TOP

جريدة المدى > سياسية > فـي العراق ... هل يمكن أن تكون السيارة الحديثة وسيلة للخوف؟

فـي العراق ... هل يمكن أن تكون السيارة الحديثة وسيلة للخوف؟

نشر في: 5 يوليو, 2010: 08:44 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد في بلد مازال يعيش تحت اثار العنف.. ربما تكون السيارة اسرع تذكرة للوصول الى ما بعد الحياة، فاولئك الذين يقودون سيارة رمادية من نوع نيسان سني سيدان مثلاً قد يكونون هدفا مغرياً خاصة مع وجود امكانية حقيقية في ان يتعرضوا الى  اطلاق نار او ربما يستهدفون بقنبلة،
وبحسب مصادر فان هناك  ما لا يقل عن 28 حالة اعتداء حدثت منذ شهر آذار الماضي، تقول الشرطة ان خمس منها وقعت خلال الايام العشر الأخيرة.. لكن، ما الذي يجعل سيارة سني هدفا جذابا كهذا ؟ ربما لكونها  نوعاً من السيارات التي استوردتها الحكومة العراقية وزودت بها دوائر مخابراتها وجيشها وقوات شرطتها.   في مختلف الاوقات منذ عام 2003 وحتى الآن جسدت السيارات مثالا للعنف في العراق، ففي الايام الأولى لسقوط النظام كانت صورة السيارات السوداء اللامعة من نوع اوبل قد ارتبطت بالارهابيين الذين كانوا يلاحقون العاملين مع الجيش الأمريكي من العراقيين بينما كانت السيارات من نوع مونيكا وسيارات من نوع تويوتا سيدان والتي تسمى باللهجة العراقية (بطة) تابعة للمجموعات المسلحة في  ايام العنف الطائفي . في عام 2010 مثلت سيارات السني فصلاً آخراً من الذعر بسبب حالات الاغتيال بينما القادة السياسيون مازالوا في مأزق تشكيل الحكومة منذ الانتخابات التي جرت في آذار الماضي.. وتقول احدى الشخصيات السياسية "ان هذه الحالة تعرقل البلد وتدفع به باتجاه الفوضى " ملقية باللوم على وكالات مخابرات اجنبية تتعاون مع المجرمين المسؤولين عن تلك الحالات. ومنذ شهر اذار الماضي كان هناك 354 شخصا قد قتلوا بما يسمى بالعبوات اللاصقة وهي نوع من المتفجرات التي تزرع في السيارات ويتم تفجيرها بجهاز التحكم عن بعد او عن طريق المؤقت طبقا لمصادر في الشرطة العراقية، وكان 57 من هؤلاء قد تم اغتيالهم اثناء قيادتهم لسيارات من نوع سني وخلال الايام العشرة الأخيرة تم تفجير 5 سيارات من نفس النوع حيث تضمنت قائمة الموتى نتيجة التفجيرات عميدا في الجيش وضابط مخابرات. هذا النوع من السيارات قامت الدولة بتوزيعه بعد استيراده بكميات كبيرة بين عامي 2000 و 2004 وظل في المخازن حتى تم توزيعه في نهاية عام 2005 . لقد طالت عمليات الاغتيال سيارات النيسان سني التي كانت  ذات مرة مرغوبة من العوائل وتحولت الى جسم مقرف، اما بالنسبة لباعة السيارات فهم يشكون من ان السيارات ذات اللوحات السوداء تمثل علامة تجارية في كونها سيارة حكومية ولذلك يصعب بيعها.يقول واثق فاضل وهو احد باعة السيارات "ان الناس ينفرون من قيادة السيارات من نوع نيسان سني او اي سيارة ذات لوحات سوداء حتى ان البعض منهم يتطلعون لبيعها والتخلص منها"، و يقول احد المذيعين المشهورين يعرف بابي ميس: انه قرر بيع سيارته من نوع نيسان سني موديل عام 2004 منذ شهرين فقد توقف عن قيادتها بعد ان ترجته زوجته ان يتوقف عن ذلك،  مضيفا "قد اخسر مالاً لكن ذلك ليس مهما، فربما من الافضل ان اخسر بعض المال بدلا من ان اخسر حياتي وعائلتي". سائقو سيارات الاجرة يرون ان السيارة من نوع نيسان سني هي سيئة بالنسبة للعمل، واحدهم يقول انه يتم ايقافه دائماً عند نقاط التفتيش اذ يطلب الضباط منه معرفة اذا ما كانت السيارة حكومية.. مضيفا "يسألني الركاب  اذا ما كنت اشعر بالامان في قيادة مثل هذه السيارة ويشعر السائق بالازعاج  من جراء الجهد الاضافي الذي يبذله من اجل تهدئة الراكب.كان على احد العاملين في جهاز المخابرات ان يهاتف والدته بعد ان تم قتل زميليه بعبوات لاصقة ورجال مسلحين لذا فقد وافق على ترك سيارته في البيت قائلا ان امه ستموت من القلق اذا ما قاد السيارة مجددا.   عن: لوس انجلس تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بعد خطاب المرشد الإيراني..
سياسية

بعد خطاب المرشد الإيراني.. "الإطار" يفكر بدمج "الميليشيات" بالحشد الشعبي

بغداد/ تميم الحسن ينوي الإطار التنسيقي، الذي يدير الحكومة منذ عامين، "دمج الفصائل" المشاغبة، أو ما يطلق عليها "الوقحة" بحسب تعبير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ضمن منظومة الحشد الشعبي.ويتناقض هذا الخيار، إذا صحت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram