TOP

جريدة المدى > سياسية > تأثيرات ما بعد 2003 على الفنانين العراقيين

تأثيرات ما بعد 2003 على الفنانين العراقيين

نشر في: 14 يوليو, 2010: 09:25 م

 ترجمة: عمار كاظم محمديستخدم فنانو العراق اعمالهم الفنية في محاولة لتوصيف الحالة العراقية التي حصلت بعد العام 2003..  ويبدو ان ما ينتجونه يظهر غضبهم العميق على الوضع في هذا البلد، والحيرة بشأن مستقبله.لدى هؤلاء الفنانين الكثير لكي يتعاملوا معه ويعبروا عن التغيير الذي حصل في بنى الدولة السياسية، ودخول قوات اجنبية الى البلاد.. والعنف الذي اعقب تلك الاحداث..
 والتباين الحاصل الآن في بلاد يغادرها الاميركان، وهي في ايدي البعض من السياسيين... وقوات امنية غير جاهزة تماماً وديمقراطية وليدة.هناك ازدواجية واضحة في كل ذلك.. وما نجم عن ذلك من اوجه قناعة عند أولئك الفنانين الذين ينتقدون ما يجري  في العراق اليوم، بينما لايتمنون رؤية ان يعود  النظام القديم مجددا في يوم ما.. فهم يشكرون الولايات المتحدة بعد ان خلصتهم من استبداد النظام السابق، لكنهم في الوقت ذاته يذمون ما يسمونه المحتل الاجنبي. يقول احد الفنانين ممن يخرجون افلاما قصيرة  "ان الشعب العراقي كان ضحية كل شيء وكل شخص، فهم كانوا ضحية الحاكم المستبد ومن جاء بعده"، فيما يجد مؤيد محسن، وهو ينفس عن غضبه حينما يرسم:" ما نحتاج اليه في العراق حاكم يحارب الظلم والفساد ويدافع عن الفقراء"، على حد ما يقول.لقد كان يوماً حاراً جداً.. كغيره من الايام المتكررة التي ترتفع فيها درجات الحرارة، بينما لاتوجد كهرباء.. وعندها تبقى المراوح والمكيفات بدون فائدة تذكر. كانت شقة محسن قد انتشر فيها غبار عاصفة تراب اليوم السابق.. وكان يمسح العرق مرارا وتكرارا عن وجهه.. ان هذه الحرارة القاسية قد اثرت حتى في اعماله، فقد كتب على ظهر لوحة رسمها الاتي:" تم رسمها في درجة حرارة 48 مئوية في الظل بينما مازالت الكهرباء مفقودة في صيف العراق" .مثل العديد من العراقيين، كان مؤيد محسن البالغ من العمر 47 عاما، مليئاً بمشاعر الغضب والاحباط.. فهو يلوم كل شخص، وكل شيء، بسبب المأزق الذي يمر به العراق في الوقت الحاضر، وكانت لوحته تصور رجلاً وحيداً على جانب الطريق الذي يمتد الى أن يختفي في آفاق الغروب البرتقالي، كان الرجل بلا رأس، يحمل في يده اليسرى آلة العود، وفي مكان الرأس وضعت اضواء الطرقات.. وصرخته تقول "الى متى نبقى مثل اضواء على الطرق المهجورة؟"..يشرح محسن معنى لوحته قائلا: "ان الغروب يعطي انطباعاً بنهاية العالم، ونهاية الصراع.. والافق يشير الى وعد بالجديد، ولكن ليس بالضرورة أن تكون الاشياء المرتبطة بهذا الوعد جيدة"..عمر السراي.. شاعر عراقي يبلغ من العمر 30 عاماً.. حصل على عدة جوائز، وهو يكتب نقداً ادبياً ورئيس تجمع بغداد للشعراء العراقيين.. الا ان كل تلك الاشياء يبدو انها لم تساعد حينما ارتفعت وتيرة العنف بين عامي 2006 و2007.. ومثل مئات الآلاف ممن خافوا على حياتهم، رحل السراي الى سوريا ولبنان لمدة اربعة اشهر عام 2006 بعد ان تلقى ورقة تهديد، على باب داره وكانت ورقة التهديد مغلفة برصاصة تعني اما ان تغادر او تموت.يقول السراي: " ان العنف الطائفي قد قسم المدينة الى كانتونات وقد اصبح اسم الرجل مشكلة بالنسبة له " حيث نعى السراي بغداد في الماضي حينما كان التسامح الديني سائداً على الحدود الطائفية . ان الايام العنيفة قد ذهبت الان.. والسراي يستثمر الامن النسبي في بغداد، كان مكتبه مليئاً بعلب الصودا الفارغة وقناني المياه، ومنافض السجائر المليئة من ليلتين شعريتين في وقت سابق من الاسبوع، وهو الامر الذي كان مستحيلا قبل سنتين او ثلاث سنوات، الا ان الشاعر الشاب مازال  يعد الاوضاع غير واضحة المعالم، ويقول: "مع سقوط النظام السابق، توسع هامش الحرية امامنا، لكننا صدمنا واصبنا بخيبة امل حينما وجدنا ان المستقبل مخيف.. فالامريكان يغادرون بعد ان حطموا الكثير، ولم يبنوا اي شيء.. لقد دخلوا لكنهم لم يأخذونا الى شاطئ الامان" .    عن: الواشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بعد خطاب المرشد الإيراني..
سياسية

بعد خطاب المرشد الإيراني.. "الإطار" يفكر بدمج "الميليشيات" بالحشد الشعبي

بغداد/ تميم الحسن ينوي الإطار التنسيقي، الذي يدير الحكومة منذ عامين، "دمج الفصائل" المشاغبة، أو ما يطلق عليها "الوقحة" بحسب تعبير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ضمن منظومة الحشد الشعبي.ويتناقض هذا الخيار، إذا صحت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram