TOP

جريدة المدى > سينما > ظاهرة الاركيلة تتفشى بين أوساط الشباب

ظاهرة الاركيلة تتفشى بين أوساط الشباب

نشر في: 21 يوليو, 2010: 07:13 م

بغداد/ احمد الياسري برزت بعض الظواهر الاجتماعية والعادات الى السطح خلال فترة الحصار الاقتصادي وتعمقت بعد سقوط الدكتاتورية، نتيجة الفراغ والبطالة التي يعيشها الشاب واتساع فسحة الحرية ورفع القيود عن الحركة اليومية للناس.من هذه الظواهر اللافتة انتشار المقاهي في الأحياء والأماكن العامة التي يجتمع فيها المراهقون والشباب لتدخين الاركيلة،
 ويلمس المواطن بشكل عام امتلاء السوق بأنواع كثيرة من السكائر وأنواع التبوغ المستخدمة في الاركيلة، ولا يعرف منشأ أغلبها أو كيفية استيرادها بهذه الكميات الكبيرة،على الرغم من مضار هذه العادة واستفحالها، التقينا عددا من الشباب والأطباء لمتابعة الموضوع وتأثيراته من النواحي المختلفة.وفي ظل الظروف المعيشية التي يعاني منها العراقيون طوال السنوات السابقة، ومع حالة الإحباط السياسي الذي لا حدود له، وشيوع مظاهر الفساد والعنف والإرهاب وانعدام استقرار الحياة اليومية وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب وعدم وجود أماكن رياضية وترفيهية ومنتديات ثقافية دفع الشباب الى/ المقاهي/ فاتخذوها ملاذا لهم يقضون ساعات طويلة فيها.يقول كامل فلاح العزاوي/ طبيب: ان تدخين الاركيلة يعادل تدخين علبتي سكائر، واذا ما دخن أي شاب اركيلتين يوميا فهذا يعني انه يدخن أربع علب سكائر، أي ما يعادل (2400) سكارة شهرياً، والبعض الآخر من العلماء قالوا ان تدخين الف ساعة لاركيلة قد يسبب الإصابة بما يعادل الإصابة بالإشعاع النووي.   أما ( همام حمزة ) /باحث اجتماعي/ فيقول: تشير الدراسات النفسية في هذا المجال، الى ان الأسباب التي تدفع بهؤلاء الشباب الى الإقدام على تعاطي تدخين الاركيلة بصورة غير مسبوقة، هو نتيجة حتمية لما بات يعرف بإفرازات المرحلة الماضية، والتي تمثلت بغياب القوانين والأنظمة ما جعل شيوع ظاهرة تدخين الاركيلة أمراً مسلما به لشباب اليوم.وأضاف: ان العلماء النفسيين يشيرون الى ان الاضطرابات النفسية لدى المدخنين أعلى بنسبة "41%"منها عند غير المدخنين" وحذر حمزة من ان نسبة من المواد غير الصحية تضاف الى بعض أنواع التبوغ ما يؤدي الى الإدمان عليها.التقينا احد المراهقين في أحد مقاهي منطقة الصليخ.. قال: أتيت مع رفاقي للترويح عن النفس ولا دخن الاركيلة، اشعر كسلطان حينما أدخنها مرات، وأشار انه لا يستطيع تدخين الاركيلة في البيت بوجود الأهل، ويصف والده الذي يرفض ذلك بأنه "متشدد في هذا الأمر"وأكد انه يستطيع ان يتحمل الجوع شهرا كاملا ولكنه لا يتمكن من الكف عن تدخين الاركيلة يوما واحدا.  ويقول ضرار(أبو سجاد)/ رب عائلة: أنا لدي أولاد بسن المراهقة ابذل قصارى جهدي في توفير لقمة العيش لهم وتوفير المناخ الدراسي لهم، ورغم ذلك اعلم ان ولدي، سجاد (18) سنة ورغيد (15) سنة، يدخنان الاركيلة بالخفاء، برغم علمي يقينا بآثارها السلبية على صحتهما وسلوكهما الاجتماعيين، لكن ماذا افعل فمقاهي المدينة تعج بها والشباب جميعهم  يدخنونها، وارى ان على الحكومة ان تعالج هذه الظاهرة السلبية بمنع تقديمها للمراهقين.وأشار أيضاً ليست الاركيلة فقط ما يقلقني، بل ان هناك تزايدا خطيرا في تعاطي الحبوب المخدرة (الكبسلة)، ويبدو ان الحكومة لا تعلم بما يدور في الشارع.ويقول مسؤول في إحدى الدوائر الأمنية (رفض ذكر اسمه): ليس هنالك قانون يمنع تدخين الاركيلة لكننا نعمل على ان تكون ضمن المقاهي ومنع أصحاب "البسطات" إضافة الى مراقبة  السلوك الاجتماعي والاخلاقي في الاماكن العامة ونعمل على توفير البدائل المناسبة لمعالجة مشاكل الشباب ونأمل ان يكون المستقبل أفضل.ويبقى لدور الأسرة السبق في الحد من تلك الظاهرة، من خلال نصح وإرشاد الآباء والإخوة العقلاء في الحفاظ على الأمن الصحي والاجتماعي لأبنائهم المراهقين حتى يكونوا بعيدين عن الظواهر الضارة مثل هذه الظاهرة وغيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram