TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > والمدارج أسفٌ مؤجل.. جنوني خلف امرأة من عسل

والمدارج أسفٌ مؤجل.. جنوني خلف امرأة من عسل

نشر في: 17 يوليو, 2010: 04:54 م

محمود النمرلا يقطف الشاعر ثمرات الكلمات الا حين يدرك انه لامناص من الكتابة والدخول في غابة الشعر المنقطعة او المجتزأة من عالم  - فيزيقي – مادي - ليدخل الى عالم غير مادي   – متيا فيزيقي -  ويمسك حزمة من ضوء ، وينثرها بوجه الظلام ...اولا  ًليعري بها الأقنعة المزيفة ،ويعبر الى جهة النقاء الروحي معلنا للعالم ان كل التواريخ التي لا تكتب الفجيعة،
 ولا تدرك متى تكتحل عيون الفقراء بالفجر، انها مجردة من الحقيقة ومكتوبة بالخديعة والزيف ،ولا تمت إلا لمن حاولوا أن يضللوا الناس، وما أكثر الذين يهربون من الحقائق الدامغة . رحيل/ التواريخ/ مرت عليك/ كنوزا من الضوء/ لكنها/ بعد موتك أغلقت الباب/ ثم خبت في الكلام... انها لم تعد/ بعد قبرك /صالحة / للذي ضل من البشر .والثانية  ان الشعر يقلب المعادلات ويخلق عوالم افتراضية لا تتوافق مع الرتابة والاستنتاجات المسجلة سلفا ،لذلك يحق لنا ان نطلق عليه صفة (المشاكس او المتمرد ) فهو في حالة توجس وحذر، ويعتمد على قلق الشاعر الذي لا يستكين للمؤثرات التي تحاول ان  تملي عليه او تريد ان تستنطقه ُ بتأثيرات مضللة  للحدث الآني  في خلق لحظة الكتابة ،وهذا ما لا يحدث عند  الشاعر الذي يمسك الرغبة بالكشف لا بالخوف ،الشاعر يطرق على الخوف بتوجسات الحقيقة فهو مكتشف / غير مؤتلف / مستيقظ  غير محبط / متوار ٍ غير مهزوم /  يرى ... ولكن بقوة الضوء.غناء / أزف مدني للخسارات/ وانحني لحملها وحملها /واصحب نفسي مكابراً/ في جولة مرة حرة /خلف الصفيح المعلب للآدميين/ ارشف عماهم وغناهم/ في بارٍ معتق بالرؤى .في قصيدة  ( أسئلة غير منقلبة ) يطرق بلغة الحب أبواب مغلقة تحترق !! / سماؤك موتي / وكانت قبيل احتراقي / مجرات صمت تفوح / بها سحنة تعلك اللحظات . ويستمر في تزاحم الصور المغرية  والفاضحة للألم في لحظة  واحدة ٍ،يوزع اللغة الخاسرة بلا مبالاة ويترك الأسئلة منقلبة في حين يدعي الشاعر عبد القادر جبار في عنوان القصيدة غير ذلك وهذه قصدية لإيهام القارئ على عدم الانكفاء في لحظة اليأس، وهو إحباط مشترك في الكتابة والنكوص الذاتي المقترن بالشعور بالأزمات المزمنة / أكان جنوني شراعا ؟ / يقود المدار اليك /الى وردة مرة ٍ / كلما نضجت دمعة في صباحاتها / شهق / لماذا يشم المساء شتائي / وأنفك مازال / يمضي سكاكين وجدٍ بجلدي .ويؤكد الشاعر عبد القادر جبار على ان قلب الشاعر يختزل  السنوات ولا ينسى ان يتخلى عن الحب الذي يشكل المحور الأساس في صياغة الحياة وخاصة عند الشاعر،لذلك ترى عين الشاعر تطوف عبر هذا المنحى دون ان تتخلى عن مؤثراتها التي تثير فيها النزعات الايروسية في التحام الجسدين والانغمار في عالم لا مثيل له في قصيدة – تنويعات لامرأة المطر - / اللحن  المنسكب الآن على زهرتك المروية بالحلم .. جنوني / الوجد المشتعل الان  على غرتك المزهوة بالشمس .. شجوني / ولأنك بوح السنوات / حكتني عيوني / لغة  تختصر الروح وراء ظنوني / يا إمرأة الغيم  / ورائحة الشمس /  وقداح الوقت / وذاكرة الهمس . تقترب هذه القصيدة من لغة التفعيلة ،بحيث تفضح  هذه القصيدة نفسها أمام الكلمات ، ولا تتقيد بلغة الحبكة المفبركة ،وهنا يمنح الشاعر نفسه صفة الظل الوافر في طريقة منح القصيدة لغة ممغنطة تجذب من يقرأها بلا مواربة او قناع وتبدو رصينة اللغة وتختلف في معالجتها لفهم العلاقة ما بين حبيبين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram