باسم عبد الحميد حموديفي الثالث عشر من تموز 1958 وفي الساعة السابعة مساء بدأت محاضرة  د. علي الوردي في حديقة جمعية خريجي الجامعات الأمريكية ببغداد عن ( شخصية الفرد العراقي وعملية التناشز الاجتماعي), وهو الموضوع الأثير لدى الوردي والذي قامت عليه مجادلاته الاولى, منذ محاضرته الأساسية التي القاها على تلامذته طلبة كلية الآداب ومن حضر معهم من أساتذة الى بحث فيها بعض ظواهر التفسخ  في مكة قبل البعثة المحمدية,  كان ذلك في الثامن والعشرين من شباط 1955 .
 وبقدر ما أثارت محاضرة الآداب من أصداء ومشكلات ولجان تحقيقية مع الوردي الشاب يومئذ  , لم يلتفت أحد صباح 14 تموز 58 الى أصداء محاضرة الوردي في جمعية الخريجين (صار أسمها هكذا) لأن 14  تموز   حل ببغداد وحل معه عهد جديد , لكن النقاشات التي اعقبت محاضرة تموز كانت مثمرة قادتها مجموعة ماركسية تصدت للوردي تحت مقولة حتمية التغيير الاجتماعي في أي مجتمع عندما تتكفل التجارب الاجتماعية بالتغيير في المجتمع الذي ينبغي أن يحل تناقضاته  بالثورة على ناهبي فائض القيمة وعلى سلطة رأس المال بتحقيق حلم  الكادحين  . لم يتحقق حلم أي كادح بعد كل هذه السنوات   وبقيت مقولات علي الوردي في ربط عملية التغيير لا بالتحولات الاقتصادية فقط بل في تغيير البيئة الاجتماعية وتحقيق العدل ونسبية هذ1ا التحقق  , بقيت حلما قريبا من التحقق  رغم ارتفاع نسبة التناشز السياسي  (هذه المرة) بعد قيام الثورة.تلامذة علي الوردي , استاذ علم الاجتماع واول من كتب تاريخ العراق الحديث اجتماعيا يحتفون بذكراه هذه الأيام  فقد صادف ان توفى الوردي يوم 13 تموز 1995 بعد ان قدم دراساته التي لا تنسى والتي اثّرت في توجيه أجيال واجيال فهو علامة جهد التحديث في الحياة السياسية والاجتماعية العراقية الحديثة.