بغداد / إعداد القسم السياسيفي تقرير تحت عنوان "تحسّن الظروف في العراق يحتاج الى مساعدات دولية كبيرة"، جاء انه في وقت تنسحب فيه القوات الأميركية من العراق، وتتواصل المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، يجد العراق نفسه يدخل "مرحلة انتقالية" جديدة.
وقال تقرير لوكالة التعاون والتطوير التقني، مؤسسة أنتاريز، المجلس الهولندي للاجئين، لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة الدولية، مركز مراقبة المهجرين داخل بلدانهم، لجنة الإنقاذ الدولية، ان الانتباه يتركز على الكيفية التي ستكون بها الديمقراطية العراقية الناشئة، والحكومة العراقية المقبلة، قادرتين على ضمان استقرار طويل الأمد، وتحسّن مستمر للبلد.وفي الوقت الذي شهدت فيه الشروط الإنسانية والحالة الأمنية، بعض التطور على مدى السنتين الماضيتين، فإن هذه المكاسب تبقى "هشة" و"سهلة الارتداد" إلى الظروف الأكثر سوءاً.ويشير التقرير الى أن الحوادث الأمنية الكبيرة التأثير، قد تزايدت خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في آذار، وأيضاً خلال الأشهر التي أعقبتها. وبالتحديد منذ آب سنة 2009، حيث أزهقت التفجيرات بمختلف أشكالها وعمليات الاغتيال، أرواح مئات المدنيين، وأدت الى جرح مئات غيرها في بغداد، وفي مناطق أخرى من العراق.وقال التقرير الدولي إنّ عقوداً من الحروب، والعقوبات الاقتصادية، والحكم الدكتاتوري، تركت العراق في حالة من الفوضى. وقد تدهورت البنى التحتية في البلد بشكل خطير، والملايين من المواطنين العراقيين هجروا من بيوتهم ومدنهم، ليعيشوا لاجئين سواء داخل البلد أم في البلدان المجاورة، ثم لجوء الكثيرين منهم الى دول أميركا وأوروبا.وأصبحت الحاجة الى الخدمات الأساسية في البلد تتصف بالقسوة، كنتيجة للحاجة الى مياه صالحة للشرب، وإلى العناية الصحية.ويقول التقرير انه على الرغم من أن الأرض العراقية تضم احتياطيات هائلة من النفط، فإن الحكومة المركزية في بغداد، لا تمتلك القدرة حتى الآن على إدارة شؤون البلاد بشكل فعال لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.ويُصنّف العراق بكونه "الدولة السابعة" في قائمة الدول الفاشلة في الإنتاج للسنة الحالية خاصة في مجالات "السياسة الخارجية" و"التمويل" و"الأمن والسلام"، ولا تتقدم عليها في هذه الفوضى إلا الصومال، وتشاد، والسودان، وزيمبابوي، والكونغو، وأفغانستان.وعلى الرغم من أن العراق كان في المرتبة الثانية، أي بعد الصومال، سنة 2007، إلا أنه مازال يعاني من الفوضى والفساد، ولهذا يُوصف البلد بأنه باق وبوضوح "دولة هشة" حتى اليوم.ويؤكد التقرير الدولي أن العراق يمرّ بمرحلة حرجة، وهو عند نقطة افتراق صعبة للغاية، لكنه يحاول أن يهتدي الى طريقه في بناء نفسه، ومن دون مساعدة خارجية متزايدة. لكنّ ما يراه الخبراء الدوليون هو أن العراق لا يمكن أن يخرج من ازمته في وقت قريب من دون أن يحظى بمساعدة جادة من المجتمع الدولي.إنها ضرورية لإحداث التغيير الضروري والإيجابي. وما يأسف له الخبراء أن العراق يواجه الآن تناقصاً في الاهتمام الدولي.وخلال السنة الحالية –يؤكد التقرير- عملت المفوضية الأوروبية، والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة على تقليص مستويات اهتمامها بقضايا العراق. ومن المتوقع أن تنسحب القوات الأميركية هذا الصيف تاركة فقط من 35,000 إلى 50,000 جندي بتفويض غير قتالي، أي فقط تقديم المشورة وتدريب القوات الأمنية العراقية، لكنهم مخولون أيضاً بإدارة مهمات مواجهة الإرهاب. وطبقاً للمفوضية الأوروبية، فإن "هشاشة الدولة العراقية" ترجع الى هيكلية الدولة الفاشلة، وتعدّ المفوضية العراق قد كسر "العقد الاجتماعي" كدولة لها القدرة على توفير في الاقل الحد الأدنى من الخدمات الأساسية لشعبها، وإتمام تعهداتها والتزاماتها والعمل بمسؤولياتها سواء في خدمة المواطنين، أو بتخفيض فرص الفساد، وحسن إدارة موارد المصادر الوطنية للثروة، ثم الفشل في فرض حكم القانون، وتحقيق العدالة في إمكانية أي مواطن للوصول الى السلطة إذا ما اختارته أصوات الناس، إضافة الى الفشل في قضايا الأمن والأمان لعامة الناس وتوفير الحماية لحياتهم وملكياتهم وضمان حقوقهم كمواطنين واحترام حرياتهم.وخلال السنوات القليلة الماضية، انخفضت مستويات العنف في العراق، عندما قورنت بما كان عليه العنف في سنتي 2006، و2007.لكن العنف –في العموم- مازال المؤثر الرئيس في واقع العراق، وله تأثير شديد القسوة على المدنيين. وحسب لجنة الصليب الأحمر الدولي، كان معدل القتلى في العراق نحو 500 شخص كل شهر، وكان بحدود 2000 شخص يتعرضون لجراح في تفجيرات ضخمة، وفي هجمات عشوائية.وكشف التقرير أن العراقيين يواجهون مشاكل كثيرة غير صاعدة الى السطح بقوة حتى الآن ومنها أن هناك انتشاراً واسعاً لاثار استخدام اليورانيوم المنضب في الأسلحة الحربية وفي كافة انحاء البلاد. وتخمّن أطراف دولية معنية أن حوالي 1,730 كليومتراً مربعاً من الأرض العراقية ملوثة بالألغام الأرضية, وبقنابل غير مفجورة، يمكن أن تهدد
العراق مازال "هشا" وبحاجة إلى مساعدات دولية كبيرة
نشر في: 13 يوليو, 2010: 05:44 م