ترجمة: عمار كاظم محمد نتف من الاخبار عن الزاوية المظلمة في العراق، الا وهي تنظيم القاعدة الارهابي الذي اصدر فتاوى تطلب من اعضائها الزواج من ارامل الذين سقطوا قبلهم.. قد يبدو هذا امرا غريبا او غير ذي اهمية، الا ان واحدة من المعلومات النادرة التي خرجت الى العلن حول الطريقة الداخلية التي يعمل بها الفرع الداخلي للقاعدة في العراق..
يعيش خبراء في مكافحة الارهاب على امل ان يجدوا مفتاحا يكشف عن اسرار ذلك التنظيم الذي بقي جزءاً خطيرا منه في العراق.. ومما لا يدعو للأستغراب ان لدى محللي الارهاب وجهة نظر مختلفة كليا حول الارهابيين الذين تزوجوا مؤخرا ممن يعتقدون انهم سيؤدون بهذا الامر واجبا بالنسبة لهم.. لكن بالنسبة للغرباء عنهم فان مثل هذه الفتاوى تحتمل تفسيرات مختلفة فهي اما تدل على الضعف او الذكاء.. او ربما فعل عقلي او تهكم كلامي في عملية الخلط بين المودة والسياسة . وجهة النظر الاولى كوّنها مالكوم نانس ضابط المخابرات الامريكي السابق في العراق ومؤلف كتاب "ارهابيو العراق...داخل استراتيجية وتكتيكات الارهاب" تشير الى ان هذه الفتوى تمثل اعترافا مدهشا بفشل عملياتهم بشكل كلي باعتبار ان عدد العمليات الانتحارية يمثل تكتيكا للقاعدة في السابق، حيث ان الطلب من الارهابيين الحاليين او المستقبليين ان يقوموا بالزواج من ارامل الذين انتحروا من قبل، يعني ان كلا منهم يبحث عن تجديد لعدد الانتحاريين واستعادة بعض الروابط مع القبائل التي تريد طردهم الان من جهة ومن جهة أخرى يبين انهم قد ابتعدوا عن المؤسسة الايديولوجية التي يأتي من اجلها الانتحاريون الى العراق ويموتون مباشرة من خلال الهجمات التي ينفذونها. يقول "نانس" انه اذا كان العامل الاول فهو يدل على أن هؤلاء يأملون في ان روابط الدم مع بعض العراقيات ربما توفر لهم على الاقل قدرا من الحماية في بلاد تريد التخلص منهم. واما اذا كان العامل الثاني فهو امر مماثل اشبه بالدعوة الى اعضاء هذا التنظيم الارهابي للاستقرار والحصول على مكافأة "دنيوية" بامتلاك زوجة واطفال لتكوين جيل جديد من الارهابيين الانتحاريين " لذلك يقول نانس ان هذه الفتاوى هي بالتأكيد تمثل " يأسا مطلقا " يأتي ربما من الجهات العليا في المنظمة . أما براين فيشمان خبير مكافحة الارهاب في مؤسسة امريكا الجديدة معهد السياسة العامة فأنه لا يبدو متفائلا جدا، أذ يرى ان المجاميع الارهابية قد ضعفت بشكل كبير جدا في الشهور الأخيرة؛ فالعشرات من اعضائها وزعمائها الأكثر اهمية قد قتلوا او تم اسرهم، بيد ان هذا لا يعني نهاية الأمر فربما تكون هذه الفتاوى طريقة عملية لتوجيه قوتهم المتضائلة الى الآلاف من الارامل والايتام والفقراء من اجل استغلالهم . ففي محافظة ديالى كانت تلك الفتوى قد انتجت 70 زواجا في اقل من ثلاثة اسابيع طبقا لقول بعض اعضاء القاعدة واقربائهم وشركائهم وبينما تبقى ديالى هي آخر معاقلهم المتبقية فان الحقيقة المجردة هي الاسراع المتهور للعديد من الناس لتزويج نسائهم من الغرباء وهو ما يعكس حجم المهمة الملقاة على الحكومة العراقية والجيش الامريكي باعتبارها هدفا مهما قبيل الانسحاب . وبحسب احد ارهابيي القاعدة ويسمي نفسه ابو محمد الزيدي "اسم منتحل"، فأن ما يقارب 315 من اولئك الارامل يتواجدون في بعقوبة، موضحا انه قد تزوج ثلاث نساء وواحدة منهن هي احدى ارامل القاعدة تزوجها قبل الفتوى بينما يخطط للزواج من الرابعة قريبا . ام عبادة هي احدى نساء القاعدة التي تزوجت حديثا قالت ان زوجها قد انتحر في انفجار حدث عام 2006 وانها تعرضت بعد ذلك الى ضائقة مالية ووافقت على الزواج مرة ثانية بعد ان التقت مع زوجها الجديد مرة واحدة . البعض من خصوم هؤلاء الارهابيين اورد وجهة نظر أخرى حول هذه الفتاوى فحسام المجمعي قائد الصحوة يدرك جيدا ان البعض من اعضاء القاعدة من العراقيين لديهم روابط اجتماعية وعشائرية تتداخل في بعض الاحيان مع اعضاء مجلس الصحوة وهو يعتقد ان هذه الفتوى هي طريقة للحفاظ على الروابط بين الارهابيين وقدرتهم على كتمان الاسرار ومن خلال هذا الامر فهم يقومون بنقل معلوماتهم بين بعضهم البعض للتأكد من كونها محمية.المجمعي اشار الى ان مثل هذا التماسك المفترض في الولاء الاعمى هو الاخطر على مجاميع الصحوة التي يقودها فماذا يحدث مثلا لو ان احد مقاتليه قد تم اغراؤه من خلال الروابط العشائرية كي يتزوج ارملة من القاعدة وهو ما يوصي بضده؟ ربما ستكون هذه المرأة اكثر اهتماما بالانتحار من كونها زوجة وربما ستفجر نفسها ضدنا" قال ذلك وهو يضحك، بالطبع فان سيناريو مثل هذا سيبدو عبثيا، لكن العراق اليوم يمر بكل تلك الجوانب الكئيبة والمضحكة وذات الامكانية الحقيقية. عن: نيويورك تايمز
أساليب جديدة للقاعدة ... مطلوب انتحاريين للزواج من أرامل الذين سبقوهم
نشر في: 11 يوليو, 2010: 09:07 م