اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد إن أصاب سوقها الكساد..الانتيكات بين الأمس واليوم

بعد إن أصاب سوقها الكساد..الانتيكات بين الأمس واليوم

نشر في: 19 يوليو, 2010: 06:29 م

بغداد / شاكر المياح عالم الانتيكات عالم رائع وجميل وساحر يجمع بين التراث والجمال وعبق الماضي، او ربما يشكل لوحده تاريخ وثقافة واذواق الشعوب ومدى تحضرها وتطور مدنياتها واقتصادياتها ورخائها وفنونها وثقافاتها واتصالها ببعضها،إلى جانب كونها عناصر جذب سياحية وتجارية،
 ففي العراق كانت الانتيكات تجارة مزدهرة ورابحة وتلقى رواجا وإقبالا كبيرين،ويكاد لا يخلو بيت من البيوتات العراقية المعروفة منها وخاصة تلك المصنوعات النحاسية والفضية والخشبية فضلا عن السجاد النادر، غير ان الاضطرابات السياسية والاجتماعية والحروب والعنف جعلها تنحسر وتتراجع وتنكفئ وتضيق رقعة تداولها والاهتمام بها، ناهيك عن تراجع الذوق العام للمجتمع الذي تردى الى حد كبير. (المدى) كانت لها جولة بين ما تبقى من محال سوقها المقابل للمدرسة المستنصرية فشكلا في مراحل زمنية فائتة ما يشبه لوحة تراثية متماهية  الذي تحول إلى دكاكين بائسة لبيع الملابس والأحذية  فالتقت أولاً صاحب محل انتيكات مسكونا بالحسرة والعبرة حزنا على ذلك الزمن المترع بالجمال والابداع الفني اسمه كريم ألماني الذي قال: أمضيت في تجارة الانتيكات 38 سنة وانا اتنقل بين سوق الصفافير وسوق الانتيكات، الذي تغير في هذه التجارة ان سوقها أصابه الكساد، كنا بموازاة المدرسة المستنصرية التي كنا نعدها كالمكان المقدس الذي يؤمه الناس من كل حدب وصوب يوم كانت السياحة في العراق مزدهرة، وزوار المستنصرية من الأجانب كانوا يتبضعون الانتيكات العراقية من محالنا، الا ان الحروب والعنف والإرهاب وتراجع الحركة السياحية وانخفاض القدرة الشرائية لعموم المواطنين  والأوضاع المزرية التي عصفت بسوق الانتيكات ادت الى  زحف بائعي الأقمشة والملابس الجاهزة ما شوه الواجهة الأمامية للمستنصرية فاضطر اغلب تجار الانتيكات إلى غلق محالهم، فمنهم من غادر العراق وآخرون انتقلوا الى مناطق أخرى من بغداد كالفنادق السياحية وشارع سلمان فايق. rnمزاد البغدادي مركز الانتيكات ويضيف: كان أشهر مزاد للانتيكات في مزاد البغدادي في الاعظمية لصاحبه الدكتور طالب البغدادي الذي يشغل منصب مستشار امير قطر في الانتيكات، وشقيقه مقداد البغدادي واغلب تجار الانتيكات يلتقون فيه كل يوم جمعة أمثال سمير الماني المقيم حاليا في مصر  وفاضل الماني،اما في الوقت الراهن فان عملنا يقتصر على المعارف، او العوائل التي كانت ولا تزال تهتم بهذا النوع من البضائع مع العلم انها مصنوعات عراقية محضة. ولما سألناه عن أغلى انتيكة باعها قال: الانتيكة تختلف عن البضائع التجارية الأخرى،فهي ليس لها سعر محدود او معلوم لأنها تعتمد على رغبة المشتري وهوايته وذوقه وعلى  طرزها ونوعها وقيمتها الفنية، ويذكر بان شخصيات كبيرة ومعروفة باقتنائها للانتيكات مثل المرحوم جعفر الكويتي،وأخرى من الطبقة السياسية، الذي اضعف تجارتنا سببان أولهما تحول سوق الصفافير الى سوق للأقمشة والستائر وتضاءل عدد محال الصفارين نتيجة عدم توفر النحاس والدعم الحكومي لا في زمن الديكتاتورية ولا في الوقت الراهن كالسلف وتسهيلات في الاستيراد والحماية التجارية.المواطن إحسان مكلف قال: كان سوقا تراثيا يحمل سمات جمالية رائعة، ولكونه بهذا الوصف كان بالإمكان تطويره والاعتناء به إلا أن الإهمال أدى به إلى ان يكون بهذا الواقع البائس حيث معروضات الألبسة العشوائية إحالته الى مخلوق مشوه وانعكس هذا التشويه على المدرسة المستنصرية.rnتردي الواقع السياحي أدى إلى الكساد صاحب محل انتيكات علي الحاج حمود قال: ورثت هذه التجارة من والدي وبدوره ورثها من ابيه، فمنذ عام 1988 وأنا أمارس تجارة الانتيكات، وعن الفرق بين امس السوق ويومه الراهن قال: قطعا البون شاسع بين ما كان عليه السوق وواقعه الراهن سواء من ناحية الاسعار وذائقة المتبضعين، والإقبال صار ضعيفا بسبب تردي الواقع السياحي في العراق، لا وجود للسائح الأجنبي ولا للشركات الاجنبية. وعن أغلى انتيكة باعها قال: كثيرة هي الانتيكات النادرة وخاصة السجاد الذي بعناه الى شخصيات بغدادية غادرت الحياة ولم يتبق سوى الذكر الطيب لهم. ولإنعاش هذه التجارة لا بد من تطوير هذا السوق واعادة الحياة اليه سيما وانها منطقة تراثية تحظى بتاريخية متميزة كونها تمتد الى العصر العباسي، وعليه يجب ان تتماهى مع معطيات العصر لإبراز وجه بغداد الحضاري والتاريخي من خلال تدخل الدولة المباشر لا ان تترك هكذا تعصف بها العشوائية التي شوهت المعالم الاصيلة للمنطقة بشكل عام ولسوق الانتيكات بشكل خاص حيث يغص بالنفايات وطفح المجاري وتراكم الاوساخ والازبال، وكثرة البسطيات، ويسترسل: كان يطلق على هذا السوق اسم (خان جغان القديم) يوم كان سوقا رائعا ومزادا يؤمه الكثير من الناس وخاصة الشخصيات البغدادية المعروفة وكبار التجار.rnوللعباءات الرجالية سوقها ثم التقينا صاحب محل لبيع العباءات الرجالية الحاج اسماعيل خلف الذي قال: منذ عام 1956 وانا امارس تجارة العباءات الرجالية، كان اغلب زبائني هم من شيوخ العشائر، وسكان القرى والارياف وكل بضائعنا هي اعمال يدوية وخاصة العباءة النجفية، والقسم الاخر ينسج في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram