نجم والي على الأقل منذ لعبة فريق المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم ضد منتخب غانا في مسابقات كأس العالم الأخيرة أصبح بالنسبة للألمان السؤال عن إسم أفضل لاعب ألماني في فريقهم محسوماً، إنه ليس غير: كلاوديمير جيرونيمو باريتو،
خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين تابعو اقبل ثلاثة أسابيع اللحظات القليلة التي سبقت إطلاق صفارة الحكم للإعلان عن بداية المبارة، عندما وقف اللاعبون يهتفون النشيد الألماني،أغلبية هؤلاء تحدثوا للصحافة الألمانية عن فخرهم بلاعب المنتخب الوطني الألماني الجديد كاكو، لأنهم رأوا في اللقطة الكبيرة الكبيرة (الزوم)كيف إن قلب الهجوم في فريق المدرب الألماني يواخيم لوف، كاكاو، كما يطلق على اللاعب البرازيلي الأصل المولود قريباً من مدينة ساو باولو البرازيلية، أنشد وبحماس النشيد الوطني الألماني. "أنا ألماني"، قال كاكو للصحفيين في حينه، ثم لكي يؤكد ذلك أضاف: "أنا ألماني من القلب"."اشعر كما لو أني ألماني"، جملة شبيهة صرح بها أيضاً لاعب المنتخب الألماني الآخر مسعود أوزيل التركي الأصل، رغم أن ترديده لها مئات المرات وبمناسبات عديدة، لم يمنع الصحفيين الألمان من تكرار سؤالهم له: "هل تشعر بالفعل إنك ألماني؟". ولكي يقدم أوزيل الدليل النهائي الذي يعبر عن إخلاصه لوطنه الجديد سجل في لعبة غانا تلك وبضربة قدمه اليسرى الهدف الذهبي الذي قاد ألمانيا إلى دوري الثمانية والذي جعل كل ألمانيا تهتف له. في شارع الكودام، وسط مدينة برلين مثلاً سمع المرء للمرة الأولى ألمان يهتفون باللغة التركية. في اللعبتين اللتين لحقتا ذلك للفريق الألماني، ضد انكلترا ثم ضد الأرجنتين لم يخيب لا أوزيل ولا زملاؤه "الألمان الجدد" الآخرون ظن الجمهور الألماني.لكن تلك هي لم تكن مشكلة الألمان وحسب، بل هي مشكلة بقية العالم أيضاً. إنها ظاهرة جديدة وعلى العالم أن يعتاد عليها أولاً، أقصد أن يعتاد على هذا الشعور الجديد الذي يقترب من الفولكلور والذي تترسخ فيه تقاليد جديدة للعبة كرة القدم في ألمانيا، وكما لاحظ العديد من المعلقين والمراسلين الصحفيين الألمان في عواصم عديدة من العالم، خصوصاً أولئك الذين بعثوا برسائلهم الصحفية من جنوب أفريقيا أثناء مسابقات كأس العالم الأخيرة، كيف إن الجمهور هناك نظر لما جرى في صفوف المنتخب الوطني الألماني بعيون الدهشة. مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية مثلاً تحدث كيف أن عاملة الفندق الذي أقاموا فيه، الجنوب افريقية لم تستطع تصديق عينيها،عندما رأت لاعبين "المان" ببشرة سمراء وعيون سوداء، فهي لم تستطع إخفاء دهشتها، أمر جعلها تسأل المراسلين الصحفيين أثناء تقديم الفطور لهم وهي تهز رأسها، "ألم تكونوا أنتم الألمان سابقاً طوال القامة، ضخام الجثة شقر، ألم تكن أسماء لاعبيكم هانز وفريدريش؟" دون أن تدري طبعاً، إن أحد لاعبي المنتخب الوطني الألماني الحالي اسمه بالفعل فريدريش، لكن لعب فقط في خط الدفاع حيث يلعب ثلاثة لاعبين معه، أما في منطقة الوسط والهجوم، هناك حيث تُسجل الأهداف أو حيث تحتاج الأهداف لكي تهز شباك مرمى الخصم إلى شيء من الخيال والمهارة، لعب وبشكل يقترب من السحر ألمان جدد.أتذكر كيف أن أحد الأصدقاء الأسبان علق أثناء مشاهدتنا للعبة الفريق الألماني ضد فريق غانا قائلاً، "كما يبدو إن لاعبهم البرازيلي يفهم جيداً ما هي كرة القدم"، ليجيبه ضاحكاً صديقناالألماني الذي شاركنا في جلستنا، "نعم ليس لاعبنا البرازيلي وحسب يفهم في كرة القدم، بل بقية لاعبينا الآخرين أيضاً، البولندي والتونسي، الغاني وساحل العاجي، الروسي والإسباني والتركي"، ثم ليوضح لصديقنا الأسباني، "لكن هؤلاء في حقيقة الأمر الألمان الصحيحون، حتى إذا بدا الأمر للوهلة الأولى غريباً لبقية العالم"، بالفعل تلك حقيقة لا حاجة للصديق الألماني التأكيد عليها، فللمرة الأول في تاريخ كرة القدم الألمانية، لم تعد اسماء لاعبي الفريق الألماني فرانتز بيكينباور، جيرد مولر أو سيب ماير، إنما كاكاو، بودوليسكي، خضيرة، بواتينغ، أوغو، تاسكي، غوميز وأوزيل."مسعود"، كما صرح المدرب الألماني يواخيم لوف للصحفيين، "يتطابق بصورة مثالية مع التصور الذي أملكه عن كرة القدم. إنه يأخذ الكرة في حركة دائرية ويحولها التحويلة القاتلة وبمستوى عال". بحماس ضمّ مدرب الفريق الألماني اللاعب القصير القامة التركي الأصل والذي يتمتع بمهارة عالية إلى صفوف الفريق الألماني وهو الأمر ذاته الذي فعله مع اللاعبين الآخرين القادمين من جذور غير ألمانية. "بهذا الشكل يجلب العمل السعادة"، قال لوف في مؤتمره الصحفي، "في الفريق تبزغ فجأة طبائع جديدة، ثقافات أخرى"، تضاف إلى الفضائل الألمانية التقليدية، الإنضباط والعمل والطاقة بالكفاح حتى النهاية.من الطبيعي ان ما يحدث في ألمانيا يثير الريبة، فأن يلعب في صفوف المنتخب الوطني الألماني سبعة لاعبون ينحدرون من عوائل مهاجرة ليس أمراً "بريئاً" له عل
منطقة محررة ..أسطورة الألمان الجدد
نشر في: 19 يوليو, 2010: 06:26 م