بعقوبة /شينخوايستثمر الشباب في محافظة ديالى الجدران والعوازل الكونكريتية التي تلف أسواقهم وحاراتهم كمدونات يسطرون عليها مآسي أيام العنف التي كانت سببا في وجود هذه الكتل الصماء، في حين حولها آخرون إلى منابر للدعاية والإعلان.
ويقف نزار شاهين امام احد هذه الجدران الكونكريتية مستذكرا عددا من اصدقائه الذين راحوا على ايدي الجماعات المسلحة التي كانت سببا في وجود هذه الجدران الصماء قائلا "هذا ما تبقى من ذكريات الماضي القريب" .وأوضح شاهين لوكالة أنباء (شينخوا) بكلمات تعبر عن الوفاء لعلاقة طيبة مع اصدقائه، الذين قتلوا بهجمات المسلحين ابان دوامة العنف الجنوني الذي اجتاح اغلب مناطق مدينة بعقوبة مركز المحافظة وكان السبب في وجود هذه الجدران، مستذكرا بالم ضحكات الاصدقاء، اثناء وقوفه أمام حاجز كونكريتي يبلغ ارتفاعه ثلاثة امتار، بالقرب من منزله المدمر جزئيا.وقال شاهين "بالامس القريب كنا نلعب سوية هنا أنا واصدقائي وعشنا سنين طويلة في مدينة بعقوبة التي كانت هادئة قبل أن تداهمنا غيوم سوداء جاءت مع قوات الاحتلال الامريكي لتبدأ دوامة العنف تتصاعد"، مبينا أن اعمال العنف دفعت القوات الامريكية إلى وضع الحواجز الكونكريتية.يذكر أن القوات الامريكية استخدمت العوازل الكونكريتية والجدران العازلة في العديد من المدن العراقية التي شهدت اعمال عنف منذ عام 2006 ، في محاولة منها لكبح جماح الجماعات المسلحة والميليشيات المتطرفة.ووصف شاهين تلك الحواجز بنذير الشؤم، قائلا "لقد اعتبرناها منذ الوهلة الاولى نذير شؤم لقادم الايام، وفعلا تحقق ما كنا نخشاه من قتل وعنف ومجازر بشرية لايمكن نسيانها بسهولة"، مضيفا "انها ايام سوداء دمرت مدينتنا الوديعة وحولتها إلى مدينة أشباح".rn
الجدران العازلة تتحول إلى مدونات للذكريات
نشر في: 13 يوليو, 2010: 05:38 م