طوال عهد الاستبداد المدفور، كان مقررا تدريس افكار ومعتقدات (النظرية القومية) التي شكلت جوهر الايديولوجيا الشوفينية لعصبة البعث الحاكمة، في المراحل التعليمية معظمها، وكان وظيفة القيمون عليها غسل الادمغة الغضة لاجيال من الطلبة، الذين حتى بعد تخرجهم وتسنمهم وظائف عامة، مازالوا يعتقدون ان العراق ليس سوى قطر بمعية اقطار تشكل امة،
وتلك الامة امست كتحصيل حاصل اهم من اقطارها كافة، اما المواطنة فقد غيبت حتى في اثناء حروب الطاغية التي اشعلها (دفاعا عن الامة وشرفها) كما روجت ماكنته الدعائية. وسالت انهار الدم العبيط مدرارا، مثلما اهدرت مقدرات العراق الاقتصادية والعلمية والثقافية في خدمة تلك الامة، حتى وصل الامر الى ان النظام كان يضع ابناء تلك (الامة) في المرتبة الاولى في سلم المفاضلة، ماأنعكس بالتالي شعورا دونيا مترسبا في لاوعي شرائح لابأس بحجمها من تلك الاجيال.لقد تعرضت الكثير من الثوابت التربوية والاخلاقية بنحو خاص والثقافية بنحو عام، لدى تلك الشرائح الى التهديم المبرمج من قبل سلطة الاستبداد، حتى امسى وضع الشعور بالانتماء للمواطنة محبطا، ولذا بات على المتصدين للتربية والتعليم ومن ثم الثقافة واجب مقدس حقا من اجل اعادة الاعتبار للمواطنة والوطن. المحرر
انتباه
نشر في: 16 يوليو, 2010: 07:02 م