اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حفل موسيقي عراقي فـي لندن.. مكابدة اليأس بالموسيقى

حفل موسيقي عراقي فـي لندن.. مكابدة اليأس بالموسيقى

نشر في: 10 يوليو, 2010: 05:13 م

يوسف الناصرلندن/ خاص بالمدىيبدو وكان الأمر نضال اكثر منه متعة، لماذا ينتج العراقيون هذا الكم الكبير من الفن في أوروبا؟ هل لكثرة عددهم والمثقفين من بينهم علاقة بالامر هل لانهم لا يستطيعون فعل ذلك في بلدهم ام ان للأمر وجها آخر لا علاقة له بالفن مباشرة بل بشيء اخر
  اكثر صلة بالمنفى وتحدي الاغتراب والتمسك بما فقدوه او اخذ منهم عنوة؟ (بينما اكتب هذه المقالة وصلتني دعوة لحضور يوم عراقي ثقافي كبير في لندن يضم شعرا وموسيقى ومسرحا ومحاضرات.. الخ) كلما ازداد المنفى غورا والمستقبل قتامة كلما ازدادت ارواح العراقيين عنادا واعلنوا عن ذلك بالشعر والرسم والموسيقى وغيرها من الفنون (ونحن نتحدث عن الفنانين هنا) لكن كثيرا من هذا العناد يجد متنفسه في صياغات الماضي وفنونه التي لاتزال تعيش في نفوسهم  وكانهم يوطنون انفسهم في تذكارات من الوطن حملوها معهم. هذه الموسيقى هي بعض من الوطن المنقول (وهذه فكرة قديمة عمل فيها الفنانون في اماكن كثيرة من العالم وبينهم عدد لا باس به من العراقيين اعرف بعضهم شخصيا  رسموا ونحتوا سلسلة من اللوحات والتماثيل عن الحقائب التي يحملها المنفيون معهم، مثلما اصدر عراقيون دواوين شعر وكتبوا قصائد عن نفس الموضوع، لكن الفكرة لازالت صالحة للعمل)، الامر الذي يجيز التساؤل ان كان هناك ما هو افضل من توقي مطر الحاضر (بله المستقبل) بمظلة الماضي ؟ اسس العراقيون فرقا موسيقية وغنائية عديدة في اوروبا ينشط اغلبها في حقل اعادة تقديم التراث الموسيقي (الماضي) الذي هو تراث (حديث) نوعا ما يعود القديم منه الى ثلاثينيات وربما عشرينيات القرن الفائت ، ذلك لانعدام التوثيق الموسيقي الدقيق قبل ذلك، ويقاس  ابداع هذه الفرق  بمستوى ودرجة التطابق مع الاصل،  كما هو متوقع، لكن ذلك ليس الحال دائما، اذ قد تلعب عوامل اخرى بدرجة النجاح ربما يكون الاقتراب من الاصل ليس اهمها.سيجد المراقب لمثل هذه الحفلات بسهولة ان لدينا الان جمهور طيب القلب ومتساهل ومستعد للقبول باي درجة من الابتعاد غير المقصود (لاسباب ابداعية او تقنية) عن ذلك الاصل، اذ يكفي ان تعطيه الفرقة الموسيقية ارضية غير مسواة او بداية للحن ما حتى يتكفل هو بما تبقى، فكل واحد من الحضور سيعود الى الصورة التي يخزنها في ذاكرته لذلك اللحن او ما ارتبط به، وكنت حضرت بعض الحفلات لفرق اخرى بينها فرق عربية فتعجبت من المستوى غير المقنع الذي قدمت به اغاني تراثية معروفة ولكن عجبي ازداد عندما علمت ان كثيرين من الحاضرين لم يعيروا الامر اهمية بل ان بعضهم اشادوا بالحفل عموما،  ويحار المرء وهو يتساءل ان كان الجمهور لم يع ما كان يجري حوله بينما الحقيقة ان معظم الحاضرين هم على دراية بمستوى الاداء لكن ذلك لم يغير من طبيعة استقبالهم السعيد  للعرض فالمهم هنا هو التذكير بالاصل وليس استعادته كما هو، والنفاد من خلاله الى الماضي (السعيد)افتراضا.فرقتان عراقيتان قدمتا مؤخرا عرضا مختلفا لصالح الاطفال المعوقين في العراق حضره اكثر من 800 شخص في قاعة كوين اليزابث هول في لندن احداهما فرقة مقام عراقي معنية بالحفاظ على قالب الاصل القديم للاغاني العراقية تكونت من خمسة عازفين على الات موسيقية قديمة هي الجوزة والقانون والناي والطبل والدف وهي توليفة ما يسمى ب (التخت العراقي) في العراق ومنهم مغن واحد بينما الاربعة الباقون هم المرددون، وامتاز اداء افراد الفرقة بالجودة والمهارة والمهنية العالية لكن اختياراتها وعملها كفرقة لم يرق لمستوى مهنية واحتراف افرادها، على ان الموضع الذي لا يمكن تبريره او الدفاع عنه هو كلمات الاغاني، تلك الكلمات المتغيرة في مقدمة الجسم الاصلي للاغنية القديمة والتي يفتتح بها المطرب وصلة المقام فاقل ما يمكنني وصفها به هو انها ذكرتني بنماذج كتاب المحفوظات عن شعر الفترة المظلمة، ذلك ان لم اشأ وصفها بالاسفاف والضحالة، شعرت احيانا بالخجل وانا استمع لها وتعجبت من اين استطاع المطرب تدبير مثلها، اذ لا بد وان كلفه ذلك الكثير من الجهد، ومع ذلك شهد العرض استجابة طيبة من الجمهور. أما الفرقة الاخرى فان توجهها يجيب ضمنا على تساؤل محق عن معنى الاصرار على حضور التراث والماضي في موسيقانا المعاصرة،  اذ انها تحاول ان تقيم علاقة حيوية مع التراث، تستمد منه وتحبه لكنها تنغمر معه بلذاذات ومخاطر الحاضر، تبدأ منه لكنها تبني على انجازاته وتسير منه لافاق اكثر سعة واقل محافظة، بعض مقطوعاتها مؤلفات معاصرة ومن اجل ان لا يبدو هذا البعض وكانه ينبعث من مكان مجهول بالنسبة للمستمع ويتجه الى لا مكان،  فان احمد مختار الذي الف تلك المقطوعات وقاد الفرقة كان على دراية بالامر عندما وضع نقاطا مشتركة بينه وبين الجمهور.جعل مختار مؤلفاته تبدأ من مواضع معلومة  للمتلقين لكي يسير بهم بهدوء وحساسية الى مواضع يجهلونها، لكنها سرعان ما ستصير  مالوفة لديهم، وهو يشبّه لعبة التاسيس على مواضع مشتركة، وهي البدء من التراث هنا، كما لو كان المرء يقود خيالا عصيا او طفلا صعبا عبر ما يعرف الى ما يجهل، يقول المختار (تقدم له طعامه مع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram