خليل جليلتتجه الأنظار في كل مكان من العالم مساء الغد إلى مدينة جوهانسبرغ حيث يحتضن ملعب (سوكر سيتي) واحدة من القمم الاستثنائية الأوروبية كتب لها ان تكون نهائي كأس العالم لعام 2010 وخاتمة مونديال جنوب أفريقيا بلقاء العملاقين الأوروبيين المنتخب الاسباني بطل أوروبا 2008 والمنتخب الهولندي الذي يصل إلى مثل هذا النهائي للمرة الثالثة في تاريخه.
وما يزيد هذا الحدث الكروي اللافت كون طرفي هذا النهائي المنتظر سيكون البطل صاحب الرقم الثامن في سجل الحصول على لقب كأس العالم اذ لم يحصل أي من المنتخبين عليه في مشوارهما في البطولة.ولعل ما يزيد من حماسة وإثارة مثل هذه اللقاءات المرتقبة والملتهبة كما يأمل ان يعيشها عشاق كرة القدم في العالم بكونها تجسد مدرسة اوروبية خالصة في فنون كرة القدم وجماليتها وتنوعا كبيرا في منهجية الأداء المهاري والفردي الذي يمتلكه الطرفان ..فإذا كان الفريقان يتوحدان في اسلوب مدرسة واحدة في عالم كرة القدم وتجمعهما المدرسة الأوروبية، بيد انهما يتوفران على فنون مختلفة ومناهجية متعددة في الأسلوب وتباين في ما هو جميل ومثير عندما تعكس نجوم المنتخبين الاسباني والهولندي على ارض الواقع منهجية جمال كرة القدم وسحرها الى الحد الذي يتحول فيه هؤلاء النجوم إلى مهندسي كرة قدم وليس لاعبين.إذا عدنا إلى مبدأ الاستحقاق وجدارة الوصول الى هذا النهائي المرتقب يرى الكثيرون ان المنتخب الهولندي كان واحدا من ابرز المرشحين ليكون طرفا في هذه المباراة الختامية منذ الوهلة الأولى لانطلاق مهمته في البطولة عندما كان واحدا من أقوياء الدور الأول للمونديال وشق طريقه بقوة لافتة ومضى اكثر من ذلك عندما استطاع ان يسقط البرازيليين وسط دهشة كبيرة وتحت صدمة لم يستفق منها البرازيليون وعشاقهم حتى الآن ثم اكمل مشواره ببلوغ هذا اللقاء الأوروبي - الأوروبي بعدما تمكن من تخطي أصعب الحواجز والعراقيل المتمثلة بالمنتخب الاورغوياني الكبير في نصف نهائي مثير كاد ان يقلب كل الموازين والمعادلات لو بقي امام لقاء هولندا والاورغواي متسع آخر وقليل من الوقت قبل ان يسدل عليه الستار.وبنظرة سريعة الى الماتادور ومشواره في المونديال فقد استحق فعلا ان يطلق عليه الغضب الأحمر كما يحلو للمتابعين والنقاد تسميته بذلك بفضل هيجانه وثورانه المتوقعين في أية لحظة مثلما نجح في نفض غبار خسارته الأولى أمام سويسرا وواصل مشواره بقوة واضحة ووضع حداً لآمال الكثير من المنتخبات وأنهى طموحاتها مثلما واجه المنتخب الالماني هذه القوة الاسبانية التي أطاحت به بسهولة وفلت بذلك من خسارة قاسية وضربة قاضية من قبل فرسان الماتادور الغاضبين واكتفوا بهدف نظيف بعدما اراد القدر ان يكون رحيما بالألمان ليخرجوا بهذه الخسارة الطفيفة امام مارد عطل ماكيناتهم وأوقفها وعرف كيف يشلها تماما الى الحد الذي اخذ متابعو المونديال يتحسرون لخروج الارجنتين بطريقة مأساوية غير مصدقة إلى الآن على يد الألمان بعدما كان الارجنتينيون هم أصحاب الأسهم الأكثر حظوة في اللقب قبل ان تنقلب الأوضاع رأسا على عقب ويخرج المنتخب الارجنتيني من الباب الضيق ويودع البطولة وسط حسرة الملايين من عشاق التانغو الرهيب.إذن أصبح مونديال جنوب أفريقيا 2010 على اعتاب انتهائه بعد تسعة وعشرين يوما كانت مدن جنوب أفريقيا قبلة لعشاق كرة القدم ومحط انظارهم واهتمامهم بعد ان انصهرت كل ألوانهم في سماء جنوب أفريقيا التي تحولت الى لوحة تشكيلية عملاقة عنوانها مونديال جنوب أفريقيا ، حيث سيسدل الستار عليه مساء الغد على أمل ان يتجدد الموعد بعد أربعة أعوام في بلد كرة القدم وعاصمة كرة القدم ومنجم سحرتها وعمالقتها البرازيل قبلة المونديال المقبل في عام 2014 .
وجهة نظر: قمة أوروبية خالصة
نشر في: 9 يوليو, 2010: 06:21 م