طه كــمر ظهر فريق الشرطة بكرة القدم هذا الموسم بمستوى متذبذب برغم استقطابه للاعبين من الطراز الجيد ولهم من الخبرة الدولية ما يجعلهم يتفوقون على أقرانهم في بقية الأندية بحيث راهن عليهم المتابعون قبل انطلاق عجلة الدوري لهذا الموسم الا ان الجميع صدموا بحقيقة مرّة مفادها ان الفريق لم يقوَ على مجابهة فرق صعدت توا لدوري الدرجة الممتازة
ولا تمتلك من الإمكانات ما يضاهي إمكانات فريق الشرطة بحيث تعادل الشرطة مع فريقي الحدود والكرخ وخسر الثالثة مع كربلاء وأصبح موقفه على كف عفريت فمن ثلاث مباريات كان المفروض ان تحسم نتائجها لصالحه حصل على نقطتين فقط واختلفت الآراء بشأنه وابتدأت الإشاعات تطلق هنا وهناك وتذمر جمهوره الذي عانى ما عاناه جراء تذبذب هذا المستوى الذي استمر طيلة مرحلتين كاملتين ما بين مد وجزر ولم يستمر لمباراتين اثنتين بمستوى ثابت فكان متأرجحاً خصوصا في مبارياته التي يلعبها خارج أرضه وتحديدا مع فرق المحافظات نراه يفرط بنقاط المباراة الثلاث ويعود خالي الوفاض وأحياناً يحصل على نقطة يتيمة من خلال تعادله مع ذلك الفريق وأصبحت فرق المحافظات بعبعاً مخيفاً لهذا الفريق على العكس من بقية الفرق الجماهيرية التي تجعل من رحلتها أحيانا نزهة وتجعل نقاط المباراة في جعبتها بكل حال من الأحوال لكن فريق الشرطة أصبح يمني النفس بالحصول على ثلاث نقاط من أضعف فرق المحافظات لا سيما هذا الموسم الذي استسلم جمهوره الوفي الذي آزره كثيرا لهذا الواقع المرير بعد أن استبشروا خيرا عندما علموا بأن سامال سعيد وخلدون إبراهيم واوس إبراهيم واحمد كاظم ووسام كاظم واسعد عبد النبي وحسين كريم وغيرهم من اللاعبين الكبار قد وقّعوا لتمثيل فريقهم الكروي وتوقعوا ان القيثارة الخضراء ستعيد الى الأذهان ألحانها الشجية على أيدي أمهر العازفين لكن جاءت الحقيقة مخالفة لكل التوقعات التي ذهبت أدراج الرياح وتفرّقت أوراق الفريق وضاعت على اللاعبين طرق النجاة من الخطر الذي داهمهم وأصبح يخيم على تفكيرهم ومن خلفهم من إدارة وملاك تدريبي وجمهور كبير بحيث أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من عدم تأهلهم الى دوري النخبة لملاحقتهم من قبل فريقي نفط الجنوب والميناء لتقارب حصيلتهم من النقاط لتنفض ادارة الفريق غبار الإخفاقات وتراكماتها وتتخذ قرارا باناطة المهمة التدريبية بالحكيم الذي استنفر كل طاقاته النظرية والعملية وجندها لخدمة أهل القيثار وما طرق أسماعنا انه قد وقع على بياض لخدمة أهل القيثارة.. من دون ان يحصل على اي مقابل وهذا لا يعني انه اصغر من هذه المهمة ، بل العكس من ذلك فهو المعروف بحنكته التدريبية التي من خلالها قاد فرقا كبيرة ومنتخبات وطنية وأوصلها الى مراحل جيدة من الإعداد الفني والفكري .وعذرا للمدرب القدير رحيم حميد الذي لا أريد ان احمّله ما وصل اليه فريق الشرطة لكن هناك جانباً مهماً يجب ان نؤمن به هو التوفيق والحظ فالرجل قدّم كل ما عنده وأدى ما عليه لكن الحظ وقف حائلا دون وصوله الى مبتغاه فحظا أوفر لهذا المدرب وتحية له لما يتمتع به من أخلاق عالية ودراية في مجال العمل التدريبي الذي عبّر عنه بهدوئه الذي من خلاله تعامل مع الاحداث بعقلانية كبيرة .والف تحية الى المدرب حكيم شاكر الذي سحب البساط من تحت أقدام شنيشل وأوديشو في ظرف صعب جدا بحيث لم يختلف إثنان على هزيمته أمام هذين الفريقين وهو يقود فريق مشتت الفكر فاقد الثقة بالنفس مهزوز جدا لا يقوى على مجابهة اضعف الفرق الا ان شاكرا استطاع تحقيق انجاز عجز عن تحقيقه كل من درب هذا الفريق من خلال تفوقه على فريق الطلبة المستقر فنيا وعاد ليهزم الديوانية ويضمن التأهل الى دوري النخبة في وقت قياسي جدا ليعود مرة اخرى ويكمم أفواه كل من شكك بقدرته وقال انه الحظ والصدفة جعلاه يتفوق على الطلبة ليعود مجددا ويهزم بطل الدوري لثلاثة مواسم في عقر داره وأمام آلاف المشجعين الذين غصت بهم مدرجات فرانسوا حريري ليقول الحكيم كلمته في هذه المباراة بعد ان فرض على لاعبيه خطة لعب حديثة تمكنوا من خلالها كسب نقاط المباراة وفرضوا جدارا حديديا على مرماهم عجز جميع الدوليين من اختراقه بحنكة هذا المدرب الذي تعامل مع قرار طرد مدافعه سامال سعيد بكل ثقة واستطاع تعزيز الخط الدفاعي بحيث لم يؤثر ذلك النقص العددي لينبري السفاح الجديد يونس شكور ويسدد كرة ولا أروع منها إلى يمين الحارس الكبير احمد علي الذي عجز عن ردها لتعانق شباكه معلنة تفوق الشرطة .فأود ان أذكّر القائمين على الكرة العراقية ان يضعوا بنظر الاعتبار هذين الإسمين حكيم شاكر ويونس شكور ويضعانهما في خانة المتفوقين .
بصمة الحقيقة..تحية لشاكر وشكور
نشر في: 19 يوليو, 2010: 06:20 م