من المحررلم يكن العراقي، ابان ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، يعرف التقتير او في احسن الاحوال ترشيد الاستهلاك، ولم ازل اذكر تماما كيف ان ابي العامل يحاسب شهريا، بعد ان يكون قد قبض معاشه، الحاج حميد صاحب دكان (المبايعات) -
نسبة الى مصلحة المبيعات الحكومية- فتقرأ في الصفحة المخصصة لديوننا في سجل حسابات دكان ابو جمال( 2/كونية طحين، كونية شكر،2/ تنكة دهن، 5/كيلو جاي سيلاني، 2/ كارتون تايد، كارتون صابون لوكس،....) وبعد تسديد، مبلغ لايذكر من اصل المعاش، يعود الينا الوالد محملا بعلبة (بسكولاته) وعصائر الـ(سنكويك) الطبيعية.راحت الايام واختلفت الاحوال، حتى وصلنا الى زمن البطاقة التموينية زمن الطاغية الارعن ، حيث وصل الامر الى درك سحيق، بحيث اصبح الطحين أسوأ من تراب المزابل، والصابون مولدا للقمل..، وبعد 9/4 تحسن توزيع الحصة بنحو واضح ، ولكن يبدو ان (حليمة) لاتني تعود، الكرة تلو الكرة، الى عادتها القديمة، وصار حال الشرائح الاوسع والاكثر مظلومية، حال جيش عرمرم من الجياع، غابت عنه اسباب العيش، وراحت تضيق سبل النجاة به، واخذ يسائل نفسه،... ماحيلة المضطر ؟؟
انتباه
نشر في: 12 يوليو, 2010: 06:38 م