TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (لا تخون الخبز والملح)

هواء فـي شبك: (لا تخون الخبز والملح)

نشر في: 19 يوليو, 2010: 07:51 م

 عبدالله السكوتيواصول هذه القاعدة ان بين فلان وفلان خبز وملح، وبينهم حرمة الملح والممالحة، وهذا كله يشير بوضوح الى ما اعتاده العرب في جاهليتهم من احلال الملح محلا رفيعا، واستخدامه كوسيلة من وسائل التحالف والتحليف، وقالوا للذي يسرف في الغي (سواها بدون ملح) وكذلك يقولون : (صارت ماصخه).
وقال الاصفهاني: ان العرب كانت تتحالف على النار وتتعاقد على الملح، وقال ابن قتيبة، كانوا يحلفون بالنار وكانت لهم نار يقال انها كانت باطراف اليمن لها سدنة، فاذا تفاقم الامر بين القوم فحلف بها انقطع نزاعهم واسمها هولة والمهولة، وكان سادنها اذا اتى برجل هيّبه من الحلف بها، ولها قيَم يطرح فيها الملح والكبريت، فاذا وقع فيها استشاطت ونفضته فيقول هذه النار قد تهددك فان كان مريبا نكل،وان كان بريئا حلف، وقال اوس بن حجر: اذا استقبلته الشمس صد بوجهه           كما صد عن نار المهوّل حالف وبمرور الزمن ادخلوا الخبز مع الملح فذكّروا الناكث والخائن بالخبز والملح، فاذا اقسم احدهم قال: (وحق الخبز والملح)، وترجم هذا شاعر الابوذية فقال: (مثل كت المزن كتّن ملحنه وردنة انلوح غايتنه ملحنه ويه البذات ماغزّر ملحنه شو عاف الملح وانكلب حيّه) ولا نريد ان نتهم احدا بالخيانة لان الكلمة كبيرة، وتحتاج الى ادلة و براهين ولا نسعى من وراء ذلك للتشكيك بوطنية الاخرين، فالكلام الجاهز كثير والتهم الباطلة على قدم وساق ولا نريد ان نراهن على عدم وطنية السياسيين او نحلف عليها فالكثير منهم،شردوا وعانوا ما عانوا، والكثير فقدوا اخوانهم وابناءهم، واعدادا هائلة من عوائلهم، لكن نريد ان نذكر فربما نفعت الذكرى، فالوطن غالٍ ولا يعوض وانتم سادة العارفين فقد ذقتم مرارة المنفى والابتعاد عنه والاتهامات التي كان يكيلها النظام السابق بما يشاء، وتجريد الاخرين من وطنيتهم واتهامه لهم بالخيانة. ولا يخرج الامر عن احدى السيئتين، الاهمال او الخيانة ونحن برهنا منذ البداية ان لا خائن بيننا، ولكن ربما يكون الامر اهمالا او مجاملة تدخل في باب السياسة التي تحاول ان تحافظ على علاقات مستقرة مع دول الجوار والدول الاخرى، والعراقيون مشهورون بالوفاء والقصص والحكايات التي تدل على ما اقول تملأ رفوف المكتبات وجميعها تتحدث عن الايثار والتضحية،وهذه ليست خاصية ينفرد بها العراقيون وانما هي موجودة لدى الشعوب الاخرى، وتتفاوت بين شعب وآخر ومع هذا (فبعض الشر اهون من بعض)، يكون الاهمال او التراخي ولا تكون الخيانة، والتاريخ لا يرحم احداً، خصوصا ونحن نتهيأ لاستقبال نواب رؤساء دول ورؤساء برلمانات من دول اخرى غايتهم الاولى هي التدخل في شأن تشكيل الحكومة، وهؤلاء مثل صاحبنا الذي تكلمنا عنه من قبل في سالفة (واحد يهبش وواحد يكول اح)، ونخشى ان يطالب من يقول(اح) في المستقبل بمميزات تثقل كاهل الحكومة وتضعها امام كلمة مصيرية،ربما تعرضها الى الشكوك والقيل والقال، لا نريد لاحد ان يقابلنا ويقول (اح) فنحن نتقن العمل ونعرف ما نقول حتى اذا اضطرنا الامر الى اعادة الانتخابات  فالشعب هو ذات الشعب الذي خرج في 31 آذار والقناعات ذاتها لم تتغير، ويخشى من يخشى من الاعادة لاسباب تتعلق بالاستحقاقات التي ربما جاءت غير مطابقة لمقتضى الحال، ولذا فالعملية حين تتكرر، يخشى بعض الاطراف من اهتزاز القناعات الشعبية والعدول الى جهة اخرى، ونحن بعد امام لحظة تاريخية، ستسجل لنا ام علينا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram