TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم قلب مجنونCRAZY HEART تجاوز محكم لعنصر الإخفاق الفني..

فيلم قلب مجنونCRAZY HEART تجاوز محكم لعنصر الإخفاق الفني..

نشر في: 14 يوليو, 2010: 05:38 م

صباح محسنعن عمل أدبي كتبه توماس كوب، وسيناريو وضعه المخرج سكوت كوبر الممثل السابق، ليقدم أول افلامه كمخرج، شارك في انتاج الفيلم الممثل المخضرم روبرت دوفال مع اشتراكه في تقديم إحدى الشخصيات القريبة من البطل الرئيس، رغم عدم تأثيرها بسير الأحداث وشارك في الانتاج أيضاً روب كارتيز مع وجود المنتج للعمل بالتنسيق مع شركة فوكس للقرن العشرين السيد جودي كايرو،
 وكانت إدارة التصوير لباري مارلو واتيز، ووضع الموسيقى التصويرية ستيفن برتون التي اقتربت كثيراً من الجو العام لحياة المغني الريفي باد بلايك والذي يكتب الأغاني أيضاً.إشترك في اداء الشخصيات مجموعة من الممثلين توزعوا بين مخضرم وشاب، قدموا أدوارهم ضمن رؤية المخرج للأحداث، وكانت هادئة ولا تخلو من استرخاء، منهم ماجي جلينهال في اداء شخصية الصحفية التي تعيش مع ابنها الصغير وحيدة، بعد انفصالها عن زوجها بسبب سوء معاملته لها، ويبدو من خلال سير الأحداث نكتشف بأن السيدة جين تحتفظ بموقف مغاير ومأزوم اتجاه الرجل!وهناك توم باور الممثل المندفع بقوة على واجهة الأفلام في أمريكا، وهو يجسد شخصية المطرب الشاب الذي تجمعه صداقة قديمة مع البطل الرئيس، خاصة وأن المغني باد بلايك كان قد ساعده كثيراً ليكون مطرباً يتمتع بجماهيرية واسعة، ويكون أيضاً وحسب الثيمة الرئيسية في الفيلم بديلاً طبيعياً للمغني الأصلي باد، على أساس منطق الزمن. وهناك ممثلون قدموا ادوارهم بطريقة الإسناد للشخصية الرئيسة مثل مسؤول الإنتاج ورئيس شركة الأسطوانات التي توزع أغاني باد بلايك وآخرون مثل انا فيلكس وباول هيرمان وبيت كرانت.الثيمة الرئيسة للفيلم، تمحورت في اتجاهين، الاتجاه الأول هو حياة المغني الريفي ذو الشعبية الواسعة في الغرب الأمريكي باد بلايك المدمن على الكحول والتدخين، حتى اثناء نومه تراهُ يتأبط قنينة خمر وعلبة السكائر القريبة دوماً من يديه! والاتجاه الآخر هو محاولة باد بلايك الاقتراب من الحياة الاجتماعية ومحاولة تجريب ذلك رغم فشله الذريع في زواجه وابتعاد ابنه الوحيد عنه، والذي لم يعرهُ أي اهتمام اثناء محاولة اتصاله بهِ للتعرف عليه، بعد أن تركه وهو في عمر الأربع سنوات وهو الآن في الـ 28 عاماً، حيث كان الحوار من خلال التلفون جافاً وغير ذي جدوى مما شكل صعقة له. ثم فشله في التمكن من الحصول على عاطفة مطلقة أثناء التعرف على الصحفية المغمورة من خلال تواجد باد في إحدى الحانات حين كان أحد المولعين بالموسيقى قد طرحها له لإجراء مقابلة صحفية قد تفيد جين في عملها باعتبار أن باد بلايك اسمٌ فني مشهور وكون جين قريبة جداً لعازف البيانو المسن!وكان إخفاقه الكبير حين دشن تلك العلاقة بالرضا التام من قبل جين وصغيرها، لكنه ارتكب خطأً جسيماً حين كان الصبي معه في رحلة بسيطة بالاتفاق مع والدته أثناء ذهابها للعمل. وفقدانه للصبي بعد أن تركه في مكان داخل حانة مخصصة لتناول الكحول وبعد أن استغرق في الشرب كثيراً ولم يكن الصبي في مكانه، وبعد بحث طويل مع رجال الأمن وبحضور  والدته تمكنوا من العثور عليه. لتبدأ بعد ذلك عملية الرفض المطلق من قبل جين له، لأنه يشكل لها نموذج اللامبالي جراء إدمانه على تناول الخمور. مما يشكل له صدمة إضافية مع كل توسلاته لثني جين عن موقفها لكن دون طائل.انتقالات عديدة في حياة هذا المغني الريفي، تدفعه دائماً لتأمل نفسه مع وجود انهيار واضح على جسده والسعال المرافق له وتقيؤه المستمر بعد أي عملية تناوله الكحول، وقد كان واضحاً على انكساره تلك المتغيرات وهو يتأمل المطرب الشاب واهتمام الجماهير به ليعطي انطباعاً ضمنياً على أفوله الإبداعي جراء إدمانه وعدم وضوح خط واضح على مسيرته الغنائية التي غيبها إدمانه المعلن والذي وصل أمره الى اقصاه حين قاد سيارته الى مدينة بعيدة لحضور حفلة غنائية، وأثناء سيره في منطقة مفتوحة وشارع وحيد وطويل يستوقفه هاتف عمومي ليجري اتصالاً عاطفياً مع جين وتدعوه للرجوع لزيارتها بعد أن توسل اليها ليراها، وعند عودته يغفو على مقود السيارة لتنقلب به وسط الطريق ليستيقظ في مستشفى قريب وهو يعاني من كسر كاحله وتشوه وجهه مع نصيحة الطبيب له بترك الخمر والسكائر لأنها قد تقتله باعتباره مدمناً على  رأي الطبيب، وبعد أن تقوم جين بإخراجه من المستشفى على عربة، لينتهي به الأمر على عكازة.قدم المخرج سكوت كوبر والذي كتب السيناريو أيضاً قراءة وجدانية لحياة المغني الريفي باد بلايك، بأسلوب هادئ ورصين رغم وجود بعض الهفوات الفنية أثناء تقطيع المشهد، والانتقال المفاجئ والسريع لحال’ أخرى لـ(باد) وهو يواصل حياته المتعثرة. لم يكن هناك أي نوع من البذخ والمبالغة في انتقالات الكاميرا في المشاهد بشكل عام، حيث اقتصرت بالتحرك ومرافقة باد في تحركاته لتقدم قراءة بسيطة وغير منفعلة لسلوك المغني الريفي الذي يعاني تقدمه بالسن وعدم اهتمامه بفنه وعربدته ونشوته الموحية بفقدانه الإحساس بالحياة جراء الضربات الموجعة التي تلقاها في حياته الاجتماعية.تعامل المخرج مع اللقطة المفتوحة والثابتة، حيث لا وجود للتباهي في زوايا التصوير وظل على هذا المستوى الفني طوال مشاهد الفيلم وحتى الخاتمة، حين يخرج المغني باد من قاعة لتسجيل الأغاني وبعد أن شفي من الإدمان لخضوعه لبرنامج التخلص من الإدمان، وبعد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram