اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الرابع عشر من تموز 1958..الأحلام المجهضة والأسئلة المفتوحة

الرابع عشر من تموز 1958..الأحلام المجهضة والأسئلة المفتوحة

نشر في: 15 يوليو, 2010: 06:00 م

علي حسن الفوازتحمل أحداث الرابع عشر من تموز 1958 ذكريات وشجوناً واسئلة كثيرة، وحتى تسميات وتوصيفات متعددة،  ولعل أقسى هذه الأسئلة هو ما يتعلق بهوية هذه الاحداث، هل هي ثورة حقا؟ ام هي شكل من اشكال التمرد الاجتماعي او الانقلاب العسكري؟ وان كانت ثورة بالمعنى التوصيفي،
 فهل كانت ثورة للفقراء حقا؟ ام كانت ثورة للعسكر، أم ثورة للايديولوجيات. ام انها ثورة للمصالح والصراعات؟ هوية هذه الأحداث/الثورة تلبست بهذه التقاطعات والتجاذبات التي تشبه الاسئلة تماما، رغم انها اخذت من كارزما زعيمها عبد الكريم قاسم الكثير من الامتيازات، حتى ان المزاج الشعبي للفقراء او سكان الهامش الاجتماعي يصفونها بأنها ثورة هذا الزعيم الكبير، ولم يتحدث هذا  المزاج عن اي دور عميق الاثر لجبهة للاتحاد الوطني او حتى زعماء العسكر الذين شاركوا في صناعة هذه الأحداث. واحسب ان هذه المواصفات التي ارتبطت بهذا الرمز الوطني هي التي جعلت هذا المزاج ذاته يدافع عنه  بالدم والتضحيات الجسام عند حدوث انقلاب 1963ولم يكن يدافع عنها كثورة وطنية للتحول السياسي أطاحت  بتاريخ ونظام ملكي عميق الأثر في المكان العراقي والمكان العربي والاسلامي..الاسئلة الاخرى تبدو احيانا اكثر توغلا واكثر قسوة، واحيانا تستعير من الايديولوجيا اكثر مما تستعير من الواقع، وتضع حساباتها في سياق من معطيات القراءة التي تعالج الأحداث وتحلل وقائعها بعين مؤدلجة أكثر مما هي عين واقعية تلامس حيثيات هذا التاريخ الدامي  هذه الصراعات المريعة التي تسبب عن الكثير من  الموت والعنف والسجون والمنافي.السؤال الذي بات معاصرا في إطار استقرائه لما جرى بعد أحداث الرابع عشر من تموز1958، هل كانت هذه الثورة ضرورية؟ وهل الظرف السياسي في المنطقة العربية والدولية كان مؤاتيا لانتاج مثل هذه الثورة ضمن قياساتها وتوجهاتها المعروفة؟ وهل ان الثورة كانت تمتلك كل مبرراتها الموضوعية والاجرائية لكي تعلن بيانها الاول الذي تحول الى بيان سحري حرك كل شجون وافراح الناس الذين كانوا يبحثون عن منقذ، وعن رغبة حقيقية في التغيير؟ وهل ان ما جرى من أحداث خلال ايام الثورة من سحل وقتل مريع للعائلة المالكة ضروري لإعلان الانتصار الكامل على العهد القديم؟الكل يعتقد تقريبا ان النظام الملكي القديم قد فقد مبررات وجوده السياسية والإدارية،  وان طبيعته التقليدية وعدم قدرته على التجدد أسقطت من حسابه الكثير من التوهج والقدرة على مواجهة التحديات الصراعية داخل الفضاء العراقي المحتقن بمجموعة من الظواهر التي يشكل لبناتها الأساسية العديد من التشكلات  السياسية والحزبية والعسكرية، لكن هناك من يقول ان الثورية وبرغم كل رومانسيتها ونزعاتها التجديدية، وبعض قوانينها كالثورة في الاصلاح الزراعي وفي الخروج من دائرة  الاسترليني وفي اشاعة اشكال محددة للحريات الاساسية وفي تقديم قانون جديد للاحوال الشخصية وغيرها من القوانين، الاّ انها علقت كل مظاهر الشكل الديمقراطي التقليدي للدولة القديمة(تعددية في الأحزاب، تعددية الصحف، برلمان، انظمة وقوانين مدنية، علاقات دولية عميقة)، وفتحت الباب للعنف السياسي والعنف العسكري واعطت السلطة كاملة للعسكر وهمشت دور القيادات المدنية في الحياة العامة وفي ادارة شؤون الدولة والمجتمع.. وهذه الوظيفة التي وجدت الثورة نفسها غاطسة فيها بكل رموزها وعلاماتها وقواها برزت بعد سنة واحدة من الثورة حينما بدأت الطموحات الشخصية للقادة العسكريين  ذوات المرجعيات الملتبسة امثال عبد الوهاب الشواف والطبقجلي ورفعت الحاج سري وعبد السلام محمد عارف وغيرهم والتي دفعت جهاز الثورة وقادتها الى معالجات عسكرية خالصة من خلال قمع التمردات العسكرية، واحسب ان هيمنة النزعة العسكرية هي التي قادت فيما بعد الى محاولة اغتيال الزعيم ذاته وتصفيته فيما بعد، فضلا عن انها فتحت الجرح العربي الطائفي والقومي والسياسي على اقصاه، اذ استعرت مؤامرات الطوق العربي بكل ما اوتيت من قسوة لاسقاط الثورة وتخريب منجزاتها وتأليب بعض القوى السياسية والحزبية التي تدور في فلكها، فضلا عن تخريب النسيج العراقي المتنوع وتشكيل مجموعة من الاصطفافات التي ادت الى تمزيق الصف الوطني والسياسي والاجتماعي واسقاطه داخل اتون من الصراعات الدامية والشكوك والتخندقات التي افرزت فيما بعد منظومة كبيرة من الافكار والاتجاهات والمفاهيم اللغوية والفكرية الطاردة للاخر. كل هذا المآل والمخاضات والتصدعات التي حدثت في الجسد السياسي والثقافي العراقيين وضعت العصا امام الثورة بمفهومها كتغيير اجتماعي واقتصادي وامام قادتها كرموز للمجتمع والحكم، وربما التعمد في افشال أي نزعة لتشكيل مشروع وطني قد يرتبط بهذه الأحداث وتغييراتها وأنماط اصطفافها السياسي والديموغرافي الجديد، رغم ان المحيط العربي كان كله يمر بحراك تحرري سياسي ونضالي واسع وتحت يافطات وعناوين معاداة الاستعمار والرجعية، وهو ما كان يرفعه قادة 14تموز،  فضلا عن ان القوى السياسية التقدمية في هذا المحيط كانت في اغلبها تمارس نوعا من الاعلان الصريح عن توجهات الانعتاق من مهيمنات هذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram