بغداد/ آكانيوزتباينت آراء لمواطنين إزاء تأثير الدور الداخلي أو الخارجي في عملية تشكيل الحكومة، ويرى البعض أن عدم توصل الكتل الى تفاهمات رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات ينبئ بتلاشي الدور المحلي في تشكيل الحكومة وترك الامر للحلول والاملاءات الخارجية، في حين يعتقد فريق آخر أن الحكومة لا يمكن أن تتشكل عن طريق الضغط الخارجي وانما بالتوافق بين مختلف الكتل.
ويقول المحلل السياسي، بشير الربيعي لوكالة آكانيوز للانباء إن "أغلب السياسيين العراقيين توصلوا الى قناعات تامة أن حوارات الكتل السياسية غير قادرة لغاية الآن على الوصول الى اتفاقات على مرشح رئيس الحكومة".ويضيف أن "هناك كيانات سياسية لاتعرف من هي الكتلة التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة مع وجود خلافات حول المادة 76 من الدستور العراقي التي تخول الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيلها".وأشار الربيعي الى أن "الحل الداخلي لتشكيل الحكومة أصبح في خطر، وقد يغيب أصلا، أمام عناد واصرار بعض الشخصيات وبعض الكتل، وهو ما يدفع باتجاه الحل الخارجي". وترى آمال حسون، طالبة دراسات عليا، أنه "بعد مضي كل هذا الوقت على اعلان نتائج الانتخابات ما زال مشوار المفاوضات بين الكتل السياسية في بدايته، ما يعني أن تشكيل الحكومة سوف يستغرق وقتا طويلا، ومن الممكن أن تكون هنالك عملية تجاوز على المدد الدستورية". وقالت حسون لـ(آكانيوز) إن "مبدأ التنازلات أصبح غائبا عن الجميع، فالكل يفكر بالكسب الحزبي والشخصي على حساب المواطن البسيط، وهذا قد يولد ضغطا خارجيا وسيكون أميركياً بامتياز لتشكيل الحكومة المقبلة". وأشارت الى أن "تشكيل الحكومة عن طريق ضغوطات أو اجندات خارجية سواء أكانت اميركية أو غيرها، فانها ستواجه في المستقبل مشاكل داخلية كثيرة". وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد وصل بغداد السبت في زيارة هي الثانية منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وتتزامن الزيارة مع تعثر المفاوضات بين الكتل السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات الرامية الى تشكيل الحكومة، ووجود خلافات عميقة حول منصب رئيس الوزراء الذي يتمتع بصلاحيات واسعة.وعادة مايزور بايدن العراق عندما تبلغ الأمور مرحلة من التعقيدات كما حدث إبان الفترة السابقة لإقرار قانون للانتخابات التشريعية.ويعتقد البعض أن بايدن، الذي التقى قادة عراقيين بارزين، حمل معه مقترحا أميركيا محددا لتشكيل الحكومة العراقية، لكنه أكد خلال لقاءاته أن بلاده تسعى الى تقريب وجهات النظر بين الكتل العراقية وحثهم للاسراع بتشكيل الحكومة.وتتخوف واشنطن من أن يترك تأخر تشكيل الحكومة فراغا سياسيا في البلاد ينعكس سلبا على مجمل مفاصل الدولة ولا سيما الوضع الامني، ويهدد بالتالي انسحاب وحداتها القتالية وفق الاتفاقية الامنية الموقعة بين الجانبين ليصبح عددها نهاية أيلول/سبتمبر المقبل 50 الفا مقابل 77 الفا حاليا.ويقول ضياء مشكور، سائق مركبة أجرة، إن "الدلائل الواقعية تؤكد وجود خلافات كبيرة بين الفرقاء السياسيين، وهذا يعني أنه لامفر من الضغط أو التدخل الخارجي".ويوضح مشكور لـ(آكانيوز) أن "العراق سبق وان شهد مثل هذه الحالة، فقد كان التدخل الخارجي وتحديدا الاميركي حازما فيها وسيكون كذلك في تشكيل الحكومة المرتقبة".من جانبه يعتقد الباحث الاجتماعي علي حسن عبد الله أن "هناك فرصة لا تزال قائمة بوجود الحل العراقي الذي سيكون توافقيا كما هو في كل مرة لتقاسم السلطة وهذا أمر لامفر منه".ويقول عبدالله لـ(آكانيوز) إن "عملية اسداء النصح والارشاد وتقديم المشورة الخارجية وتحديدا الاميركية أمر مقبول اذا لم يقع تحت وطأة الضغط والعمل بمبدأ الاملاءات وفرض الشروط". ويتابع بالقول "تعودنا كثيرا على اختلاف السياسيين العراقيين، لكن في النتيجة سيكون الحسم عراقيا وكل فصيل يرضى باستحقاقه في الحكومة".وشهدت البلاد بعد اعلان نتائج الانتخابات في 26 آذار/مارس الماضي حراكا سياسيا داخليا واقليميا لغرض تشكيل الحكومة، لكن البلاد تواجه أزمة حقيقية مع تعثر مفاوضات الكتل السياسية للوصول الى تفاهمات لتشكيل الكتلة النيابية الاكثر عددا التي من شأنها تأليف الحكومة.
مواطنون يرجحون تشكيل الحكومة وفق الإملاءات الخارجية وآخرون يرون العكس
نشر في: 6 يوليو, 2010: 07:57 م