اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الزعيم... في معهد الفنون الجميلة

الزعيم... في معهد الفنون الجميلة

نشر في: 14 يوليو, 2010: 06:34 م

فاضل خليلترى أهم الفلسفات في تأريخ الإنسانية، بأن الأفراد علي مختلف انواعهم وانتماءآتهم ومستوياتهم، يتطورون بتطور الأفراد الآخرين المتناظرين معهم بالاختلاف، وفق قوانين التطورالاجتماعية ـ وحسب فردريش نيتشه ـ "ينبغي علي القيم التي نضيفها الى الحياة، أن تعمل على السمو بمستوى الانسانية، للوصول الى خلق نوع جديد. وعليه فهم ـ الناس ـ يدخلون فيما بينهم بعلاقات واعية يدخل فيها النفع العام والنفع الخاص معا في اغلب الاحايين، ونادرا ما تكون تلك العلاقات خالية من الفوائد المتبادلة الذاتية ـ الشخصية السائدة بين الناس.
ومن بين تلك الشرائح علاقات الفنانين فيما بينهم، كفئة أو نوع من أجناس البشر، مثلهم مثل الآخرين في اختلافاتهم العامة، انتماءآتهم، واهوائهم، واعمالهم. وبالتالي فهذه الشريحة هي ليست مجرد أشخاص فاعلة في مجتمعاتها وحسب، وإنما هم (صانعو التاريخ)، اذا ما اتيحت لهم فرص الريادة، وتسنموا مواقع ذات تأثير على الحياة العامة، كالرؤساء، والزعماء، والعلماء، والفنانين، وسائر المثقفين. وانطلاقا من هذه الصفة الخاصة لبعض الناس، ولا مانع ان يتماثل معهابعض من غير المؤثرين أو المهمين، شرط أن يكونوا من غير الطارئين يكون لبصماتهم فعل السحر على مجتمعاتهم. من هذا التقديم الذي وجدته ضروريا للدخول الى الحديث عن شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم، كشخصية مهمة في حياة المجتمع العراقي الذي دخل الى قلوب الناس ــ على اقل تقدير في بداياته ــ بلا استئذان. ولكي اتمكن من انصافه، لأني لم أخبره عن قرب وانما عن طريق ما وصلني من المتداولات الجميلة عن شخصيته الساحرة، وسأختار حكايا من أناس هم من عائلتي مرت بهم تجارب ـ على بساطتها ـ الا انها كانت مؤثرة. سأتناولها، وسأترق الى ما ساد في زمنه من توجه علمي مدروس الي الفن.في واحدة من أعراف معهد الفنون الجميلة في الستينيات والسبعينيات، أن يقيم مهرجانه السنوي المتألق، والمتنوع باتقان، على حدائق المعهد. حيث يقدم خلالها فعالياته المتنوعة التي تشكل أغلب نشاطاته النوعية حصيلة كل العام، ولجميع الاختصاصات، مسرحية وتشكيلية، وموسيقية، وما يبادر اليه الفنانون وطلاب الفن من سائر الفعاليات المبتكرة الأخرى الفنية وغيرها. حيث كانت الاحتفالات في اوج ألقها. واستمر هذا التقليد حتى الآن، مع تضاؤل يذكر للألق القديم للفعالية، بسببين مهمين هما، بسبب ضعف الصدق في انتماء قاطنيها الجدد من اساتذتها وطلابها ـ بعضهم ـ النابع من غياب الدقة في اختيار كليهما ـ أساتذة وطلابا ـ الذين تدخل في انتقائهم المحسوبيات والمنسوبيات. مما جعل حمل مسؤولية هذا الصرح العتيد لا يخلو من الخلل، واللامبالاة، وتوالت الاجيال على منوال من هذا النوع الذي لا تقبله المؤسسة الفنية، لكي تعود الى سابق عهدها، في تخريج الفنانين على غرار من خرجهم هذا المعهد من قامات ساهمت في سفر التكوين لكل الاسماء المهمة في الفن العراقي بمختلف اصنافه وكجزء من التباهي والاعلان عن الناس والطريقة التي تساهم في بنائهم، كان يقام هذا المهرجان السنوي المتنوع والنوعي.في لحظة تفكير غاية في النوعية أبطالها الاستاذ المربي والفنان الشعبي (الحاج ناجي الراوي) الذي ترك بصماته المحلية الواضحة في الكثير من الاعمال الفنية المسرحية والتلفزيونية والسينمائية. فهو ابن بغداد الذي تربى على كامل ارثها، ابتداءا من (الزورخانة) ـ كان واحدا من ابطالها المتميزين ـ الى معرفته الدقيقة بـ (نهر دجلة) الذي عرفه سباحاو (بلاما)، مارس فيه هواية صيد السمك. وكاستغلال لـ (مسبح المعهد) الذي وجد فيه الحاج ناجي الراوي مادة فنية، يستطيع من خلالها نقل دجلة الى المحتفلين ليعرفهم على أهم مميزات (دجلة) الذي يستثمر كواحدة من وسائل النقل للعابرين بين الصوبين (الكرخ والرصافة). فما كان منه الا ان يأتي بـ (زورق نهري) يضعه في المسبح، ويستعين بأكثر الطلاب انتماءا الى لياقة بدنية، وملاءمة في الشكل والمحتوى، بامكانه ان يدير دفة هذه الفعالية (كريم عواد) الفنان والممثل المسرحي المعروف، ليتولي القيام بشخصية (البلام) في هذه الفعالية، يقوم بنقل العابرين من المحتفلين بين ضفتي النهر (المسيح). وصادف ـ يوم كان كريم عواد يؤدي مهمته بكل دقة وانتشاء ان يمر ـ راعي الاحتفالية ـ رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم. فما كان من (كريم عواد) المعروف بجرأته ومشاكساته الا ان يطلق صوته الجهوري باتجاه (الزعيم عبد الكريم قاسم) طالبا منه العبور بلهجة بغدادية محببة:كريم عواد : يالله سيادة الزعيم تعبر لذاك الصوب؟توقف الزعيم قاسم، ونظر باتجاه الصوت الأمر الذي جعل كريم عواد ينظر بخوف باتجاه الزعيم، بنظرة اعتذار، فيها طلب خفي ان يسامحه علي هذا التصرف الذي سيؤدي به الى عقوبات جمة، من قبل الزعيم ومن الحاضرنن ممن لا ترضيهم هذه المداعبة السمجة مع رئيس الدولة، والعقوبة الاقصى ستقوم بها ادارة المعهد التي قد تكون فصله من اكمال الدراسة في المعهد. الكل ينتظر ردة فعل سيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي ابتسم في وجه كريم عواد، موافقا على العبور الى الضفة الاخري، قائلا:الزعيم عبد الكريم قاسم: يالله نعبر. بس كنت اتمنى العبور مع كل الشعب العراقي الى ضفة السعادة والسلام.ان اي تكملة او اعطاء وجهة نظر فيما جرى سيجرح النوايا، والاطراء الذي يزيد عن الحاجة لايحتاجه الحال، وعليه سأترك التعليق في امر لا يحتاج اليه.ولي من الذكريات التي رواها لي أناس اعرفهم، الكثير من المواقف الجميلة لهذا الرجل، أغلبها يتحدث عن ايجابياته

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram