بغداد/ علي الكاتب لايزال المواطن يعاني من ظاهرة التلاعب والغش باسطوانات الغاز، وتعود أسباب رداءة نوعيتها للممارسات التي ينتهجها بعض العاملين في معامل تعبئة الغاز الأهلية والحكومية على حد سواء والتي تسببت بحوادث مؤسفة راح ضحيتها العديد من المواطنين الأبرياء ، فضلا عن الأضرار المادية الكبيرة الناجمة عنها.
وقال احمد زكي 42 عاما هناك اسطوانات لا يتم تعبئتها بصورة جيدة حيث يتسرب الغاز من الاسطوانة بعد مرور بضعة ايام على استخدامها ، كما ان بعض الاسطوانات تخلو من الابرة الموجودة في فوهتها نتيجة تعرضها الى الكسر من دون اهتمام العاملين في محطات تعبئة الغاز الاهلية والحكومية الى إصلاحها . واضاف : ان المواطنين يعانون من ظاهرة الغش التي يمارسها الباعة الجوالون وصارت ظاهرة مزمنة لن تحل على المدى القريب ،حيث يقوم هؤلاء ببيع الاسطوانات المستخدمة من دون وجود (الاختام) التي كانت تغلف بها رؤوس الاسطوانات وهي احد اسباب تفشي ظاهرة التلاعب والغش الذي يمارسه باعة الغاز فضلا عن عدم وجود (الواشرات) المطاطية وسحبها من قبل الباعة ذاتهم مما يتعذر على المواطنين استخدامها بأمان.وتابع : وعدت وزارة النفط باتخاذ الإجراءات القانونية المطلوبة بحق الأشخاص للحد من حالات التلاعب والغش الحاصلة في معامل تعبئة الغاز الأهلية والحكومية التي تخالف التعليمات الصادرة منها حيث تتضمن تلك الإجراءات تدقيق وضبط أوزان الغاز بعد الانتهاء من تعبئتها ضمن الحد المسموح به وفحصها من قبل أجهزة التقييس والسيطرة النوعية وكذلك فرز الأسطوانات الناضحة قبل وبعد التعبئة والقيام بفحص تلك الاسطوانات وتصليح الأسطوانات المتضررة، والإعلان مرارا وتكرارا عن خططها في استيراد و إدخال اسطوانات جديدة الى الخدمة والمتضمنة مواصفات فنية متطورة حديثة، إلا ان ما موجود على ارض الواقع يختلف تماما مع هذه الوعود و ما تعلن عنه الوزارة. فيما يقول زاهد عبد الله موظف متقاعد: ان معظم (الواشرات) المعروضة حاليا في الأسواق غير صالحة للاستخدام لكونها غير مطاطية ويقوم الباعة بتقطيع الأنابيب البلاستيكية وبيعها على الناس على أساس انها واشرات وهي في الحقيقة غير صالحة للاستعمال وغير مأمونة وتؤدي إلى تسرب الغاز والى حدوث ما لا يحمد عقباه، لاسيما ان هناك عددا من اسطوانات الغاز التي تباع وهي تنضح وتتصاعد منها رائحة الغاز الكريهة والخطرة على صحة وسلامة المواطن، وبالتالي لا تعمر سوى يوم او يومين، في حين ان باعة الغاز الجوالين يقومون برمي الاسطوانات من السيارة الى الأرض مما يؤدي الى الاضرار بالاسطوانة واعوجاج غطائها الدائري الذي يؤدي إلى عدم فتح مفتاح الغاز في فوهة الأسطوانة وبالتالي عدم الاستفادة منها في المطبخ.ويضيف كما نرى باعة الغاز يستخدمون منبهاً يمتاز بصوته العالي مما يزعج المواطنين اثناء تجوالهم في الأزقة ومعظم الاسطوانات غير نظيفة في صورة تعبر عن الممارسات الخاطئة من قبل باعة الغاز في البيع بخلاف ما نشاهده في بقية البلدان ودول الجوار حيث تقوم سيارة (بيك اب) محملة باسطوانات الغاز بالتجوال وهي تستخدم الموسيقى بدل المنبه المزعج وعندما يروم احد المواطنين شراء اسطوانة فان سائق السيارة يهبط منها ويحمل اسطوانة الغاز ويدخل بها الى البيت حيث يستبدل بها الأسطوانة الخالية ويقوم بتركيب اسطوانة الغاز الجديدة بالطباخ ويقوم بفحصها جيدا قبل ان يغادر، كما ان جميع اسطوانات الغاز التي يبيعها جديدة ومصبوغة باللون الاخضر وهناك محال في دول مجاورة ايضا خاصة لبيع الغاز بالقرب من البيوت مفتوحة ليل نهار بإمكان المواطن شراء اسطوانة الغاز بكل سهولة وهو مطمئن غاية الاطمئنان بان تلك الاسطوانة مملوءة بالغاز وصالحة للاستخدام وهناك في الدول المتقدمة انابيب الغاز الممتدة الى البيوت كامتداد انابيب الماء.ويقول مواطن آخر ان وزارة النفط أعلنت في وقت سابق عن استيرادها لأكثر من مئة ألف اسطوانة غاز بلاستيكية وزعت على المواطنين في خطوة من شأنها التخفيف عن كاهل المواطن بسبب ثقل وزن الاسطوانات الحديدية المستخدمة حاليا فضلا عن قدمها وتعرضها للتلف، و انها تمتاز بالقوة والمتانة وخفة الوزن ولا يمكن أن تنفجر في حال تعرضت لضغط كبير، والحقيقة بعد تجربتها من قبل أناس عدة وفي مناطق مختلفة أثبتت خلاف ماصرحت به وزارة النفط إذ أن القنينة البلاستيكية لا تمتاز بمواصفات المتانة والجودة وتسرب الغاز دائما.
أسطوانات الغاز.. بين رداءة الصنع وغش الباعة
نشر في: 17 يوليو, 2010: 07:35 م