لندن / بي بي سي كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ميجان واتسون لـ بي بي سي عن التفاصيل والملابسات التي أحاطت بعملية "تسريب" شريط إلى موقع ويكيليكس يظهر هجوما نفذته طائرة هليكوبتر أمريكية من نوع أباتشي على مجموعة من العراقيين في أحد أحياء بغداد عام 2007، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، من بينهم صحفي.
يواجه ماننج الآن تهمتين متعلقتين بنقل وبث المعلومات السرية بشكل غير مشروع.ففي رسالة بعثتها واتسون إلى بي بي سي عبر البريد الإلكتروني، قالت واتسون إنها تعتقد أن الجندي الأمريكي برادلي مانينج، الذي كان قد أبلغ عن الشريط المذكور، حصل على معلومات دبلوماسية سرية على الرغم من وجوده في قاعدة عسكرية ميدانية في العراق، مضيفة إن مانينج يواجه الآن تهمتين متعلقتين بنقل وبث المعلومات السرية بشكل غير مشروع.وذكرت واتسون أن مانينج، الذي كان يخدم في قاعدة هامر العسكرية الميدانية في العراق، قد يكون حصل على معلومات لا صلة لها البتة بالمهمة التي تنفذها الولايات المتحدة حاليا في تلك البلاد.rnمشاركة المعلوماتوأضافت قائلة: بعد أحداث الحادي عشر من أيلول من عام 2001، فهمت الوكالات على اتساع الحكومة الفيدرالية أن مشاركة أكبر بالمعلومات هي أمر حيوي لحماية مصالحنا الأمنية."وأردفت بالقول: كجزء من جهودنا الرامية لجعل معلومات وزارة الخارجية الأمريكية متاحة لمن لديهم حاجة مشروعة للحصول عليها، فقد أنشأنا مبادرة شبكة الدبلوماسية المركزية التي تسمح بتقاسم معلومات وزارة الخارجية عبر نظام شبكة "إس آي بي آر" (نظام بروتوكول الإنترنت السري) التابع لوزارة الدفاع، مبينة إن الدخول إلى النظام مسموح به فقط "لأولئك المستخدمين المدنيين والعسكريين الذين لديهم تصاريح أمنية مناسبة.""خرق الثقة"وختمت بالقول إن مانينج مشتبه بخرقه للثقة الممنوحة له" في هذا السياق.وذكرت الحكومة الأمريكية إن الجيش اشتبه بأن مانينج، البالغ من العمر 22 عاما، كان يقوم باستنزال المواد من على موقع شبكة "إس آي بي آر" العسكري الأمريكي.وأضافت قائلة إن ماننج دأب على تمرير المعلومات التي يحصل عليها إلى موقع ويكيليكس، بما في ذلك مقاطع الفيديو والرسائل الدبلوماسية.rnذكر للموقعلكن موقع ويكيليكس، الذي بثَّ الشريط المسرَّب في وقت سابق من العام الحالي، دأب بدوره على القول إنه الرسائل السرية ليست متوفرة لديه. كما أن اسم الموقع لم يرد في عريضة التهم الموجهة ضد ماننج.وقال المشرفون على الموقع إنهم لا يعرفون إن كان مانينج هو بالفعل مصدر المعلومات، لأنهم ببساطة لا يحتفظون بأي سجل شخصي للأشخاص الذين يستخدمون موقعهم. كما نفوا حصولهم على أي برقيات دبلوماسية.ونشر ويكيليكس مؤخرا رسالة على موقع تويتر جاء فيها: "إذا ما صحت التهم الموجهة لماننج، فإنه سيكون دانييل إيلسبيرج زماننا"، وذلك في إشارة إلى الخبير الاستراتيجي الأمريكي الذي سرَّب 7000 صفحة من وثائق بالغة السرية في محاولة لإيقاف حرب فيتنام.rnبلاغ واعتذاروكان أدريان لامو، وهو قرصان إلكتروني سابق، قد أبلغ السلطات الأمريكية بوضع ماننج، قائلا إن المحلل المخابراتي اعترف له في سلسلة من الدردشات معه عبر الإنترنت بأنه كان قد أرسل معلومات إلى الموقع الإلكترني المهتم بترويج ومتابعة الكشف عن المخالفات والانتهاكات.وأخبر لامو بي بي سي بأنه يود الاعتذار إلى مانينج، مضيفا بقوله: "ليس ذلك لقيامي بما قمت به، والذي أعتقد بصوابه لأنه يحمي أرواح النساء والرجال الذين يخدمون في القوات الأمريكية وقوات التحالف في الخارج، ولكن ما آسف له هو أنني لم أكن صديقا وفيا له. وختم بقوله لقد وضعت مصلحة المجموع فوق مصلحة فرد واحد.ويزعم الجيش في عريضة الاتهام المنقَّحة التي تورد تفاصيل التهم الموجهة ضد الجندي الأمريكي بأنه قد أرسل برقية إلى شخص غير مرخَّص له بتلقيها، إذ كانت مصنفة على أنها سرية وتخص وزارة الخارجية الأمريكية وتحمل اسم ريكيافيك 13.كما تقول الولايات المتحدة أيضا أن مانينج قد حصل بدون إذن أو ترخيص على 150 ألف برقية دبلوماسية أمريكية.rnتوجيه التهموكان الجيش الأمريكي قد وجَّه في وقت سابق من الشهر الجاري اتهاماته رسميا إلى مانينج شملت تهمة تحميل معلومات سرية وتسريبها إلى طرف ثالث غير مخوَّل بالحصول عليها.واعتُقل الجندي الأمريكي في بغداد في شهر حزيران، بعد شهرين من نشر شريط الفيديو المذكور.ولم يعلن الجيش الامريكي بعد طبيعة المعلومات السرية التي سربها مانينج، بيد أن تاريخ العملية المذكورة في لائحة الاتهام يتطابق مع حادثة هجوم الهليكوبتر الأمريكية في 12 تموز 2007.rnبيان عسكريووفقا لبيان سابق صادر عن الجيش، فإن مانينج متهم بارتكاب ثمانية خروقات للقانون الجنائي الأمريكي، وبأربعة خروقات أخرى للقوانين العسكرية التي تنظم التعامل مع المعلومات المصنفة تحت باب السرية في أجهزة الكومبيوتر.وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي، الليفتنانت كولونيل أريك بلوم، إن مانينج قد يواجه حكما بالسجن يتراوح مابين 50 و70 عاما، وذلك في حال تمت إدانته بكافة التهم الموجهة إليه.وأضاف بلوم قائلا إن الخطوة القادمة هي جلسة استماع تحت المادة 32 سيحدد في
الكشف عن تفاصيل عملية تسريب شريط صور قصف مدنيين ببغداد لأحد المواقع الإلكترونية
نشر في: 15 يوليو, 2010: 08:01 م