بيروت/ اكانيوزيذكر الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطاباته و مقابلاته دولاً اكثر من غيرها، كدلالة على اهتمام السياسة الامريكية بها، او ربما تلك التي تشكل مصدر قلق لديها، ولعل تساؤل مجلة "فورين بوليسي" الامريكية والمهتمة برصد وتحليل السياسات الخارجية للادارة الامريكية عما اذا كان تكرار اسماء تلك الدول على لسان الرئيس اوباما "يُحدث فرقاً ام لا"..
وحسب المجلة الشهيرة ان العراق احتل المركز الثالث بعد افغانستان والصين.الباحث في مدوّنة "واشنطن نوت" ستيف كليمونز، والذي اعد التقرير يسمي هذا الاهتمام "بخريطة أوباما" والتي تبين "دولاً ساخنة ودولاً ليست بالساخنة"، بعد ان قام باجراء مسح شامل لجميع خطابات الرئيس أوباما ومقابلاته وتصريحاته السياسية، وعدّ فيها المرات التي ذكر فيها أسماء لدول تحوز على اهتمامه.تقرير كليمونز لم يشمل قائمة الدول الـ 192 في العالم، بل اقتصر على الدول في المجموعة العشرين، وبعضاً من الدول المثيرة للجدل والاهتمام و القلق على حد سواء، مثل ايران.وخلال المسح تبين ان الرئيس أوباما ذكر العراق 54 مرة، ليحتل المرتبة الثالثة بعد أفغانستان (70 مرة) والصين (58 مرة).لكن هناك من يرى تصنيف كليمونز "مثيراً للحيرة" كالاستاذ في جامعة هارفرد الامريكية العريقة ستيفن وولت الذي يتساءل فيما لو تمت المقارنة بين "عدد المرات الذي ذكر فيها أوباما اسم دولة، بعدد سكانها أو ناتجها المحلي الإجمالي؟، عندها لن يكون ذلك مفاجئاً".فبرأي وولت وهو كاتب في "فورين بوليسي" ايضا أن أوباما حين يذكر "الصين أو اليابان أو البرازيل سيكون مثيراً للانتباه من أن يذكر دولة بعدد قليل من السكان واقتصاد بسيط، لأكبر عدد من المرات".ووفقاً للتقييم الذي يقترحه وولت، تحتل فلسطين المرتبة الأولى في خطابات أوباما، إذا ما تم التعداد بحسب عدد سكان الدولة (4.32 مرات)، تليها إسرائيل (2.6 مرات)، فأفغانستان (2.41 مرات) ثم العراق (1.76 مرات).اما إذا تم حساب المرات التي ذكر فيها أوباما الدول، وفقاً لناتجها المحلي الإجمالي، فستأتي أفغانستان في المرتبة الأولى (6.59 مرات) تليها زيمبابوي (6.25) فهايتي (2.36) ثم فلسطين (1.42). بعدها الصومال (0.89) فغينيا (0.79) ثم العراق (0.51).ويفسّر وولت نتائج تعداده، الذي نشرته "فورين بوليسي" بالقول أن "الصين توازي العراق في عدد المرات التي نالت فيها اهتمام أوباما، لكن العراق ذكر 1.76 مرة لكل مليون شخص، مقابل 0.4 مرة للصين لكل مليون شخص". ويعتقد وولت أن "تحتل أفغانستان والعراق المراتب العليا في التقييمات الثلاث بشكل لافت منطقي، لان الولايات المتحدة تشن فيهما حربا منذ سنوات".