علي حسين في سنوات السبعينيات والثمانينيات كانت مكتبات بغداد تبيع مجلة نسائية شهيرة اسمها (بردا) وهي مجلة المانية حسبما اتذكر وكانت تحوي بداخلها هدية عبارة عن (باترون) ورقي مهمته مساعدة النسوة في تفصيل الفساتين والموديلات التي تنشرها المجلة، ولا أظن أن طريقة تقديم الباترون أو المقاسات كانت تفلح مع بعض النسوة اللواتي لا يعرفن أبجديات الخياطة..
بعض السياسيين عندنا يتعاملون مع أوضاع البلد بنفس طريقة تفصيل (الباترون) يريدون أن يقصوا باترونات مجلة بردا على أهوائهم لعل هذا يحقق لهم حلم تفصيل منصب ما.. وينسون أن عليهم أولاً أن يكونوا قد تدربوا علي الخياطة.. فالورق الذي كانت توزعه المجلة النسائية لا قيمة له ان لم يكن هناك خياط محترف،على طريقة هذا الباترون توعدوا العراق عشرات المرات بسيناريوهات مختلفة و باضطرابات وفوضى عارمة .. وتمنوا له عدم الاستقرار وغير ذلك كثير.. إلي أن وصلنا لآخر التمنيات وهي ان يساهم السيد بايدن في التعجيل بتشكيل الحكومة، الحكومة التي يحلم بها البعض هي حكومة المصالح الخاصة والامتيازات متناسين وهم يخيطون على طريقة باترون بردا أن الأوضاع مختلفة.. وأن البلاد لن تعود الى زمن الدكتاتورية المقيت، والناس ترفض ان يتولى أمورهم ساسة يتوسلون أحيانا ويهددون أحياناً أخرى للحصول على صولجان السلطة ليس على السياسي أن يدفع في اتجاه الفوضي والعنف لكي يثبت وجهة نظره.أن مشكلة بعض السياسيين أنهم ينفخون في بالون ويوهمون أنفسهم أن هذا حمل سوف يسفر عن جنين.. في حين أنه مجرد نفخ، الواقع يؤكد أن هناك انفصالاً هائلاً بين ما يقوله بعض الساسة وبين ما يدور في الشارع واهتماماته. ان نموذجًا يفرح ويهلل لوصول بايدن ويعتقد ان الوصول الى الحكم يمر عبر الانتهازية والوصولية مثل هذا النموذج لا يملك أي مقومات لكي يعبر عن أحلامنا. أيها السادة.. تعلموا الخياطة.. واشتروا القماش.. واستحضروا الباترونات.. وإذا كانت هناك ضرورة لتفصيل أي قطعة ملابس.. افعلوا.. ولكن التفصيل السياسي لا يمكن أن يأتي من خلال خياط فاشل لن تنفع معه كل رحلات السيد بايدن المكوكية.
العمود الثامن :بايدن (راح).. بايدن رجـــع
نشر في: 5 يوليو, 2010: 07:36 م