اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات (المدى) في باريس .. السين فـي عيون الطين

يوميات (المدى) في باريس .. السين فـي عيون الطين

نشر في: 17 يوليو, 2010: 06:55 م

باريس/ يوسف المحمداويقلنا في الحلقة الأولى ليوميات (المدى) والتي كانت عن يوم الموسيقى العالمي، حيث إننا نحتاج هناك الى أكثر من دهشة وذهول وعيون ولكننا اليوم نحتاج لأكثر من جنون لنتعقل ونحتاج الى أضعاف.. أضعاف صبر أيوب حتى لا نلعن من أساء ودمر البلد وما أكثرهم، الغريب أن دقات قلبي ثابتة ولم استثمر عويلي جيداً، قررت الصمت تماماً وتركت الحديث للأشياء، تمنيت أكثر من عين لأرى بها..
 كان العزيزان نبيل وباسكال هما عيني ولساني في البرنامج الرائع الذي أعدته وزارة الخارجية الفرنسية لنا مع سفارتها في بغداد، أما الآن فقد وصل أخي كاظم المقيم في السويد لألتقيه بعد فراق طويل ليكون رفيق رحلتي ومترجمي، لاسيما وان لديه ماجستير في اللغة الفرنسية وهي معادلة بالطبع لشهادة ضلوعي باللهجة المحمداوية التي لم أضف إليها من خلال رحلتي غير الـ(بنجور) و(البنسوار).rnقال لي كاظم وهو الذي يعرف باريس بعد أن أقام فيها فترة: إذا أردت أن تطلع على باريس حقاً يجب عليك التعرف عليها من خلال رحلة في نهر السين، وفعلاً توجهنا في صباح باريسي مشرق الى محطة رسو المراكب واليخوت وقطعنا التذاكر وصعدنا الى يخت أبيض مؤلف من طابقين.. جلسنا في الطابق الثاني، كان الوقت يشير الى منتصف الظهيرة وكانت درجة الحرارة يومها مرتفعة جداً حيث بلغت (22) درجة مئوية، وفي بغداد تجاوزت ذلك اليوم الـ(50) درجة، إيماناً من احكام الجو والساسة أن يكون ارتفاعها موازياً لارتفاع حمى التنافس على منصب رئاسة الوزراء بين الكتل السياسية.rn(32) جسراً على النهرصعدت معنا أجناس مختلفة من جميع القارات، رجال وأجساد فاتنة تغطيها أشباه ملابس ملونة دليلتنا التي تجمع ما بين لون الورد ولون العنبر تقدمت عنق اليخت، جلست هناك معلنة بداية رحلة الحلم.. هذا هو نهر السين يربط ضفتيه 32 جسراً بعضها تجاوز عمره الثلاثة قرون ـ يبلغ طوله 775 كم،ينبع من فرنسا نفسها ويصب في القنال الانكليزي ويعتبر النهر من أهم الطرق التجارية، فضلاً عن كونه مصدر جذب سياحي وبالذات في العاصمة باريس التي يشطرها الى قلبين من على بعد (378) كم من منبعه.. انطلق بنا  اليخت الذي يطلق عليه عادة اسم "باتيموش" وكم من باتيموش مذهل مر بنا من هناك وكأنها نوارس تغازل أمواج السين. نطقت مرشدتنا (لورا).. هذا هو متحف اللوفر أجمل متاحف العالم بلا شك، وكيف لا وهو يحتضن بين قاعاته معظم آثار ورموز الحضارات الإنسانية، المساحة المخصصة للعرض تبلغ الآن (60) ألف متر مربع تضم أكثر من (35) ألف لوحة وتحفة أثرية ويعمل فيه أكثر من ألفي موظف، ومن أهم لوحاته (الموناليزا)، فضلاً عن كونه يحتضن أول تشريع قانوني متمثلاً بمسلة حمورابي وتمثال ربة الجمال وغيرها، إطلالته على السين تعطيه بهاءً أكبر، ولكنكم- والحديث للمرشدة- ستحتاجون الى أيام حتى تستمتعوا وتستكملوا زيارة جميع مقتنياته.rnمن دائرة الحسابات الى متحفاجتزنا اللوفر والجسر الملكي الذي بناه الملك لويس الرابع عشر قبالة القصر الملكي الذي أنشأه فيكتور لاين عام 1900م  لنجد أنفسنا قبالة متحف اورسي الذي يضم في قاعاته ما يقارب الـ(4000) عمل فني لعدد من الفنانين العالميين من أمثال (سيزان، مانيه، فان كوخ، غونمان) وتلك الأعمال والتحف موزعة على ثمانين قاعة بنيت على مساحة (16) ألف متر مربع، المتحف كان مجرد إدارة للحسابات أحرقها المتمردون أثناء أحداث عام 1871، وها هو الآن متحف يقف شامخاً على ضفة النهر مواجهاً بموقعه وتحفه متحف اللوفر في الضفة المقابلة ليحفظا للبشرية قلائد إبداعاتها ونفائس حضاراتها عبر التاريخ.تركت النهر وأخي ودليلنا ولورا والجميع وعدت الى بلدي مستثمراً أساي بأعلى صيحاته، هنا دوائر مدمرة تتحول الى متاحف ونحن متاحفنا دمرت ومقتنياتها نهبت (16) ألف قطعة أثرية مفقودة وتعدد السراق والنهب واحد.. لماذا؟ لم أجد جواباً مقنعاً غير أن أقول.. (للحرام أحكام).rnحجارة الباستيل تتحول الى جسرعدت الى لورا ولم يفتني من حديثها كلمة ما دام جهاز التسجيل بيد أخي الذي يقوم بالترجمة مباشرة، هذا هو جسر الكونكورد الذي تم بناؤه عام 1889 بعد الثورة من حجارة سجن الباستيل، ويقودك هذا الجسر الى ميدان الكونكورد الذي يقع بالقرب من مقر الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ اللذين يشمخان في قصر لوكسمبرغ، وشهد ميدان الكونكورد أحداثاً تاريخية مهمة منها تنفيذ حكم الإعدام بالملك لويس والملكة ماري أنطوانيت، وتم إعدام ما يقارب الـ(125) شخصاً على الجسر وبإزالة المقصلة مع انتهاء تلك الحقبة الدموية عام 1795 سمي بهذا الاسم الجديد الكونكورد وتعني (الود).ومع انسلال المركب تحت أي جسر كانت التحيات بجميع لغات العالم تملأ آذان الراكبين ليردوها بأجمل منها للواقفين عشقاً على الجسور أو المخمورين بمتعة الضفاف.rnتمنيت العمىيخوت جميلة بألوانها بتصاميمها كانت تملأ النهر، بعضها ينتظر دوره في المرحلة وأخرى انطلقت بعشاق النهر باتجاه جنة الله على الأرض، وكل باتيموش أو مركب يستوعب ما بين 200-300 راكب، وهناك دليل في كل باتيموش يقوم بالتعليق على جميع المواقع والآثار ومجهزة أيضاً بالمصابيح والأضواء الكاشفة أثناء الرحلات لتتراقص أضواؤها كالأقمار في النهر.وأنا أنظر الى نهر يضحك بكلتا ضفتيه محتفياً بالمراكب والراكبين.. تمنيت في وقتها نعم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram