نجم واليكثيرة هي القصص التي ترويها الحياة في العراق، ومنها القصص التي رواها الناس في سنوات الحكم البعثي وصدام. القصص تلك التي بدت في حينه وحتى 9 أبريل 2003، تاريخ سقوط الحكم البعثي وصدام هناك لمن سمعها من غير العراقيين قصصاً أقرب للخيال، تحولت بعد ذلك التاريخ إلى قصص ناقصة الخيال بالمقارنة مع ما حدث بالفعل في سنوات حكم البعث وصدام.
العيش تحت مطرقة نظام لا يعرف منطقاً أو قانوناً،تجربة لا يعرفها إلا أولئك الذين تلقوا ويلها ويشكرون المصادفة إنهم ظلوا على قيد الحياة. ومن لم يصدق القصص تلك التي فاقت الخيال، عليه على الأقل سماع القصص التي حدثت للرياضيين، ولفريق المنتخب الوطني لكرة القدم على وجه الخصوص.rnبعد المشاركة في كل مسابقة دولية، بل وحتى بعد اللعب بشكل ودي أمام منتخب فريق وطني آخر، كان على اللاعبين ومعهم مدربهم الإرتجاف في ساحة اللعب، ليس بسبب خوفهم من شدة الخصم وقوته، من مهارته وتفوقه، بل لأن شاباً نزقاً سادياً طليقاً مكانه الصحيح مصحات الطبّ النفسي نُصب رئيساً للجنة الأولمبية، ينتظرهم في بغداد سيأمر بوضعهم في معسكره التأديبي، في حالة خسارتهم أو تعادلهم، في حالة ظنه إنهم لعبوا بشكل سيئ.العقوبات التي كان ينزلها الأستاذ كما لُقب عدي صدام حسين، رئيس اللجنة الأولمبية العراقية (وهو منصب واحد من عشرات مناصب أخرى إغتصبها لنفسه) تختلف حسب مزاجه المتقلب، إبتداءاً من حلاقة الشعر صفر أو التعرض للضرب والجلد، مروراً بسجن اللاعبين في زنزانات انفرادية أياماً طويلة إلى وضعهم في أقفاص ورميهم مع أسوده ونموره. الأستاذ المختل العقل المجرم، لا يرضى بخسارة المنتخب الوطني أو تعادله: الفوز فقط هو ما يريده، كما قيل في حينه. rnومن يظن إن ما حدث للرياضيين العراقيين لا مثيل له وانتهى مع نهاية شخصيات سادية حكمت العراق يوماً وأصبحت في طيّ النسيان، عليه أن يتابع أخبار مسابقات كأس العالم لهذا العام. فالخبر الذي تناقله الشباب الصينيون عبر الإنترنيت والذي بدا هو الآخر أقرب للخيال، أو نكتة يرويها صينيون موضوع نكتهم كان دائماً الكوريين، يذكرنا بالقوة بما كان يجري في العراق. على صفحات الإنترنيت تلك نشر الشباب هناك صورة للاعب فريق المنتخب الوطني لكوريا الشمالية يونغ تاي سي ظهر فيها وهو يبكي فيما وضع على رأسه غطاء رأس معدني مزود بلمبة في مقدمته، إنه ذات الغطاء الذي يلبسه عمال مناجم الفحم عادة. الصورة المركبة طبعاً من قبل الشباب الصينيين تعني إن لاعبي كرة القدم للمنتخب القومي الكوري الشمالي تنتظرهم عقوبة الأعمال الشاقة في مناجم الفحم بعد خسارتهم وخروجهم من مسابقات كأس العالم لكرة القدم لهذا العام. هزيمة شنيعة بالأحرى، 7 صفر أمام البرتغال، بعد أن لعبوا بشكل ملفت للنظر أمام البرازيل، وخسروا 2 - 1 بفارق هدف واحد لصالح البرازيل. الصورة تلك وبما تعبر عنه في الحقيقة تتعدى حدود المزحة التي أطلقها الشباب الصينيون، لأنها من الناحية الأخرى تتكهن بما سيحدث على أقل تقدير.rnصحيح إن القائد "المحبوب" كيم يونغ الثاني (نسخة أخرى من المريض النفسي عدي صدام حسين) سيعفي مهاجمه يونغ تاي سي الذي لفت الأنظار في لعبه من عقوبة مثل هذه، خصوصاً وإن المهاجم الذي بكى فرحاً لهزه شباك مرمى البرازيل، يعيش في اليابان وينتمي للأقلية الكورية التي تعيش هناك، إلا أن العارفين ببواطن الأمور في كوريا الشمالية، لا يستبعدون إمكانية وضع اللاعبين في معسكر تأديبي، كما حدث في مناسبات عديدة للاعبين العراقيين في بغداد، ففي مملكة الديكتاتور كيم يونغ الثاني، أحد بقايا ديكتاتوريين قليلين عل الكرة الأرضية، من الشائع جداً وكما جرت العادة أن ينتهي إلى معسكر تأديبي كل كوري شمالي لا ينجز واجباته حسب تعاليم "أفكار القائد" ولا يتصرف بما تمليه عليه "مبادئ الحزب والثورة " (الجمل ذاتها التي شاعت في زمن صدام والتي ما تزال شائعة في بلدان حكم الحزب الواحد)، ولذكر مثالاً واحداً، يكفي مثلاً أن يرى قناة تلفزيونية كورية جنوبية.rnاللاعب السابق في المنتخب الوطني الكوري الشمالي مون كي نام روى بعد هروبه إلى كوريا الجنوبية في عام 2004، كيف أن لاعبي المنتخب الوطني الذين هم أصحاب امتيازات أصلاً يحصلون على أفضل الشقق السكنية في العاصمة الكورية بيونغيانغ بعد أي نجاح يحققونه في المسابقات الكبيرة (بطولة آسيا مثلاً أو فوز على اليابان أو الصين)، لكنهم في المقابل وما أن يخسروا يعاقبون بالأعمال الشاقة ويُرسلون للعمل في مناجم الفحم مثلاً. ليس كل اللاعبين عندهم جرأة اللاعب مون كاي نام، فمثلما كان يجري في العراق، يعرف اللاعبون ما ينتظر عوائلهم التي تعيش في البلد مثل رهائن إلى حين عودة اللاعبين، الهروب يظل قراراً فردياً صعباً. نفس الشيء يمكن أن يحدث لعوائل اللاعبين الكوريين الشماليين الذين يلعبون في الأندية الخارجية، فهم الآخرون يعرفون إن عليهم الحذر في تصرفاتهم، في كل كلمة يصرحون بها للصحفيين، لأن لهم عوائل تعيش في كوريا الشمالية.rnالطريف هو تعليق المدرب الحالي لفريق كوريا الشمالية كيم يونغ هيون على تلك التكهنات، ففي إجابته للصحفيين فيما يتعلق بالأمر أكد المدرب الذي بدا حزيناً وقلقاً في مؤتمره الصحفي، بأن "
منطقة محررة: عندما ينتظر المعسكر التأديبي اللاعبين
نشر في: 12 يوليو, 2010: 06:56 م