صورة البطل الجديد لكأس العالم لا سيما انه سيلاقي يوم غد منتخب إسبانيا الذي سيكون ندا قويا له الا ان ثقتنا بمنتخب ألمانيا جاءت من خلال متابعتنا أداءه الجماعي الجميل وعطاء لاعبيه الذي لا ينضب طوال وقت المباراة، لذلك يمكننا القول ان الماكنات الرباعية لن تقهر وان البطل اصبح واضحا للجميع .Taha_gumer@yahoo.com rn
بصمة الحقيقة ..الماكينات الرباعية لن تقهر
نشر في: 5 يوليو, 2010: 05:58 م