بغداد / المدىغيب الموت الباحث والمفكر المصري د.نصر حامد ابو زيد، احد اهم المفكرين المجددين في التاريخ المعاصر.ابو زيد توفي صباح امس الإثنين في إحدى مشافي القاهرة، وتم دفنه في مقابر الأسرة بمدينة طنطا.
وكان أبو زيد عاد إلى مصر منذ أسبوعين من الخارج بعد إصابته بفيروس غريب فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، وقد دخل الراحل في غيبوبة استمرت عدة أيام حتى وافته المنية.وكانت زوجته إبتهال يونس رفضت قبل أيام الإشارة إلي أي تفاصيل تتعلق بطبيعة "الفيروس" الذي أصاب زوجها، لكنها أكدت أن حالته حرجة جداً، وأن زيارة الصحفيين أو غير الصحفيين ممنوعة عن المفكر المعروف في كل الأحوال.وأبو زيد مولود في قحافة، وهي إحدى قرى طنطا في العاشر من تموز 1943، وأنهى دراسته في قسم اللاسلكي عام 1960، وعمل بضع سنوات حتى استطاع أن يوفر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية.المفكر الراحل ترك أثراً معرفيا غنيا تميز بالجدة والرصانة واسهم، بشكل كبير، في اغناء النقاش حول مستقبل الفكر الاسلامي وواجه خلال ذلك معارك شرسة من اجل الدفاع عن هدف التنوير والتزود بالفكر عبر الاسئلة الجريئة... ابو زيد كان مجتهدا كبيرا وحاول أن يضيف للفكر الإسلامي الشيء الكثير.من أبرز أعمال نصر حامد أبو زيد "الاتجاه العقلي في التفسير" و"فلسفة التأويل" و"نقد الخطاب الديني" و"هكذا تكلم ابن عربي" و"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية".يشار الى ان محمد عيد نائب رئيس اتحاد كتاب مصر نعى امس المفكر الكبير الراحل، وأكد أن أبوزيد سيكون إحدى الشخصيات التي سيتوقف عندها المؤرخون لتاريخ الفكر المصري الحديث، وأضاف قائلا: أنعيه لكل القراء العرب، والمفكرين المصريين، ولا أنسى اللقاءات التى جمعتني به فى التسعينيات ، حيث كنت أعمل في هيئة قصور الثقافة.أبو زيد نال تكريما أكاديميا رفيع المستوى من جامعات ومعاهد عديدة في الشرق الاوسط وفي اوروبا.أبو زيد كان يرى أن الدراسات والإنجازات العلمية والفلسفية تلك اهتمت ببنية اللغة والدلالات والرموز، قدمت للباحث في الدراسات الإسلامية منهجا علميا صارما وهاما يستطيع أن يحقق به انجازات علمية وتأويلية.ويعرف المقربون منه انه كان يتمتع بحس إنساني رفيع.. واسع الإطلاع، كثير السفر لإلقاء محاضرات في عواصم العالم الغربي، شغوفا بالعلاقات الإنسانية، والموسيقى والأفلام.هكذا بعد سنوات طوال من الهجرة الإجبارية، استطاع أبو زيد أن يرجع إلى مصر منذ سنوات قليلة، وان يلقي ببضع محاضرات في مكتبة الإسكندرية، وان يلتقي مرة أخرى بتلاميذه ومريديه. لكن القدر لم يمهله طويلاً.
خاض من أجل المعرفة والتنوير معارك شجاعة.. الموت يغيّب المفكر نصر حامد أبو زيد
نشر في: 5 يوليو, 2010: 09:04 م