اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الـتـرجـمـة خيانـة.. القلـعـة البيضـاء أنـمـوذجـاً

الـتـرجـمـة خيانـة.. القلـعـة البيضـاء أنـمـوذجـاً

نشر في: 16 يوليو, 2010: 06:37 م

عبد الكريم يحيى الزيباريفازت بجائزة الإندبندت في دورتها الأولى لأفضل عمل مترجم إلى الإنكليزية، عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ، وقَّعَ القارئ الأوربي عقداً مع باموك في ميثاق تخييلي، لأنَّه استطاع بسلاسة أن يسبر أغوار المجتمع التركي،
 وما يعانيه من انزياحات هويته الضائعة بين العثمانيين والعثمانيين الجدد، بين تقاليد النظام الأبوي المحافظ، والحداثة الأوربية، واختلاط المفاهيم الثقافية والدينية. تبدأ الرواية بترجمة إيزابيل بعنوان مقدمة(لقد عثرت على هذا المخطوط في عام 1982 في ذلك الأرشيف المهمل بجوار مكتب رئيس مدينة جيبزي، الذي اعتدتُ أنْ أبحثَ فيه لمدة أسبوع من كلِّ صيف، وفي قاع صندوق مليء بالأوراق الرسمية، والمستندات الحكومية وأوراق ملكية العقارات والأحكام القضائية، وأوراق خاصة بالضرائب.. استرعى انتباهي الجلد الأزرق لغلاف الكتاب كأنني أحلم) أورهان باموق- القلعة البيضاء- ترجمة إيزابيل كمال- الهيئة المصرية العامة للكتاب- 2006- القاهرة- ص7. بينما في ترجمة عبدالقادر عبداللي بعنوان مدخل(وجدتُ هذا المخطوط في العام 1982 في قعر صندوق مليء بقرارات وسندات تمليك، وسجلات محاكم ودفاتر رسمية بنى الغبار عليها طبقة في أرشيف قائممقامية غبزة، حيث اعتدنا على قضاء أسبوع من كل صيف فيها، لفت نظري فوراً لأنَّه مجلد بجلد أزرق يذكرنا بالأحلام)أورهان باموق- القلعة البيضاء- ترجمة عبدالقادر عبداللي- دار ورد- 2001- دمشق- ص9. تقول مقدمة، ويترجم مدخل، تقول(اعتدتُ أنْ أبحثَ فيه لمدة أسبوع من كلِّ صيف)وهو أمرٌ غريب حدَّ اللامعقول، ويقول(اعتدنا على قضاء أسبوع من كل صيف فيها)تقول جيبزي، ويقول غبزة. وترجمت الرواية في 247 صفحة، وترجمَ هو في 150 صفحة. ثم اسم فاروق دارفينو جلو، الذي جاء متطابقاً، وهو اسم علم، يعمل في دوائر المعارف، ولاحظ بعض الاختلافات مع الواقع(في السنوات الخمس الذي تولى فيها كوبرولو منصب الصدر الأعظم شبَّ في اسطنبول حريق كبير أتى عليها، لكن لا توجد أدنى إشارة لتفشي وباء يستحق الذكر/ ترجمة إيزابيل كمال- ص3). وعن أهميتها يقول جلو(تحدثت عن قيمتها الرمزية، وعن صلتها الوطيدة بالحقائق المعاصرة، وكيف أنَّ هذه الحكاية ساعدتني على فهم ما نعيشه من واقع/ ترجمة إيزابيل كمال- ص5). (ربما يتساءل القراء عمَّا إذا كانت هناك أهمية خاصة للإهداء في مقدمة الكتاب، أظنُّ أنَّ إدراك أنَّ كل الأشياء ترتبط ببعضها، يمثِّلُ إدمان العصر/ ترجمة إيزابيل كمال- ص6). أما ترجمة عبدالقادر(لعل من سيجد الإهداء في البداية، سيسأل عما إذا كان له معنى خاص، أعتقدُ أنَّ من أمراض عصرنا، الرؤية أنَّ لكلِّ شيء علاقة بأيِّ شيء، ولأنني واقع بهذا المرض أنشر هذه الحكاية).وكلُّ هذا لا يقترب من ترجمة الشاعر فاضل العزاوي لعين العبارة التي اقتبسها باموك من موزيل("قال أولريش: أنتِ رائعة يا كلاريسا، كلُّ شيءٍ عندك هو نفسُ الشيء" روبرت موزيل- الرجل الذي لا خِصَالَ له.ورغم أنَّ باموك نوَّهَ بأهمية الإهداء في متن الرواية، ورغم أهمية الإهداء في نصوص باموك بشكلٍ عام، لأنه يستخدمه كوسيلة لتضليل القارئ، وإقحامه في دوامة العصر، فيهدي كل رواية إلى بطل أو بطلة رواية سابقة، لكن الهيئة المصرية العامة للكتاب لم تدرجه، فبحثتُ عن نسخة انكليزية، حتى علمتُ بأنَّ هناك طبعةٌ أخرى أصدرتها دار ورد في دمشق عام 2001 ومن ترجمة عبدالقادر عبدللي في 150 صفحة، وفي هذه الطبعة أدرجت الإهداء(إلى نيلغون دارون أوغلو الإنسانة الجيدة والصديقة الجيدة) بطلة روايته السابقة "البيت الصامت" وهي شخصية أسطورية التي تعيش في متون الكتب، بعيداً عن واقعها، يعتمد باموك في دواماته السردية على إعادة تكوين علاقات مختلفة بين الأشياء، وقريباً من العلاقات يقول أمبرتو إيكو(لم أشك أبداً في حقيقة الدلالات..ما لم أفهمه هو العلاقة بين الدلالات/ اسم الوردة- ترجمة كامل العامري- دار سينا للنشر- 1995- القاهرة- ص750). (لماذا من أجل أنْ تعرف ما يقوله كتاب، عليك أن تقرأ كتاباً آخر/ اسم الوردة- ص439). وهذه التي شرحها فلاديمير بروب في وظائفهِ (يُعطي الملِكُ نسراً للبطل، النسر يحمل البطل إلى مملكة أخرى..يلاحظ بروب..عناصر ثابتة ومتغيرة، فالذي يتغيَّر هو أسماء وأوصاف الشخصيات، ولكن أفعالهم ثابتة) د.حميد الحمداني- بنية النص السردي- المركز الثقافي العربي- ط3- 2000- بيروت ص24. وعن هذه العلاقات يقول بيركلي(إنَّ طعم التفاحة ليس في التفاحة نفسها- فالتفاحة بذاتها لا طعم لها- وليس في فمِ مَنْ يأكلها، وإنما الطعم في التواصل بين الاثنين)بورخس- صنعة الشِّعر- ترجمة صالح علماني- المدى- 2007- دمشق- ص15.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram