البصرة/ اكانيوزفن الخشابة الغنائي، من الفنون التي اشتهرت بها محافظة البصرة دون سواها من المحافظات العراقية منذ خمسينيات القرن الماضي، الا ان هذا الفن سرعان ما اختفى بعد انتشار الجماعات المتشددة في المحافظة الغنية بتراثها الشرقي.
فن الخشابة، كغيره من مظاهر الفن والادب في البصرة، عاود الظهور مجددا عقب العمليات العسكرية المعروفة بصولة الفرسان، وما لحقها من تحسن امني حيث عادت الفرق لإحياء الحفلات من دون خوف كما هو الحال في السابق. ويقول ابو مصطفى، وهو عازف عود: "ان الخشابة لمن لا يعرفها هي لون الخشابة الغنائي عبارة عن العزف على الآلات الموسيقية الهوائية المصنوعة من الفخار، والتي تسمى شعبيا "بالدنابك"، مع رقصات فلكلورية مصحوبة بالأغاني التراثية والتي يؤديها أعضاء الفرقة مجتمعين، كما يتخللها تصفيق ينسجم مع اللحن والكلام". من جانبه يقول التدريسي في قسم الفنون ناصر هاشم "ان سبب تسمية الخشابة يرجع إلى روايات عدة منها ان آلاتها كانت تصنع من جذوع الأشجار الخشبية". وقال أبو عقيل (صاحب فرقة): "ان فرق الخشابة تعرف محليا بالشدات، وهي منتشرة بمختلف أقضية ونواحي البصرة، وكانت تتنافس فيما بينها على تقديم الأغاني المشهورة في السابق، لاسيما المصرية منها، كأغنيات أم كلثوم وفريد الأطرش، بأسلوب يختلف عن قالبها الموسيقي الأصلي". ويزيد في قوله: "ان اللافت في هذا كله هو ان مطربي وعازفي فرق الخشابة هم أشخاص فطريون وأميون، غير انهم يتمتعون بمواهب كبيرة مكنتهم من خط طريق العزف والغناء للمقامات، فتركوا تأثيرا طيبا في نفوس متذوقي ومحبي هذا الفن". وقال علي الرحال (مؤدي غنائي): "ان الدول الخليجية، ومنها الكويت، اقتبست بعض الحان وإيقاعات الخشابة، وأدخلتها على تراثها الفني، نظرا لأن الفرق البصرية التي كانت تقيم حفلاتها القديمة هناك ألقت بظلال موسيقاها على الفنانين الخليجيين بصورة عامة". ورغم أن الآونة الأخيرة شهدت انتشاراً لفن الخشابة عراقياً وعربياً، لكن تبقى لفرق الخشابة البصرية نكهتها الخاصة بتأدية المقامات والغناء العراقي الأصيل.
"الخشابة" تظهر من جديد فـي البصرة
نشر في: 21 يوليو, 2010: 09:40 م