سيئول / رويترزكشفت كوريا الشمالية التي تجنبت توبيخا في الامم المتحدة بسبب غرق سفينة كورية جنوبية عن رغبتها في استئناف المفاوضات النووية. لكن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ابدتا شكوكا بشأن المحادثات ووصفتاها بـ «محفوفة بالخطر».
وتدرك واشنطن تماما الميزة السياسية التي تعطيها لهذه الدولة المعزولة بالجلوس معها على مائدة المفاوضات. والسؤال هو كيف تتجنب السماح لبيونغ يانغ بالاطلاع على المقترحات لتتراجع فيما بعد كما حدث من قبل عن وعود بتقليص برنامجها للتسلح النووي.ويريد لي ميونج باك رئيس كوريا الجنوبية الذي تعهد في خطاب للامه ألقاه وهو يبكي بالانتقام لاغراق السفينة تجنب أن ينظر اليه باعتباره متساهلا مع كوريا الشمالية التي قالت سول انها اغرقت السفينة تشيونان بطوربيد في مارس اذار الماضي مما أسفر عن مقتل 46 بحارا.وأدان مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي اغراق السفينة لكنه حرصا على الحصول على تأييد الصين الحليف القوي لبيونجيانج لم يذكر كوريا الشمالية بالاسم.ويقول المحللون ان سول وواشنطن ليس امامهما خيارات تذكر باستثناء الاذعان لدعوات الصين بالعودة الى المحادثات النووية السداسية التي قاطعها الشمال منذ عام ونصف العام.وتشارك في هذه المحادثات الكوريتان والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان.وقال بايك هاك سون الخبير بأساليب التفاوض الشمالية بمعهد سيجونج «يدركون انه لا سبيل اخر.. لا مخرج اخر.»وأضاف «نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية عن طريق المحادثات السداسية أصبح مسألة أكثر صعوبة بكثير.»وبالنسبة لبيونجيانج تعد المحادثات واحدة من فرصها الضئيلة للحصول على مكاسب مما تعتبره عالما معاديا قام بعزلها بدرجة كبيرة بسبب اطلاق صواريخ والقيام بتجربتين نوويتين.لكن المفاوضات التي دامت سنوات لمحاولة إقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية مقابل مساعدات سخية وانهاء وضعها كدولة مارقة لم تحقق نتائج تذكر.ويقول المحللون ان المخاوف الأمريكية تتركز بدرجة كبيرة على منع كوريا الشمالية من تصدير أي سلاح نووي.وقال يانج مو جن من جامعة دراسات كوريا الشمالية في سول «الولايات المتحدة تنظر للجانب المتعلق بحظر الانتشار النووي في المحادثات السداسية أكثر من جانب نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.» وأضاف «هي تدرك الى حد ما أنه سيكون من الصعب للغاية أن يتخلى الشمال بالكامل عن السلاح النووي.»وتابع «الأسلوب الأمريكي في المحادثات النووية مع الشمال يأتي في سياق سياستها بشأن عالم خال من السلاح النووي. فكما تفعل مع ايران بمحاولة حملها للتخلي عن طموحاتها النووية يصبح حمل كوريا الشمالية على الشيء نفسه امرا مهما.»وليس أمام كوريا الجنوبية خيارات تذكر سوى العودة للمحادثات وان كان على مضض فهي المنتدى الوحيد تقريبا المتبقي الذي تتحدث فيه بشكل مباشر مع الشمال.وقال كيم يونج سون المتحدث باسم وزارة الخارجية «امضينا نحو سبع سنوات في محادثات مع الشمال بشأن انهاء البرنامج النووي. الأهم من عودة الشمال الى المفاوضات هو ... مدى جدية التزام الشمال بنزع السلاح النووي.»ولم يطبق الجنوب بعد أعنف الإجراءات الانتقامية التي توعد بها في بادئ الأمر ومنها اجراء مناورات بحرية مكثفة مشتركة مع الولايات المتحدة وبث دعائي عبر مكبرات الصوت على الحدود. وهدد الشمال بأنه سيطلق النار على مكبرات الصوت.وقال يانج من جامعة دراسات كوريا الشمالية «حكومة لي ميونج باك تواجه معضلة بشأن ما اذا كان يجب عليها المشاركة في الحوار مع الشمال لتحقيق الاستقرار على شبه الجزيرة الكورية أم محاولة تغيير الشمال عن طريق ممارسة الضغوط.»وتابع «الآن بعد أن أوصى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالحوار كسبيل لتخفيف حدة التوتر ستشعر الحكومة بضغط للدخول في حوار.»rn